الحجاجي
الحرية ضرورة أن يكون للسلطة الرابعة الدور الفاعل في أن تكون ضمير الشعب وعينه
ولسانه النقي كما يدرك الجميع والحال كذلك أن يكون الإعلام بشتى أنواعه وصوره مرآة
نقية تعكس مطالب الشعب وتكشف كل التجاوزات ومظاهر الفساد ، فهو ركن أساسي لأي نظام
ديمقراطي حريص على مساندة الإعلام الحر وضمان عدم المساس به وبما من شأنه تضييق
الهامش.
أقول ذلك وفي خلدي تدور
جملة من التساؤلات في هذا الشأن بعد مرور خمسة أيام على اقتياد الأستاذ/ سيف محمد
أحمد مدير عام مؤسسة "الشموع" للصحافة والإعلام من مكتبة إلى أحد الأجهزة الأمنية
بطريقة مخالفة للدستور والقوانين وبشكل يؤكد حرص الأجهزة الأمنية في بلادنا على
تضييق ما تبقى من هامش ديمقراطي وتكميم الأفواه وإسكات كلمات حق تُقال أصلاً دفاعاً
عن الوطن وسيادته ولن أشك لحظة في أن مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام قد جانبت
الصواب في خطها الوطني الذي تنتهجه وتسير به ليس تزلفاً للسلطة وإنما هو تجسيد
لمبدأ رسمه مديرها العام سيف محمد أحمد خدمة للوطن وكل ما هو وطني وترسيخاً لأخلاق
وقيم الرسالة الإعلامية الصادقة.
وهنا أقول أن الطريقة الفجة التي استخدمها
الأمن في عملية اعتقال الأستاذ سيف محمد احمد لن تئد مبدأنا في مؤسسة "الشموع" الذي
يتجلى إيماننا به في تمسكنا بمبادئنا وتعاطينا مع القضايا الوطنية طوال السنوات
الماضية رغم ما نتعرض له من مضايقات من القوى الظلامية وأصحاب المشاريع الصغيرة ومن
عتاولة الفساد بل أن اعتقال الأستاذ سيف محمد أحمد سيزيد هذا المبدأ رسوخاً في
أذهاننا وسيظل وميض كلماتنا يملأ الآفاق مؤكدين على حتمية أن يظل شعاع الحرف ينير
كل أرجاء وطننا الحبيب في يمننا الغالي على أنفسنا، وكما هو عهدنا بالأستاذ سيف
سيظل نبراساً في ليلنا الكالح الظلام منافحين عن الحق ومتصدين لكل عناصر الارتهان
والتخريب والتمرد والفساد.
ختاماً يبقى تساؤل وهو هل استتب الأمن وعم الرضاء كل
أرجاء الوطن، هل استبدل عناصر التمرد الحوثي شعارهم بشعار آخر يهتف بحياة الجمهورية
والوحدة؟ وهل أصبح الناعقون والداعيون لتفتيت الوطن وتمزيق وحدته يرددون هتافات
الوحدة أو الموت؟ وهل اتجهت سفارة طهران إلى تشييد المشاريع الخدمية والأعمال
الخيرية وحصلت على براءة من دعم التمرد؟ ومن ثم القبض على المرتهنين وعناصر
الإرهاب؟ تساؤلات مشروعة أطرحها هنا حتى أنه لم يتبقى أمام الأجهزة الأمنية شيء
يلاحقونه أو يترصدونه سوى مؤسسة "الشموع" وما ينشر في إصداراتها؟.