ليندت
المواصلات في الولايات المتحدة أنظمة جديدة تزيد بموجبها إجراءات مسح وتفتيش الركاب
الراغبين في السفر من 14 دولة إلى الولايات المتحدة وكذلك المسافرين من جميع
الجنسيات الذين يطيرون إلى الولايات المتحدة من إحدى تلك الدول.
والدول التي وضعت على القائمة هي: أفغانستان،
الجزائر، كوبا، إيران، العراق، لبنان، ليبيا، نيجيريا، باكستان، السعودية، الصومال،
السودان، سوريا، واليمن.
أربع من هذه الدول كوبا، إيران، السودان، سوريا
موجودة على القائمة الأمريكية أصلا كدول داعمة للإرهاب.
أما الدول العشر الباقية
فصنفتها إدارة أمن المواصلات الأمريكية ك"دول مثيرة للاهتمام" ويبدو أنها أُضيفت
رداً على الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة.
وقد نشر موقع "ستراتفور"
للأبحاث الاستخباراتية دراسة تتناول الصورة النمطية للإرهابيين المحتملين التي
رسمتها إدارة أمن المواصلات الأمريكية لحماية ركاب الطائرات من الهجمات
الإرهابية.
تشير الدراسة إلى أن الذين نفَّذوا الهجمات الإرهابية في البدايات ضد
الولايات المتحدة كانوا مطابقين لنموذج المسلم النمطي.
ففي حادثة قتل الحاخام
مائير كاهانا وتفجير برج التجارة العالمي في 1993 والمحاولة الفاشلة لتفجير معالم
نيويورك، ظهرت مجموعة كبيرة من المصريين (عمر عبدالرحمن، السيد نصير، إبراهيم
الجبروني، محمود أبوحليمة، وآخرين).
وفي الواقع إن المصريين لعبوا دورا هاما في
نمو الفكر "الجهادي" وشكلوا جزءا هاما من الحركة "الجهادية"، بما في ذلك تنظيم
القاعدة، ولذلك تستغرب الدراسة عدم وضع اسم مصر على القائمة النمطية لإدارة أمن
المواصلات الأمريكية.
ثم إن كثيرا من الأشخاص الذين شاركوا في عمليات إرهابية
سابقة لا يطابقون الصورة النمطية للشخص الجهادي حسب مواصفات إدارة أمن
المواصلات.
ومن بين هؤلاء الأشخاص: * ريتشارد ريد، المواطن البريطاني الذي حاول
تفجير طائرة بعبوة مزروعة في حذائه.
* خوسيه باديلا، المواطن الأمريكي المعروف
باسم "المفجر القذر".
* آدم جادان، المتحدث باسم القاعدة، وهو أمريكي من
كاليفورنيا كان اسمه آدم بيرلمان قبل دخوله الإسلام.
* جون ووكر ليندت، الذي
أطلق عليه لقب "طالبان الأمريكي".
* جاك روش، المواطن الأسترالي المعروف ب"جاك
الجهادي".
* الإخوة دوكا، وهم من أصول ألبانية شاركوا في مؤامرة فورت ديكس.
*
دانيال بويد وأبناؤه، مواطنون أمريكيون خططوا لعمليات داخل الولايات المتحدة.
*
جيرمين موريس ليندسي، الانتحاري المولود في جامايكا والذي شارك في هجمات لندن في 7
يوليو 2005.
* نيك رايلي، مواطن بريطاني حاول تفجير مطعم في إكسيتر (بريطانيا)
في مايو 2008.
* دافيد هيدلي، مواطن أمريكي ساعد في التخطيط لهجمات
مومباي.
كما هو واضح من القائمة أعلاه، يأتي الإرهابيون من جنسيات وأصول مختلفة
وليس هناك نموذج نمطي قومي أو إثني يمكن استخدامه لوصفهم.
تقول الدراسة إن أحد
أسباب استخدام أشخاص يحملون اسم "ريتشارد" و"خوسيه" في أعمال إرهابية يعود إلى قدرة
المخططين الإرهابيين على التأقلم والابتكار، فهم ينتقون المنفذين بطريقة تساعد على
الالتفاف على الإجراءات الأمنية الجديدة.
وهذا يبدو واضحا في المحاولة الأخيرة
لتفجير الطائرة الأمريكية في 25 ديسمبر، حيث لم يتوقع أحد أن تقوم القاعدة بتنفيذ
هجوم يبدأ من نيجيريا باستخدام مواطن نيجيري.
استخدام تنظيم القاعدة لعمر
الفاروق كان نقلة نوعية كاملة، والسبب الوحيد لوجود نيجيريا على قائمة الدول ال14
هو قيام مواطن نيجيري بمحاولة التفجير تلك.
ولهذا ليس هناك ما يمنع القاعدة من
استخدام مسلم من توجو أو غانا، أو من أي بلد ليس على القائمة بدلا من نيجيري في
المرة القادمة.
وتقول الدراسة في النهاية إنه في بيئة يصعب فيها تحديد الخطر
المحتمل بالضبط، من الأهمية بمكان رسم صورة نمطية للأشخاص وفقا لسلوكهم وليس بحسب
جنسياتهم وأصولهم.
يجب تشجيع عناصر الأمن على استخدام ذكائهم وفطنتهم في تحديد
الشخص الذي قد يمثل خطرا.
فحضور مواطن أمريكي اسمه روبرت إلى السفارة الأمريكية
في نيروبي أو عمان مدعيا فقدان جواز سفره مثلا قد يكون أكثر خطرا من مواطن باكستاني
أو يمني عادي، مع أن الأمريكي لا يطابق الصورة النمطية التي تتطلب مزيدا من التدقيق
الأمني.
إن صعوبة إيجاد صورة نمطية دقيقة ل"الجهادي"، وقدرة المخططين
"الجهاديين" على التأقلم مع الأوضاع الجديدة يعني أن أي محاولة لرسم صورة نمطية
محكوم عليها بالفشل، وقد تكون لها نتائج عكسية على العملية الأمنية.