الربيعي
يظهر أن هناك تفهم لمشكلة اليمن واستيعاب وتعاطف دولي للأحداث وإلمام وتخوف من
المصير المجهول الذي يمكن أن تصل إليه البلاد إذا استمر الوضع على ما هو عليه أو
تطور إلى الأسوأ وان شاء الله لن يحدث وما يحز في النفس هو ان تجد العالم يهتم
لمشاكل أناس لا يهتمون لما يحدث لوطنهم غير عابئين ولا مكترثين بالنتائج
التي يمكن أن توصلنا إياها مغامراتهم
وطيشهم متفاخرين بماضيهم الأسود وتاريخهم الأشد سوادا وظلمه وأيديهم الملطخة بدماء
الأبرياء والضحايا الذين مارسوا في حقهم أبشع صور التنكيل التي أدخلتهم التاريخ مع
الشياطين من باب واحد وطريق لا يختلف.
يحرص كل من حضر المؤتمر من ممثلي الدول
المختلفة بإجماع على امن اليمن ويطالبون باستقراره ووحدته كونها تمثل جزء مهما من
استقرار المنطقة والعالم وفي المقابل يحرص البعض من أبناء اليمن على نشر الفوضى
وإثارة الفتن وإشعال فتاءل الحرائق والتمزيق في كل مناسبة ومكان بذريعة وبدون ذريعة
وبسبب وبدون سبب.
تناضل الشعوب من اجل التحرر من الاستعمار الأجنبي ويطالب بعضهم
بالاستعمار ولو بقتل أبناء الوطن وحرق الممتلكات للفت أنظار المستعمر والاستنجاد
به.
تحرك ما يسمى بالحراك بكل عنفوان قبل مؤتمر لندن وأثناء انعقاده مناشدات
المؤتمرين التدخل في الشأن اليمني وحتى احتلال اليمن لأنهم معجبين بقول القائل
كالمستجير من الرمضاء بالنار انه التناقض في الأفكار والاختلال في المبادئ الذي حول
دعاة التحرر ومحاربي الامبريالية والرجعية ومساندي حركة التحرر إلى مطالبين
بالاستعمار ودعاة الأممية والباحثين عن الإخوة في نيكاراجوا وكوبا والاسكيمو
والاتحاد السوفيتي وأفريقيا الوسطى إلى أعداء للإخوة والأهل على نفس الوطن ربما
يسبب توزيع الإخوة وتشت المحبة في أرجاء العالم وما بقي شيء للإخوة من أبناء الوطن
الواحد والعقيدة الواحدة والمصير المشترك والمتطرف الذي يصل إلى مرحلة النهاية وهي
الحب القاتل فليس للإخوة في الدين والنسب إلا القتل والدم لدى الوحدة العالمية
والوحدة الوطنية وشعارات الثلاثة عقود والهتاف بالنضال من اجل تحقيق الوحدة اليمنية
التي تلاشت بمجرد تحقيق الوحدة لتتحول إلى النص من اجل إنهاء الوحدة اليمنية
والنضال من اجل تحقيق وتعزيز المناطقية والقروية والفئوية المقيتة.
انه التناقض
الذي يدفع ثمنه الوطن ومازال يدفع وسيضل يدفع مادام الفكر والعقلية العقلية والوجه
هو الوجه والقيادة القيادة التي لم تتغير تتحرك بسرعة الزئبق من أقصى اليسار إلى
أقصى اليمين ولا تتوقف ولو للحظات محطات الوسطية لاستعادة النفس حتى لا يفكر العقل
في لحظة الهدوء عائدا رشده أو يستفيق الضمير صاحيا من غفلته مدركا ان المغامرات
يدفعها الوطن الذي تقع على كاهله كل أعباء هؤلاء الذين يسوقونه من مغامرة إلى
مغامرة المبادئ في المشمش والوطن ثمنه دولارات تملأ الجيب وتعزز الرصيد.
والضحية
المخدوع بالشعار والمنقاد له والمغرر به أنها لعبة قمار بشع يوضع بكامله رهن
المقامرة في حانات العمالة والارتزاق والسؤال ما هو الثمن الذي قدمه من يتبنون
الشعارات ويتزعمونها ويطرحون مصير الوطن في كل مرة ومرحلة على كف عفريت؟ من منهم
قدم نفسه أو ابنه إلى إحدى المذابح التي يسوقون الوطن إليها بل حتى من ضحى ببعض من
رصيده المادي في سبيل قضية أو هدف معين؟ فقط دورهم دور الشيطان الذي يسوق الإنسان
إلى الكفر والهلاك ثم يتبرأ منه ولو أنهم احترفوا التمثيل لكانوا من أوائل الفائزين
بجوائز الأوسكار بقدرتهم على لعب الأدوار وتميزهم في تقمص الشخصيات .
أما آن
للعقل اليمني أن يصحوا من رقدته وغفلته ويتنبه لما يحدث ويرسم له أعداءه وما يقوده
إليه المغامرون باسمه، والمستثمرون غفلته؟.