علي صالح
القادري
القادري
في البداية لابد لي من القول أنّ هذه هي المرة
الأولى التي أجدني فيها حائراً لا أدري من أين وكيف ابدأ، ليس لأني أفتقد المفردة
التي بها أعبّر عن مكنون نفسي وما يعتمل في ذهني إزاء قضية أو موضوع ما ، لكن لأن
موضوع هذه المادة هو الأستاذ/ سيف الحاضري - مدير عام المؤسسة ورئيس تحرير الصحيفة
التي أعمل فيها"الشموع"، والسبب أنني لم اعتد الكتابة عن أشخاص مسحاً للأجواخ أو طمعاً في مصلحة أو جريا وراء
مكافأة أو تزلفاً لأي غاية أو هدف كان، والأستاذ يعرف هذا عني أكثر من غيره، فهو
يعرف أنني ممّن لا يحسنون ذلك ولو أُجريت مسابقة في هذا المضمار لكنت صاحب الحظ
الأوفر في الفشل، ومع ذلك فقد تغلبت على نفسي التي تنازعني عدم الكتابة وتحاول منعي
خشية أن يُعتبر ما أكتبه بمثابة شهادة مجروحة كوني أعمل في مؤسسته وتحت إدارته، ومع
ذلك وفي هذا الظرف غير الاستثنائي المألوف بالنسبة إليه الذي لم يكن الأول والمتمثل
في اعتقاله الأخير دونما مبرر قانوني واضح أو سبب معقول فقد رأيت أن من الواجب
عليَّ أن أضئ شمعة من شموع أضاءها قبل قرابة العقد ونصف العقد ..
أضئ ولو جانباً
حول الشموع الصحيفة وصاحبها الذي ترجع معرفتي به إلى السنوات الأولى لانبلاج ضوئها
في وسط عتمة فساد حاول - ولا يزال- جَعْل الوطن من خلال تسليطه ضوء شموعه خالياً
منه مهما ناله في سبيل ذلك من أذى ومضايقات ، ومهما وُضِعت في طريقه من عثرات من
قِبل الذين تضررت مصالحهم، ممّن لا يروقهم العيش إلاَّ في عتمة الفساد وظلامه
الدامس حتى لا يكشف ضوء شموعه فسادهم ، ويُظِهر للعامة قبل الخاصة سيءّ فعلهم
بالوطن ومقدّراته وخيراته ضاربين عرض الحائط به وبالسواد الأعظم من أبنائه الطيبين
، المسحوقين، فقد عرفته وكانت الشموع حينها تشعل ضوءها أعني عددها التاسع عشر وكانت
حينذاك تصدر بصورة غير منتظمة كما هو حال البدايات في كل عمل من الأعمال بخاصة
عندما يكون صاحب العمل عصامياً لا يّتكل ولا يعتمد على غيره في صنع نجاحه في ميدان
ما من ميادين الحياة، وكانت "الشموع" حينها تصدر كل شهر وأحياناً كل نصف شهر وتارة
يتأخر إصدارها لسبب أو لآخر وتارةً تتأخر طباعتها أو تُمنع طباعتها في المطابع
الحكومية وتارةً أخرى يتم إيقافها وأحياناً أخرى يتم الاعتداء على رئيس تحريرها،
وتارة يتم اختطافه وتارة يتم اعتقاله وهكذا دواليك، ومن تلك المواقف كان يتعلّم -
ونتعلم معه - درساً جديداً في الصمود والمثابرة والإصرار على المضي في الدرب الذي
اختطه لنفسه ولصحيفته وآمن به كادرها الذي استمر في العمل معه غير مكترث بما قد
يصيبه أو يصيب كادره من أذى جراء السير في طريق مكافحة الفساد والفاسدين ومثيري
الفوضى والتخريب، الساعين إلى تدمير الوطن ، العاملين على سلب خيراته ونهب مقدراته،
الذين تضررت مصالحهم جرّاء كشف "الشموع" فسادهم وتخريبهم بما نشرته وتنشره عنهم وعن
فسادهم، وبالرغم من ذلك كله فقد كانت"الشموع" تتجاوز تلك العراقيل والكبوات أقوى
ممّا كانت، فتغلبت على مشكلة عرقلة طباعتها بشراء مطبعة مستعمله، لتصبح بعد سنوات
قليلة مطابع في صنعاء وفي عدن وتتحول "الشموع" الصحيفة إلى الشموع المؤسسة
الإعلامية المعروفة، التي وُِلد من رحمها "أخبار اليوم" الصحيفة وأضواء الشموع
"المجلة"، ذلك لأن إصرارها وإصرار رئيس تحريرها على السير في هذا الطريق الوعر رغم
ما فيه من أشواك وعراقيل - طريق مكافحة الفساد- تجسيداً للشعار الذي يتصدر صفحتها
الأولى: "من أجل وطن خال من الفساد" ذلك كلّه أكسبها ثقة قرائها واحترامهم لما
يُنشر فيها فجعل أعدادها تتسع انتشاراً وقراءً وبذلك وصلت إلى ما وصلت إليه من نجاح
وتألق معتبرةً ما تتعرض له ويتعرض له رئيس تحريرها- مدير عام المؤسسة من مضايقات
ضريبة للنجاح الذي حققته وثمناً للكلمة الصادقة في إصداراتها "الشموع و"أخبار
اليوم" التي آمن بها كادرها وكادر المؤسسة عموماًً..
الكلمة المنتصرة والمنحازة
إلى الوطن وقضاياه، بذلك كلّه استطاعت أن تجعل من الكبوات وحب القراء الذين يمثلون
الرصيد الحقيقي لها، الذي به تفخر نقاط انطلاق جديدة تدفعهم مسافات من مواضع
الكبوات والعثرات، التي توضع في طريقها وطريقهم بين الفينة والأخرى وهنا وفي الختام
يحضرني قول أبي الطيب المتنبي: قصدوا هدم سورها فبنوه وأتوا كي يقصّروه فطالا وبعد
بيت أبي الطيب لا تعليق!
الأولى التي أجدني فيها حائراً لا أدري من أين وكيف ابدأ، ليس لأني أفتقد المفردة
التي بها أعبّر عن مكنون نفسي وما يعتمل في ذهني إزاء قضية أو موضوع ما ، لكن لأن
موضوع هذه المادة هو الأستاذ/ سيف الحاضري - مدير عام المؤسسة ورئيس تحرير الصحيفة
التي أعمل فيها"الشموع"، والسبب أنني لم اعتد الكتابة عن أشخاص مسحاً للأجواخ أو طمعاً في مصلحة أو جريا وراء
مكافأة أو تزلفاً لأي غاية أو هدف كان، والأستاذ يعرف هذا عني أكثر من غيره، فهو
يعرف أنني ممّن لا يحسنون ذلك ولو أُجريت مسابقة في هذا المضمار لكنت صاحب الحظ
الأوفر في الفشل، ومع ذلك فقد تغلبت على نفسي التي تنازعني عدم الكتابة وتحاول منعي
خشية أن يُعتبر ما أكتبه بمثابة شهادة مجروحة كوني أعمل في مؤسسته وتحت إدارته، ومع
ذلك وفي هذا الظرف غير الاستثنائي المألوف بالنسبة إليه الذي لم يكن الأول والمتمثل
في اعتقاله الأخير دونما مبرر قانوني واضح أو سبب معقول فقد رأيت أن من الواجب
عليَّ أن أضئ شمعة من شموع أضاءها قبل قرابة العقد ونصف العقد ..
أضئ ولو جانباً
حول الشموع الصحيفة وصاحبها الذي ترجع معرفتي به إلى السنوات الأولى لانبلاج ضوئها
في وسط عتمة فساد حاول - ولا يزال- جَعْل الوطن من خلال تسليطه ضوء شموعه خالياً
منه مهما ناله في سبيل ذلك من أذى ومضايقات ، ومهما وُضِعت في طريقه من عثرات من
قِبل الذين تضررت مصالحهم، ممّن لا يروقهم العيش إلاَّ في عتمة الفساد وظلامه
الدامس حتى لا يكشف ضوء شموعه فسادهم ، ويُظِهر للعامة قبل الخاصة سيءّ فعلهم
بالوطن ومقدّراته وخيراته ضاربين عرض الحائط به وبالسواد الأعظم من أبنائه الطيبين
، المسحوقين، فقد عرفته وكانت الشموع حينها تشعل ضوءها أعني عددها التاسع عشر وكانت
حينذاك تصدر بصورة غير منتظمة كما هو حال البدايات في كل عمل من الأعمال بخاصة
عندما يكون صاحب العمل عصامياً لا يّتكل ولا يعتمد على غيره في صنع نجاحه في ميدان
ما من ميادين الحياة، وكانت "الشموع" حينها تصدر كل شهر وأحياناً كل نصف شهر وتارة
يتأخر إصدارها لسبب أو لآخر وتارةً تتأخر طباعتها أو تُمنع طباعتها في المطابع
الحكومية وتارةً أخرى يتم إيقافها وأحياناً أخرى يتم الاعتداء على رئيس تحريرها،
وتارة يتم اختطافه وتارة يتم اعتقاله وهكذا دواليك، ومن تلك المواقف كان يتعلّم -
ونتعلم معه - درساً جديداً في الصمود والمثابرة والإصرار على المضي في الدرب الذي
اختطه لنفسه ولصحيفته وآمن به كادرها الذي استمر في العمل معه غير مكترث بما قد
يصيبه أو يصيب كادره من أذى جراء السير في طريق مكافحة الفساد والفاسدين ومثيري
الفوضى والتخريب، الساعين إلى تدمير الوطن ، العاملين على سلب خيراته ونهب مقدراته،
الذين تضررت مصالحهم جرّاء كشف "الشموع" فسادهم وتخريبهم بما نشرته وتنشره عنهم وعن
فسادهم، وبالرغم من ذلك كله فقد كانت"الشموع" تتجاوز تلك العراقيل والكبوات أقوى
ممّا كانت، فتغلبت على مشكلة عرقلة طباعتها بشراء مطبعة مستعمله، لتصبح بعد سنوات
قليلة مطابع في صنعاء وفي عدن وتتحول "الشموع" الصحيفة إلى الشموع المؤسسة
الإعلامية المعروفة، التي وُِلد من رحمها "أخبار اليوم" الصحيفة وأضواء الشموع
"المجلة"، ذلك لأن إصرارها وإصرار رئيس تحريرها على السير في هذا الطريق الوعر رغم
ما فيه من أشواك وعراقيل - طريق مكافحة الفساد- تجسيداً للشعار الذي يتصدر صفحتها
الأولى: "من أجل وطن خال من الفساد" ذلك كلّه أكسبها ثقة قرائها واحترامهم لما
يُنشر فيها فجعل أعدادها تتسع انتشاراً وقراءً وبذلك وصلت إلى ما وصلت إليه من نجاح
وتألق معتبرةً ما تتعرض له ويتعرض له رئيس تحريرها- مدير عام المؤسسة من مضايقات
ضريبة للنجاح الذي حققته وثمناً للكلمة الصادقة في إصداراتها "الشموع و"أخبار
اليوم" التي آمن بها كادرها وكادر المؤسسة عموماًً..
الكلمة المنتصرة والمنحازة
إلى الوطن وقضاياه، بذلك كلّه استطاعت أن تجعل من الكبوات وحب القراء الذين يمثلون
الرصيد الحقيقي لها، الذي به تفخر نقاط انطلاق جديدة تدفعهم مسافات من مواضع
الكبوات والعثرات، التي توضع في طريقها وطريقهم بين الفينة والأخرى وهنا وفي الختام
يحضرني قول أبي الطيب المتنبي: قصدوا هدم سورها فبنوه وأتوا كي يقصّروه فطالا وبعد
بيت أبي الطيب لا تعليق!