فاروق الجفري
علماء الأرصاد الجوية في أوروبا مشغولون ببحث قضية موسيقية هي كيف كان الجو في مدينة فينا عاصمة النمسا منذ أكثر من مائتي عام أو بالتحديد في يوم 6 ديسمبر عام 1791م؟ ففي هذا اليوم توفي الموسيقار موتسارت عن 35 سنة وهو العبقري الذي بدأ يعزف على البيانو وهو في السابعة من عمره ويؤلف لنفسه وهو في العاشرة من عمره وقد ظن الناس في أيامه أن عليه عفريتا وان هذا العفريت هو الذي يكتب له وكذلك يحبسونه في غرفة ثم يفتحون عليه الباب فيصرخ الطفل الصغير ولا يجدون عنده أحداً من الناس أو من الجن ، لقد كان هذا الطفل إحدى معجزات القرن الثامن عشر للميلاد في أوروبا وفي كل العصور وفي كل دول قارات الدنيا الخمس عندما أصبح موتسارت شاباً وتزوج كان يطلب إليها أن تحكي له الحكايات وهو يؤلف موسيقاه، انه يريد شيئاً يشغله ويعطيه مبرراً للتركيز وكانت زوجته تقص عليه القصص وأحياناً تعيد بعض القصص التي سبق أن حكتها له فكان ينبهها إلى انه سمع هذه القصة من قبل.
وتقول كتب التاريخ إن موتسارت عندما مات في 6 ديسمبر عام 1791م لم تمشي زوجته في جنازته واختلف المؤرخون هل الجو كان شديد البرودة وكانت هي مريضة وقالوا إن هناك خلافاً عنيفاً وقع بين الزوجين، هذا الخلاف لم يحسمه الموت ويقال انه هو الذي طلب إليها قبل وفاته أن لا تمشي في جنازته وبعد وفاة موتسارت تزوجت أرملة وأعلن زوجها الثاني بعد ذلك أن الذي منع زوجته من الذهاب إلى قبر موتسارت أنها كانت مريضة أما علماء الأرصاد فهم يؤكدون أن الجو في مدينة فينا كان لطيفاً ولم تكن هناك رياح عاصفة وانه كان في استطاعة الأرملة أن تسير في جنازة الزوج لو أرادت.
فهل يا ترى زوجة موتسارت هي التي قصفت عمر هذا الموسيقار العظيم أو أنها الموهبة الفذة التي نضجت مبكراً وذبلت قبل الأوان؟؟ الجواب: أن كلاً منهما نال عقابه، الزوجة: لعنة التاريخ وموتسارت لعنة العبقرية.