عوض بامدهف
متاعب لذيذة
الحياة كلها متاعب عبارة ندمن على ترديدها طوال الوقت ومع ذلك تشدنا إيقاعات الحياة المتباينة حزناً وفرحاً إليها ونمضي مسلوبي الإرادة نستمتع بالحياة ومتاعبها اللذيذة والشقية لنظل نردد دوماً الحياة كلها متاعب ولكن ما هي مشكلتنا بالتحديد.
فمتاعب الحياة كلمة مطاطية تختفي دائماً ورائها ونخفي بالمقابل أنفسنا وكم نتوهم بالشعور بالراحة التامة ونحن نمارس بإصرار غني عملية الترديد الببغائي ونقنع أنفسنا بأن مشاكلنا جميعها قد أصبحت في وضع سيطرة تامة وان الأمور قد حسمت لصالحنا وبأقل التكاليف.
والحقيقة أن مشكلتنا هي أننا في ذروة المأساة نفقد القدرة على الإحساس والشعور والتفاعل ولحظتها تتجمل كوامن الإحساس فينا ..لست أدري لماذا؟
ولكنها تبدو أيضاً عادة اعتدنا عليها فلا احد يهتم أو يريد ويرغب أن يهتم ربما تكون مجرد هواية مثل هواية كسر الأواني على الطريقة الصينية، إنها عبارة عن ظاهرة طبيعية ترتبط بأوثق الصلات بحالات المد والجزر أو شيء من هذا القبيل والغريب أن البعض يظن وليس كل الظن إثم بأن متاعب الحياة هي الملح الضروري لكسر حاجز الرتابة والملل ولكن هذا الملح إن زاد على حده انتقل إلى ضغط دم والعياذ بالله!!
جنون السكر
إلحاقاً بمسلسل العلل والآفات الغربية التي أطلت برأسها وأولها جنون البقر والى آخر القائمة.
السكر وما أدراك ما السكر تلك المادة الحلوة المذاق التي يستمتع بها كثيراً وكان هذا الحال حتى الأمس القريب ورغم احتلال السكر موقعاً متقدماً في سياق ممارستنا لتقاليد الحياة ومرافقته لنا منذ بدء مشوارنا المبكر على هذه المعمورة.
ويا لها من لحظات ممتعة قضيناها مع مرافقة السكر المذاب في كوب الشاي أو القهوة أو اللبن أو البن اليمني الشهير في اشراقة كل صباح أو في النهار أو في الساعة الخامسة على الطريقة الإنجليزية إضافة إلى الحلويات الشهية بمختلف أنواعها وأشكالها .
ولكن للأسف الشديد إن هذه المادة الحلوة السكر ويا خسارة الحلو مايكملش حسب قول الموسيقار العربي الشهير فريد الأطرش فقد أصيبت هذه المادة الحلوة بداء الجنون هذه المرة وهو من النوع الخطير.
حيث شهد مؤشر أسعارها مؤخراً ارتفاعاً غير مسبوق والسبب جشع التجار وعدم وجود الرقابة وترك الساحة أمامهم براح ومفتوحة على البحر حتى كادت المرارة تسكن بدل الحلاوة وكأنه لا يكفينا كل ما نعانيه من شظف العيش وجور الزمان حتى يضاف إلى قائمة التعاسة المزمنة جنون السكر "عزاء لرواد المقاهي وعشاق الحلويات".