كروان الشرجبي
مما لا شك فيه أن العلاقات الأسرية أسمى وأقدس علاقات على وجه الأرض، بذرتها تبدأ بين فردين بالزواج القائم على المودة والرحمة والتآلف وإذا ألقينا نظرة على حال أسرنا في هذا العصر نجد أنها هبت عليها رياح التغيير وتسربت إليها الأفكار والتعاليم المشوشة للأذهان وأصبحت تعيش في جو مملوء بالضباب وكدرت حياة أفرادها الذين يعيشون حياة جافة بعيدة عن الجو الأسري الحميم القائم على التعاطف والتفاهم والحنان والمشاعر القلبية الصادقة والاحترام المتبادل وظهر على السطح الأسري العنف والفوضى والأنانية والجفاف العاطفي وأصبح أفراد الأسرة يعيشون كخصوم في حلبة مصارعة ينتهز كل طرف منهم الفرصة ليسدد للطرف الآخر الضربات القوية واللكمات الموجعة التي اختفى معها الدفء الأسري والروابط الحميمة ولو بحثنا عن أسباب افتقاد الدفء الأسري وضعف روح الترابط العائلي في هذا العصر لوجدنا أنه يرجع إلى انشغال الأب الدائم وإهمال الأم ولا ننسى أهم سبباً وهو الطوفان الإعلامي بما فيه من تلفاز وفضائيات وكمبيوتر وانترنت فقد استحوذت هذه الوسائل على وقت الأسرة وبدلاً من أن يقضي أفراد الأسرة معها جزءاً يسيراً من وقت فراغهم استحوذت على جل أوقاتهم وجذبتهم أمامها لساعات طوال متباعدين فكرياً ونفسياً كل مشغول بعالمه الخاص، صامت لا يحدث الآخر أو يستمع إليه ، مبهوت بما يرى ويشاهد أمامه حتى ظهر ما عرف بإدمان بالتلفزيون والكمبيوتر والانترنت الذي أخذ كثيراً من أوقات الأزواج والزوجات والأبناء.
وأكدت دراسة "على أن لوسائل الإعلام أثراً على الروابط الأسرية والغياب الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة وتضاؤل شعور الفرد بالمساندة الاجتماعية من جانب المقربين له وتناقص المؤشرات الدالة على التوافق النفسي والصحي".
وهنا يبرز سؤال كيف نستطيع أن نعيد الدفء والمودة والحنان والترابط للأسرة في هذا العصر المملوء بالمتغيرات والتحولات السريعة؟!
هل تصدقون أني لا أملك إجابة على هذا السؤال!! ربما يكون لديكم أنتم الإجابة، إذا كان كذلك فأنا بالانتظار.<