على الرغم من تباين عناصر القوة، وضعف الحجة، وقلة الإمكانات، إلا أن الأنظمة الشمولية تُصرّ دائماً على مناطحة القوى الكبرى باستعداء واضح واستفزاز مستمر، وكأنهم يوجهون دعوة حرب لجيوش هذه القوى.
في منطقتنا وبالتحديد في إقليم الخليج العربي لم يتوقف النظام الإيراني في استفزاز المجتمع الدولي وبالتحديد الدول الخمسة الكبرى ومعها الدول الصناعية المؤثرة، فحشد وبامتياز (عداء) هذه الدول التي سارعت مستجيبة لاستفزاز النظام، وترجمت هذه الاستجابة بإرسال قواتها وبوارجها وسفنها الحربية لتملأ مياه الخليج بكل عناصر الدمار والحرب، مهددة أهل ودول الخليج نتيجة تلبس نظام طهران جنون عظمة القوة التي لا معنى لها مقارنة بما تحشده القوى المستفزة.
دول الخليج العربية التي وجدت نفسها بين نارين، نار الاستفزاز ونار استجابة التحدي، فكلا الطرفين حشد قواته، وأعدَّ عدة لنزال حربي لا بد أن تطال آثاره المدمرة دول الخليج العربية، خاصة في ظل تزايد التهديدات من استهداف المصالح الغربية في المنطقة.
ولقد تزايدت الاستعدادات وكثرت المعلومات والإشارات التي تحذر من قرب وقوع كارثة حرب جديدة في المنطقة، وهذا ما يستدعي بل ويفرض على دول الخليج العربية أن تستعد هي الأخرى وأن على حكوماتها أن تعد العدة لحماية شعبها وصدّ أي استهداف أو عدوان ضد مكتسباتها التنموية وأراضيها. ولهذا فقد بادرت -وحسناً فعلت- جميع دول الخليج العربية في إكمال جهود عسكرية دفاعية فعالة، تمثلت في نصب بطاريات الصواريخ الاعتراضية (باترويت) وغيرها من الأجهزة والمعدات العسكرية التي تحمي أراضي وسماوات ومياه دول الخليج العربية، وهي إجراءات دفاعية بحتة يجب أن لا تقلق إيران أو غيرها لأنها إجراءات مشروعة دفاعاً عن سيادة وأمن دول الخليج العربية التي هي ليست طرفاً في مواجهة لن يكون فيها أحد رابحاً حتى وإن كسب الحرب.
الجزيرة السعودية