;

الوطن والبحث عن المواطنة..! 805

2010-02-06 04:54:47

عبدالكريم المدي

بكل تأكيد إن هذا الوقت وهذه المرحلة والوضع الذي نعيشه قادر على إلجام أي مكابر وأي مستفيد من صفقات المشاريع والبدلات والإكراميات التي تأتيه بالعملة الصعبة - عن الدفاع عن السلطة والحكومة وأصدقاء ورفاق السهرات والمصالح والساعة "السليمانية" المطوّرة..!

وبكل تأكيد إن الفقر والحاجة والجوع والظلام والجهل الذي يسطر اليمن والمواطن اليمني بالطول والعرض غير قابل لعمليات التجميل والمساحيق والبخور وحتى عطر "العودة" الذي هو الآخر غير قادر على إخفاء رائحة المرحلة التي أزكمت الأنوف بشتى روائح الفساد والفوضى والتدمير الممنهج لمشروع الدولة وأركانها وكافة مؤسساتها التي غدت ومنذ سنوات تعمل بالمزاجية ونوعية المصالح والمحاصصة ونظام الأسهم..!

>>>

معظم المتابعين والمطّلعين على الوضع والحالة اليمنية وإلى وقت قريب لم يكونوا حقيقة متشائمين ومعتقدين بأن الوضع بكافة ألوانه وصوره وجوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في أرض السعيدة والحكمة - سيصل إلى ما وصل إليه اليوم من انهيار وفقر وفساد نهش قاس فيما تبقّى من نبض وعروق في جسد الدولة اليمنية ، وكان رهانهم في ذلك وحجتهم هو أن الرئيس علي عبدالله صالح يمتلك عصى سحرية وحكمة وما يُدّخر منها أكثر مما قد أبان ووظَّف ، وكان أكثر المتشائمين بسوء أحوال اليمن واليمنيين أيضاً يعتقدون بأن كارزمية وخيارات وتجربة وإمكانيات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لن تسمح بهذا التطاول والاستهتار بالدولة والعبث بمقدراتها وثوابتها كما هو حاصل اليوم..!

>>>

وأنا أفكر جهراً وسراً مع صديقي العزيز المثقف والسياسي والأديب الكبير محمد بن ناصر العولقي المنسي والمهمل رسمياً وبطريقة متعمدة- نفكر في طريقة ووسيلة ما تمكّنّا من الهجرة بعيداً عن هذا الوضع من أجل صون ما تبقّى لنا من كرامة الألم ومن أجل أن يزداد حبنا ودعاؤنا وشوقنا ووطنيتنا لهذا البلد الذي لم يعترف بمواطنتنا بعد.. ونحن في خضم ذلك التفكير يأتي أحدهم ويقول لنا : إذا كنتم صادقين عليكم بالذّهاب إلى إحدى سفارات العم"سام" أو تشكيل عصابة وإحداث فوضى وحينها ستتقاطر عليكم عروض المناصب والتعيينات والاعتمادات..، وستتغير حياتكم "رأساً على عقب".

في الواقع هذا ازاد من الحسرة وضخم شعورنا بالأسى أكثر.. ليس لشيء إلا لأنه طرح حقيقة نعيشها.. ذكّرنا بها.. ذكّرنا بواحدة من تفاصيل هذا الواقع الذي نعيشه،والسياسة التي تسير بها حكومتنا الرشيدة ومؤسساتها وضع هذا البلد ، هذه السياسة والثقافة التي أوصلته وأهله إلى ما وصل إليه اليوم..

>>>

على أية حال..

التناغم بين الفاسدين وحماية بعضهم بعضاً على حساب البلد تدفع بنا إلى حافة الهاوية..

وتجسيد كل المتناقضات فيه وبمباركة عناصر نافذة قادنا إلى هذا الشعور من اليأس والهروب من الوطن بحثاً عن الوطن..

كما أن انعدام الحيلة وضيق الحال وتصلّب شرايين قلوبنا وأوقاتنا ورواتبنا وأعشاب التردد على صدورنا وعيوننا هو ما جعلنا نكفر بأنفسنا وصبرنا ووطننا.. وعجزنا عن الدفاع عن الهوية والوطنية ودفع إيجار البيوت وتسديد الفواتير العديدة التي تبدأ بفاتورة المؤجر ولا تنتهي بالكهرباء المنطفئة - هو ما جعلنا عاجزين عن الصمود في معركة الدفاع ولو بالكلمة عن بهجة الحياة..

>>>

الوطن لا يعني الشعارات ولا يعني المغالطات ولا يعني الذل ولا يعني الحرمان ولا يعني المهانة والفاقة لسواده الأعظم بينما هناك القليل جداً من يمتلك أصغر طفل أو حفيد من أحفادهم ألعاباً وأرصدة ووسائل ترفيه ما يمكن أن يتعيش بها مديريات بحالها وينقذ مئات وآلاف الجوعى من الموت.. والوطن لا يعني أن يربط الشرفاء والمثقفون وأصحاب الاستحقاق على بطونهم وهناك من يعجز عن حصر أمواله وعقاراته واستثماراته في الداخل والخارج .. والوطن والوطنية لا يعنيان أن الخارج عن ثوابته وعقيدته وثقافته يُكرم والمحب له والصابر والمؤمن به يهان..!

إنما يعني الوطن العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة واحترام الآخر، احترام مواطنته وحقوقه وإنسانيته وآدميته وفكره.

الوطن يعني أن يحس الإنسان فيه بأمان.. يأمن على نفسه وقدرته في تعليم أطفاله والإنفاق عليهم وكفهم من الحاجة للآخر والحرمان من العيش الكريم..

والوطن ليس كلاماً مستهلكاً أو سلعة يزايد بها أصحاب المصالح على الفقراء والمحرومين في داخل البلد وعلى المتصدقين والمقرضين والمانحين خارجه..

الوطن هو أكبر من توصيفات وتوظيفات من شوهوه وأساءوا له وجعلوه حائطاً مائلاً وثقباً أسوداً في هذا العصر المتسارع الخطى نحو مباهج الحياة، وعوالم الضوء والضياء والأمل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد