نبيل مصطفى الدفعي
كيف يمكن أن يتفادى هذا الوطن الأعمال الإرهابية وهجمات المتمردين وأفعال الجرائم والتخريب وزعزعة الأمن لقطع الطريق؟ سؤال مهم.. لكن الإجابة المنطقية عليه لن تكون وافية ما لم يتم تحديد هؤلاء الإرهابيين والمجرمين الخارجين عن القانون والوقت الذي يتحركون فيه ويقررون الخروج من الجحور.
والإرهابيون والمتمردون والمجرمون هم مجموعة ضالة متفقون على احتراف ركوب الأمواج ويغلفون أفعالهم بعباءات وأساليب وشعارات تجعلهم في عيون الناس أبطالاً أو فريق انقاد.. وأبسط الأدلة على ذلك تعكسها الموجة الأخيرة من أفعالهم الإرهابية والإجرامية من تخريب لمؤسسات وسائل اقتصادية عامة والقتل والاعتداء على الأبرياء من أبناء الشعب وتشريد النساء والأطفال والشيوخ من مناطقهم بسبب هجماتهم الوحشية البربرية .ويلجأ البعض من هؤلاء المجرمين على إرغام الشباب بمشاركتهم في أعمالهم التخريبية بحجة أنها جهاد ويطالبونهم بالتخريب ومهاجمة المحلات والمؤسسات كما أنهم يندسون بين الجماهير ويعتدون على رجالات الأمن فيحدث الصدام مع الجماهير ولكنهم يهربون عند المواجهة وتكون النتيجة مزيداً من البلبلة التي لن تحل أي أزمة إذا وجدت وإنما تفيض بالعديد من الصعوبات والعراقيل لأي أعمال تنموية.
كما يلجأ البعض من هؤلاء الإرهابيين إلى تغليف دعواهم بآيات من القرآن الكريم وتفجير خطب تهيج المشاعر على ألسنة أنصاف المشايخ في الزوايا والنواحي والمساجد البعيدة عن رقابة الدولة فيتحول الهدوء إلى عواصف ويختفي العقل الذي يفكر للخروج برؤية تفيد معالجة رغبة مريضة متوحشة لا تهدأ إلا مع ارتكاب الأعمال الإرهابية والتخريبية والتدمير.
هنا فقط يمكن العودة للسؤال الأصلي، كيف يمكن أن يتفادى هذا الوطن هجمات الإرهابيين وأعمال التخريب ويحافظ على استقراره؟؟ ومن المؤكد أن التفادي لن يحدث ما لم يتم كشف هويات وأهداف هؤلاء أعداء الوطن وردعهم سريعاً ومعاقبتهم لما ارتكبوه ويرتكبوته من أعمال عدوانية ضد الشعب والوطن هذا بالإضافة إلى ترسيخ قيم التعامل الصحيحة مع مجتمع متحضر أو يحاول أن يكون متحضراً وأهمها أن هناك وسائل كثيرة للاعتراض القانوني إذا وجد لديهم منها المسيرات السلمية التي تترك لأولي الأمر فرصته في بلورة وصياغة رد الفعل المناسب وهذا يتطلب تعليم وشرح وبلورة ذلك للجماهير وحول سبل التظاهر السلمي الذي كفله القانون..حتى لا يكونوا أداة لهؤلاء المهيجين من الإرهابيين والمتمردين والخارجين عن القانون.. يكسرون.. ويحرقون.. ويخربون بشكل هستيري لا يفرق بين الخطأ والصواب ..ثم نأتي بعد ذلك وننفق من أموال الدولة لإعادة بناء ما تم تخريبه أو تدميره وحرقه ونحن أصبحنا في أمس الحاجة لأن نقوم بهذه التكاليف في تدشين مشروعات جديدة أو بناء مدرسة جديدة ..والله من وراء القصد.
