الجفري
المسرح الشعبي فيرون أن أي عمل ناجح على يخلط كثيرون بين مفهوم المسرح التجاري ومفهوم المسرح الشعبي فيرون أن أي عمل
ناجح على مستوى المشاهدين مسرحا شعبيا حتى ولو كان التهريج الرخيص وسيلته الأساسية
لجذب المشاهدين والواقع أن المسرح الشعبي بمفهومه المتقدم أداة توعية جماهيرية مثله
في ذلك مثل التلفزيون أو السينما أو الإذاعة ولربما المسرح الشعبي أشد تأثيراً نظرا
للاحتكاك المباشر بين المشاهد والممثلين.
والمؤلفون والمخرجون هم الذين يستطيعون
أن يرتفعوا بالمستوى الفني للعمل المسرحي مع المحافظة على شعبية المسرح لكن أن يكرر
الممثل نكاتاً يعرفها الجمهور ويتعمد بذلك إضحاكه عبر تهريج رخيص وحركات سخيفة فهذا
هو المسرح التجاري وليس المسرح الشعبي أما الخلط بين المسرح الشعبي الحقيقي والمسرح
التجاري فحاصل لان تجار المسرح يدعون أنهم يقدمون للمشاهد أعمالاً من واقع الحياة
اليومية ومن واقع التاريخ أحياناً لكن تجار المسرح لا يهتمون بكيفية تقديم هذا
الواقع علما أن كيفية التقديم أو بمعنى آخر الإخراج يشكل الجزء الأكبر من أي عمل
مسرحي وهكذا لا يكفي أن يكون الممثل أو المخرج من أصول شعبية فقيرة ويقدم أعمالاً
من واقع الفقر ليكون مسرحه شعبيا إنه في هذه الحالة يتاجر بالفقر ولا يقدم فنا ذا
قيمة خصوصا إذا أصبر على توظيف نفسه لتقديم قفشات واستكتشات وهذا هو السائد في
المسرح العربي الذي يدعي زورا بالمسرح الشعبي دون أي معالجة درامية وقد يكون المسرح
التجاري مفيدا على صعيد التسلية وتضييع الوقت لكن أن يخلط بينه وبين المسرح الشعبي
الحقيقي فهذا ظلم في اعتقادنا للمسرح الشعبي الحقيقي وخلاصة القول أن المسرح
التجاري ينطلق من واقع متخلف ليقدم أعمالاً متخلفة ويتاجر بها بينما المسرح الشعبي
ينطلق من واقع متخلف ليقدم أعمالاً متقدمة تهدف على تغيير الواقع عبر الجمهور
المسرحي.