بقلم د.
عبد العزيز المقالح
عبد العزيز المقالح
(كاتب وشاعر يمني ) صنعاء في خطر، هكذا قالت كلمات
المتحدثين في افتتاح ندوة "الإنقاذ لمدينة صنعاء القديمة" التي أقامتها مؤسسة اليمن
للثقافة والتراث قبل عشرة أيام.
وهكذا أكدت عليها أبحاث الدارسين المتخصصين من خبراء ومهندسين.
وليس بجديد القول
بأن هنا في بلادنا مدناً وقرى أثرية كثيرة بحاجة إلى الإنقاذ مثل زبيد وتريم
وغيرهما إلاّ أن صنعاء وجه اليمن وعاصمة وحدتها التاريخية أحوج ما تكون إلى هذا
الإنقاذ، فقد صارت تعوم فوق بحيرة من مياه المجاري بعد أن تعطلت شبكة الصرف الصحي
وباتت المدينة في طريقها إلى الغرق أو الانهيار إن لم تُواجَه بالإنقاذ العاجل
والشامل وذلك بعض ما قيل في الندوة المشار إليها والتي جاءت متأخرة بعض
الشيء.
وبالمناسبة لقد ظهر الكثير من الشعر والكثير من النثر عن جمال صنعاء
وفرادة مبانيها، كما ظهرت عشرات بل مئات الأبحاث والدراسات العلمية عن ضرورة
الاهتمام بهذه المدينة، لكن الكلام وحده لا قيمة له في غياب الفعل والاستجابة تجاه
ما يكتب ولا قيمة أيضاً لإظهار الخوف والتباكي على ما وصلت إليه حال المنازل الآيلة
للاندثار ما لم تبدأ المواجهة، مواجهة الأسباب التي أدت بالمدينة إلى ما هي عليه
ومكنت الخلل المتراكم من التمكن في قلب المدينة ومحيطها.
ومن حسن حظها أن أهلها
لم يهجروها وأنها من أقدم مدن العالم الأثرية المسكونة والتي يعود تاريخ بعض
منازلها إلى ألف ومائتي عام، كما يقول المهندس المتميز الدكتور عبدالله زيد عيسى
رئيس هيئة المحافظة على المدن الأثرية، أما تاريخ نشأة المدينة فيعود إلى آلاف
السنين.
وما من شك في أن استمرار أهل صنعاء القديمة في منازلهم قد جعلها صالحة
للسكنى وهيأ لها الإصلاحات الدائمة.
. وإذا كان علينا أن نقدر لليونسكو اهتمامها
بهذه المدينة التاريخية وإلحاقها بالمدن العالمية موضوع الرعاية فإن واجبنا أن لا
ننتظر عون هذه المنظمة أو غيرها من المنظمات الدولية، بل علينا أن نعتمد على أنفسنا
في حدود الإمكانات التي يمكن توفيرُها لمواجهة الخطر العاجل وفي مقدور أي مواطن أن
يسهم ولو بمائة ريال إذا ما تم فتح باب التبرعات.
إن صنعاء القديمة، صنعاء
التاريخ والعراقة والجمال ليست في هذا الوقت بحاجة إلى من يتغزل في جمالها أو يمتدح
طقسها وروعة بنائها وإنما هي أحوج ما تكون إلى أن نمد لها يد المساعدة الفورية
.
وما أظن المواطنين في جميع الوطن يبخلون على عاصمتهم بأية تضحية مهما عظمت
.
والصمت على المخاطر المتزايدة يجعل الإصلاح المتأخر مستحيلاً.
إن ميزة
العقل البشري أنه يدرك المخاطر قبل وقوعها، ويسارع ولا ينتظر حتى تقع الكارثة لا
سيما في الأمور المنظورة بالعين المجردة والتي لا تغيب عن ذوي الخبرة من علماء
ومهندسين، ولا يكفي أن نخلي مسئوليتنا أو نريح ضمائرنا بكلمة تقال هنا أو هناك ما
لم يتم تشكيل لجنة فاعلة للمتابعة اليومية والبدء في اتخاذ الإجراءات الكفيلة
بالإصلاح الفوري لشبكة الصرف الصحي وترميم المنازل الآيلة للسقوط ووضع برنامج شامل
قابل للتنفيذ العاجل لإنقاذ المدينة القديمة وحمايتها من التدهور المتواصل حتى لا
يفتح الوطن عينيه ذات يوم فيجدها وقد أصبحت -لا سمح الله- أثراً بعد عين.
تأملات
شعرية : يُنذِرنا مع الصباح صوتُ الصمت في الرخامْ وفي المساء يأتي شاحباً هديلُ
الشجر النائمِ والحَمامْ.
ناشدتكم بالله يا أبناءَ هذا البلد الحبيب أن تنسوا
خلافكم وأن تكونوا للبلاد كفاً واحداً من قبل أن يهدها الخلاف والخصام.
الراية
القطرية
المتحدثين في افتتاح ندوة "الإنقاذ لمدينة صنعاء القديمة" التي أقامتها مؤسسة اليمن
للثقافة والتراث قبل عشرة أيام.
وهكذا أكدت عليها أبحاث الدارسين المتخصصين من خبراء ومهندسين.
وليس بجديد القول
بأن هنا في بلادنا مدناً وقرى أثرية كثيرة بحاجة إلى الإنقاذ مثل زبيد وتريم
وغيرهما إلاّ أن صنعاء وجه اليمن وعاصمة وحدتها التاريخية أحوج ما تكون إلى هذا
الإنقاذ، فقد صارت تعوم فوق بحيرة من مياه المجاري بعد أن تعطلت شبكة الصرف الصحي
وباتت المدينة في طريقها إلى الغرق أو الانهيار إن لم تُواجَه بالإنقاذ العاجل
والشامل وذلك بعض ما قيل في الندوة المشار إليها والتي جاءت متأخرة بعض
الشيء.
وبالمناسبة لقد ظهر الكثير من الشعر والكثير من النثر عن جمال صنعاء
وفرادة مبانيها، كما ظهرت عشرات بل مئات الأبحاث والدراسات العلمية عن ضرورة
الاهتمام بهذه المدينة، لكن الكلام وحده لا قيمة له في غياب الفعل والاستجابة تجاه
ما يكتب ولا قيمة أيضاً لإظهار الخوف والتباكي على ما وصلت إليه حال المنازل الآيلة
للاندثار ما لم تبدأ المواجهة، مواجهة الأسباب التي أدت بالمدينة إلى ما هي عليه
ومكنت الخلل المتراكم من التمكن في قلب المدينة ومحيطها.
ومن حسن حظها أن أهلها
لم يهجروها وأنها من أقدم مدن العالم الأثرية المسكونة والتي يعود تاريخ بعض
منازلها إلى ألف ومائتي عام، كما يقول المهندس المتميز الدكتور عبدالله زيد عيسى
رئيس هيئة المحافظة على المدن الأثرية، أما تاريخ نشأة المدينة فيعود إلى آلاف
السنين.
وما من شك في أن استمرار أهل صنعاء القديمة في منازلهم قد جعلها صالحة
للسكنى وهيأ لها الإصلاحات الدائمة.
. وإذا كان علينا أن نقدر لليونسكو اهتمامها
بهذه المدينة التاريخية وإلحاقها بالمدن العالمية موضوع الرعاية فإن واجبنا أن لا
ننتظر عون هذه المنظمة أو غيرها من المنظمات الدولية، بل علينا أن نعتمد على أنفسنا
في حدود الإمكانات التي يمكن توفيرُها لمواجهة الخطر العاجل وفي مقدور أي مواطن أن
يسهم ولو بمائة ريال إذا ما تم فتح باب التبرعات.
إن صنعاء القديمة، صنعاء
التاريخ والعراقة والجمال ليست في هذا الوقت بحاجة إلى من يتغزل في جمالها أو يمتدح
طقسها وروعة بنائها وإنما هي أحوج ما تكون إلى أن نمد لها يد المساعدة الفورية
.
وما أظن المواطنين في جميع الوطن يبخلون على عاصمتهم بأية تضحية مهما عظمت
.
والصمت على المخاطر المتزايدة يجعل الإصلاح المتأخر مستحيلاً.
إن ميزة
العقل البشري أنه يدرك المخاطر قبل وقوعها، ويسارع ولا ينتظر حتى تقع الكارثة لا
سيما في الأمور المنظورة بالعين المجردة والتي لا تغيب عن ذوي الخبرة من علماء
ومهندسين، ولا يكفي أن نخلي مسئوليتنا أو نريح ضمائرنا بكلمة تقال هنا أو هناك ما
لم يتم تشكيل لجنة فاعلة للمتابعة اليومية والبدء في اتخاذ الإجراءات الكفيلة
بالإصلاح الفوري لشبكة الصرف الصحي وترميم المنازل الآيلة للسقوط ووضع برنامج شامل
قابل للتنفيذ العاجل لإنقاذ المدينة القديمة وحمايتها من التدهور المتواصل حتى لا
يفتح الوطن عينيه ذات يوم فيجدها وقد أصبحت -لا سمح الله- أثراً بعد عين.
تأملات
شعرية : يُنذِرنا مع الصباح صوتُ الصمت في الرخامْ وفي المساء يأتي شاحباً هديلُ
الشجر النائمِ والحَمامْ.
ناشدتكم بالله يا أبناءَ هذا البلد الحبيب أن تنسوا
خلافكم وأن تكونوا للبلاد كفاً واحداً من قبل أن يهدها الخلاف والخصام.
الراية
القطرية