;

حرب البسوس في القرن الواحد والعشرين 1085

2010-02-07 04:07:35

نورالدين
محمد علي


روى لنا التاريخ قصة سباق الخيل الذي وقع قبل
الإسلام في بلاد العرب بين خيلين عربيين أصيلين ذكر وأنثى الأول يدعى داحس والآخر
يدعى الغبراء كان ذلك في قبيلة عربية أصيلة أيضاً تدعى البسوس وسميت آنذاك بحرب
البسوس والتي دامت أكثر من أربعين عاما أكلت الأخضر واليابس وشردت القبيلة وأهلكت
الحرث والنسل ونهبت الأموال والتي لم تكن بسبب اعتداء خارجي على
face=Arial color=#000000 size=4>أرض العرب ولم تكن للدفاع عن النفس والمال والعرض
بل إن كل تلك الدماء جراء تلك الحرب بسبب أن داحس سبق الغبراء أو العكس الغبراء
سبقه داحس في صحراء العرب القاحلة مما أدى إلى جرح مشاعر وكرامة الأكابر من العربان
- سبب يضحك ويبكي في نفس الوقت على العقل العربي حين يهيج المشاعر وتشتل السيوف
ويحمل السلاح على نخوة عربية ضاعت وذهبت أدراج الرياح وضاعت النخوة العربية وبقي
الصراع مستديماً ومتواصلاً حتى تاريخنا المعاصر فيمكن أن تعلن حالة الطوارئ لعشرات
السنين وتعلن التعبئة العامة والتغير العام لأتفه الأسباب فقد تكون وشاية أو دسيسة
أجنبية أو نزوة سلطان وقد تسفك الدماء ويتقاتل الإخوة الأعداء ويعيد التاريخ نفسه
كما كل مرة وكما كان يحصل من قبل فلقد كان الفرس والروم آنذاك يتقاتلون بالوكالة
بواسطة العرب العساسنة والعرب المناذرة نيابة عن الروم والمناذرة نيابة عن القدس
حتى يشبع الطرفين قتلاً وتدميراً فيتدخلا القطبين الكبيران آنذاك الفرس والروم وفي
اللحظات الأخيرة ليتفقا على وقف الحرب بينهما فيتوقف فريقا المباراة بعد تدخل حكمي
المباراة من القتال حتى لا يفنا الفريقان وحينها لن يجد الفرس والروم فريقين
يتباريان مرة أخرى وهكذا كانت مكانة حضارة الأجداد قبل الإسلام حتى جاء عصر الإسلام
والذي رفع مكانة العرب من تلك الحالة المزرية بين الأمم و جعل من قوم داحس والغبراء
ورعاة الغنم قادة للأمم وحملوا الحضارة العربية الإسلامية والدعوة الإسلامية بنبل
الأخلاق ومقاصد الشرع في أرجاء المعمورة بهمم عالية وأشاعوا العدل وقيم الحرية
وعاشت في ظل دولة الإسلام مختلف الأديان والقوميات بأمن وسلام وما إن انهارت الدولة
الإسلامية في بداية القرن العشرين بحكم الاستبداد والاستهتار بالسلطة والفساد الذي
استشرى في مؤسسات الدولة العثمانية إضافة إلى التآمر الخارجي حتى عاد العرب كما
كانوا وعادت حروب البسوس بأشكال وألوان متعددة ولولا لطف الله ورعايته لسفكت الدماء
بين أكثر من قطر عربي فقد سجن البعض بمجرد لحاكم أو زعيم وربما على لعب كرة القدم
وربما على حساسية بين زعيمين لمن تكون الصولة والجوله ولمن تكون الكلمة الفصل وكما
قال الشاعر "أسد علي وفي الحروب نعامة"، ونحن في جنوب الجزيرة العربية وفي اليمن
خصوصاً نشهد حرب البسوس وتداعياتها ونراها رأي العين بأشكال وألوان متعددة ففي
الجانب السياسي الحرب على أشدها فلم يتمكن اليمنيون من الجلوس على طاولة المفاوضات
والحوار وإن جلسوا ما إن يبدأ الحوار حتى ينفض دون نتيجة لأن الغبراء سبقت داحس أو
العكس وها نحن نشهد حرباً ظروساً في شمال اليمن تأكل الأخضر واليابس تسفك دماء
اليمنيين وتسقى مزارعها التفاح والرمان بالدم بدلاً عن الماء وما إن تتوقف هذه
الحرب حتى تستأنف من جديد وحينما نبحث عن الأسباب التي أدت لتلك الحرب لا نجد
مبرراً يقنع أحداً لماذا هذه الحرب اللعينة التي تسفك دماء اليمنيين، إخوة الدين
والعقيدة، أبناء الوطن الواحد ولماذا التمرد من أصله وما هي مبرراته ومن ضعه وما هي
حجته فلم تمت أمريكا وإسرائيل فأمريكا تزداد قوة وكل وقت يمضي تسيطر أكثر على
مقدرات الأمم والشعوب وإسرائيل لا زالت تسيطر على ارض الإسراء والمعراج وكل يوم يمر
تسيطر أكثر وتستقطع أجزاء أخرى من أرض فلسطين ودماء أحفاد البسوس تسفك في جبال
اليمن ووديانها..
ألا ترون معي بأن العقول سلبت من الأحفاد كما سلبت عقول
الأجداد من قبل والجميع يقاتل بالوكالة.
وكذلك ما ظهر على السطح في المحافظات
الجنوبية من حراك بدءا مطلبياً ولقي قبولاً وترحيباً من الكثيرين وانتهى إلى مطلب
فك الارتباط والمطالبة بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ولا ندري ماذا يخطط لنا ومن
يريد تقطيع أوصالنا وتشتيت جموعنا ومن المستفيد ومن له المصلحة ومن ينتظر لقظم
الكعكة وإذا كانت الحرب في الشمال قد عرف أن الدافع لها هو نفس الدافع اليوم في
الجنوب فهل المطالبة بالتغيير تقتضي التدمير والتشرذم ولماذا الاندفاع نحو الهاوية
ولماذا الدخول في النفق المظلم كما قال حكيم اليمن رحمه الله وطيب ثراه حينما أطلق
صيحته المدوية بأننا نتجه نحو النفق المظلم ولم يستمع إليه احد في حينه ولو استمعنا
ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من قطع السبيل وقتل الأبرياء والاحتماء بالأجنبي
والارتباط به والتفاخر بذلك وهل سيعود الروم والفرس لزجنا بحرب أخرى بالوكالة ولو
تغيرت المواقع والأزمنة وهل نحن سذج إلى هذا الحد وهل نحن أغبياء إلى درجة أننا لا
نعي العدو من الصديق ولا نعي مصالح أمتنا وشعبنا فلقد كانت نهاية حرب البسوس بعد
أربعين عاماً من القتال ان تداعى عقلاء القوم وجلسوا للحوار وأوقفوا الحرب ولكن بعد
أن كادت تقضي عليهم وحروبنا المختلفة على أرض اليمن بالعصر الحديث كانت جميعها تفضي
إلى الصلح بعد سفك الدماء وإهدار المال وخلق العداوات مخرب الجمهوريين والملكيين
انتهت بالصلح وحرب الشمال والجنوب انتهت بالصلح أيضا وكذلك كل الحروب السابقة في كل
اليمن كانت تنتهي بالصلح فلماذا لا نختصر الطريق من بدايتها ونجلس جميعنا بدون
استثناء على طاولة الحوار حكاماً ومحكومين، سلطة ومعارضة، معتدلين ومتطرفين فكل من
ينتمي إلى هذه الأرض له حق علينا جميعاً أن نستمع إليه ونصغي لما يقول ونحاور الحجة
بالحجة وعليه أيضاً أن يستمع لما يقوله الآخرون فاليمن تتسع لكل أبنائها بلا
استثناء واليمن ملك لجميع أبنائها فلم تكن يوماً ولن تكون كذلك ملكاً لفرد أو جماعة
دون أخرى ولا ينبغي أن تستأثر دون غيرها بالحكم والسلطة والثروة وامتلاك الحقيقة
دون سائر أبناء اليمن.
فلكل فئة وجماعة وحزب داخل اليمن الحق كل الحق في أن تسود
يوماً وتترك آخر، في أن تحكم زمناً وتترك آخر، في أن تكون يوماً في السلطة وآخر في
المعارضة وينبغي أن يسود العدل كل اليمنيين، صغيرهم وكبيرهم، قويهم وضعيفهم لكي
نبني أواصر المحبة ونحافظ على تماسك المجتمع ونرسخ دعائم السلم الاجتماعي..
فهل
آن الأوان لعقلاء اليمن وحكمائها وعلمائها أن ينهضوا من سباتهم ويحثوا الخطأ مسرعين
ويبذلوا الجهود تلو الجهود لجمع الفرقاء على كلمة سواء هذا ما ننتظره
ونتمناه.
محطة في يوم الخميس الموافق 28/1/2010م كنت على موعد مع الأخ العزيز
سيف الحاضري وبالتحديد بعد صلاة المغرب وما إن وصلت إلى باب مكتب مؤسسة الشموع
فوجئت بان مجموعة من زملائي الأشاوس قد اقتادوا صاحب الكلمة الحرة ، الكلمة
الصادقة- إلى بيت الضيافة العشرية ومنعوا عين شوق اللقاء به ومن لهفتي اللقاء هذا
الرجل كنت أتمنى أن اكتب شيئاً يوصلني إلى جواره في دار الضيافة العشرية وبالرغم من
أني لم أعرفه إلا قريباً إلا إني أجبته كثيراً وكأني أعرفه منذ عشرات السنين والتقت
أفكارنا ورؤانا في ثغر اليمن الباسم عدن فلا تحزن يا أخي وأرجو أن لا تتراجع عما
بدأنا في عدن خدمة لعدن ولليمن ويوم ضيافتك العشرية هو يوم الانطلاقة الكبرى لمؤسسة
الشموع ومؤسسها فالشجرة المثمرة ترمى دوماً بالحجر؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد