الربيعي
الانسان التي تميزه عن حيوان الغاب الذي لايعرف الا قانون البقاء للاقوى ولاشك ان
الخلافات بين البشر لايمكن ان تحسم او تنتهي الا بالحوار الذي يظل المرجع والختام
والنهاية لكل المشكلات سواء كانت سياسية، او اقتصادية، او غيرها فالحوار الهادف
والجاد كفيل بحلها بشرط ان تتوفر الارادة القوية والمستقلة لدى المتحاورين
والنابعة من تغليب المصلحة الوطنية
على المصلحة الشخصية اما اذا غاب هذا الشرط فان الحوار يفقد معناه ويتحول الى جدال
بيزنطي لاينتهي خصوصا عندما يتم التحاور مع اشخاص او احزاب او فئات لاتملك قضية او
ترمي لتحقيق هدف معين واقصد به الهدف الاناني او الشخصي او الفئوي وليس الوطني
العام لان الحوار يهم الوطن كل الوطن.
على أية حال ترى ما راي المتحاورون وخصوصا
من ينهشون لحم ابناء الوطن قتلا وتمزيقا ومن يسفكون الدماء الطاهرة حتى اللحظة هل
سيقدمون ورقة تقدم للمقتولين تعويضا وللمكلومين بلسما وللمعانين رخاء ينسيهم كل
ماعانوه من عذاب؟؟ وهل يمكن ان تغلب الشفافية والمصداقية على الحوار لتضفي عليه
نوعا من الامل في النجاح؟ ام ان الحوار سيشكل مجرد استهلاك للطاقات وتبديدا للجهود
ومنح المتربصين الوقت لاستعادة الانفاس واعادة ترتيب الاوضاع التي اضعفتها واوشكت
على بعثرت جهود ودماء الشرفاء من ابناء الوطن وجسارة تضحياتهم.
هل الحوار سيخرج
الوطن من كل هذه الازمات وسيستطيع القضاء على العوامل التي اوصلت الاوضاع الى ماهي
عليه اليوم بثنائيتها الداخلية والخارجية؟ هل المتحاورون مدركون جسامة المشكلات
وضخامتها خصوصا التي كانت فاتورتها الانفس والمليارات التي كان الوطن ومايزال بامس
الحاجة اليهما؟ وهل كل هذه التضحيات كفيلة بتنبيه العقل والضمير واعادة الاحساس
والندم لدى كل متسبب في الاحداث؟ نتمنى ان يخرج الحوار بنتائج ايجابية تخدم
الغالبية العظمى من ابناء الوطن الذين يشكلون المتضرر الاكبر من الفتن التي يشعلها
مجموعة من ابناء جلدتهم خدمة لاهداف شخصية او بالوكالة عن اجندة خارجية تستهدف
الوطن المنهك.
نتمنى ان يخرج الحوار بنتائج تؤكد على البداية في السير على
الطريق الصحيح لا بالتسويف ومواعيد عرقوب التي تتبخر بمجرد انتهاء المناسبة او
انفضاض الحوار.
نتمنى ان يخرج الحوار بنتائج تؤكد على فرض سيادة القانون على كل
التراب اليمني لافرق في ذلك بين منطقة حضرية او نائية وتكون له اليد الطولي في
حلحلة المشاكل او القضايا لاتقصرها او تحد من طولها المحاباة والمجاملات ومكافاة
الفاسدين.
نتمنى ان تتغلب على الحوار الروح الوطنية والمصلحة الوطنية وتكون نصب
العين عند كل الاطراف لانها ان توفرت هذه الصفة لدى الجميع فان النتائج لايمكن الا
ان تكون ايجابية مادام الجميع يهدف من حواره الخروج بما يخدم الوطن وعندها فقط
ستعتبر الممارسات على بشاعتها مجرد سوء فهم للكيفية التي كانت الاطراف تدير بها
الامور ضالة بانها تخدم الوطن على اعتبار انه خطا واعتراف بالخطا وسوء تقدير للموقف
ومحاولة لملمة الجراح وتضميده باجراءات تنسي الوطن ماعاناه والتزام للوطن يجعل
مصالحه فوق كل اعتبار والا فالحوار يتساوى وجوده وعدمه.