الجفري
تصديقاً لكلمات الرئيس الأمريكي الأسبق "إبراهام السياسة منهج يحكم الناس فيه أنفسهم بأنفسهم تصديقاً لكلمات
الرئيس الأمريكي الأسبق "إبراهام لنكولن" المشهورة عن الديمقراطية "من الشعب
وبالشعب وللشعب" وتتضمن السياسة منع التحكم من الداخل أو الخارج أو هي أساليب
الحوار السليمة التي تحل بها الجماهير مشكلاتها في علاقات بعضهم ببعض وبغيرهم من
الأفراد في شعوب أخرى، وقد يرى ذو الاتجاه الساخر أن السياسة هي النفاق بعينة
استناداً إلى أن كثيراً من السياسيين يقولون ملا يفعلون وأقوال بعضهم خداع للجماهير
لكن ليس هذا وضع السياسة في الدولة الديمقراطية حيث تمثل السياسة قيادة واعية تنقل
الشعب من مستوى أقل حضارة إلى آخر أكثر حضارة فيتحسن الشعب اقتصادياً وثقافياً
وروحياً وجمالياً وفي هذا المغزى يأخذ الفن طريقه ليتكيف مع السياسة، وحينما اندلعت
الثورة البلشفية في روسيا عام 1917م لفظت عدداً من الفنانين المرموقين فهربوا إلى
أوروبا وأمريكا يبحثون عن مناخ أفضل، إنها السياسة في الاتحاد السوفيتي "سابقاً"
التي حتمت على الفنانين أن يجعلوا من الشيوعية في تعبيراتهم الفنية منابر دعاية
وأبواق، وكان هؤلاء الفنانين لا يؤمنون بهذا القيد فكان مصيرهم اللجوء إلى دول أخرى
أكثر سماحة وتقبلاً للإبداعات الحرة التي لا تحكم نفسها بمسيرة معينة أو بمذهب خاص
على حساب الإبداع الحر، وحين سيطر "هتلر" على ألمانيا كان من بين الأضرار التي
أحدثتها النازحية في ذلك الوقت استبعاد مائة وثلاثين لوحة فنية من أعمال كبار
الأساتذة الرسامين في ألمانيا وكان "هتلر" يعتقد أن هؤلاء الرسامين إما شيوعيون أو
منحلين أو كلاهما معاً.
إن خدمة الفن للسياسة لم تقتصر على القرن العشرين الماضي
وإنما ترجع في الواقع إلى الحضارات القديمة حينما كان الفن والكنيسة والدولة شيئاً
واحداً وذلك كان يستغل الفن لرسم انتصارات الملوك وعقائدهم وأيضاً كل شيء يتعلق
بالكنيسة.