;

اخـــــتراق حــــــمــــــــــــاس !! 1066

2010-02-09 04:09:07

كتب /
شريف عبد العزيز


سؤال يتردد بقوة بين أوساط المحللين والمتابعين
للشأن الفلسطيني، وذلك في أعقاب عملية اغتيال القائد العسكري محمود المبحوح رحمه
الله، في أحد فنادق دبي في العشرين من شهر يناير الماضي، وهي العملية التي كانت
بمثابة الضربة المؤلمة والموجعة ليس لحماس وحدها ولكن للعالم العربي والإسلامي،
وبالأخص دولة الإمارات التي وقعت الجريمة الغادرة علي أراضيها، والتي أصبحت سمعتها
وكرامتها وسيادتها وأمنها علي المحك، في الوقت الذي تطالب فيه الإمارات بمطلب سياسي
ضخم، وهو استضافة الأمم المتحدة علي أراضيها.

مؤشرات ودلائل تفاصيل الجريمة وسيناريو تنفيذها حملت في طياته
دلائل اختراق قوي لحركة حماس، وهي الدلائل التي تعطي مؤشراً قوياً وخطيراً في نفس
الوقت علي أن حالة الاسترخاء الأمني التي تمر بها الحركة الآن نتيجة الخلافات
المزمنة مع حركة فتح، وانشغالها عن الطرف الأصلي في الصراع سيجلب عليها الكثير من
المتاعب في المستقبل، من هذه الدلائل: 1 وقوع عملية الاغتيال الغادرة بعد ساعات
من وصول القائد المبحوح إلي دبي بساعات، فلقد وصل القائد يوم 19 يناير ظهراً، توجه
بعدها إلي فندق البستان بدبي، لتتم عملية الاغتيال الخسيسة في الليل، مما يؤكد علي
توافر معلومات كاملة ودقيقة عن تحركات القائد والذي جاء من دمشق بجواز سفر سوري
باسم شخص متوفى، فالاختراق بدأ من دمشق قبل دبي، وكوادر الموساد قد نجحت في اختراق
دول المنطقة كلها علي ما يبدو.
2 توقيت الزيارة الغريب والذي يعتبر بكل
المقاييس دليلاً علي الترهل الأمني والإستخباراتي الذي عليه حماس، فالزيارة جاءت في
وقت تواجد وفد إسرائيلي رفيع المستوى بزعامة وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزى
لانداو للاشتراك بمؤتمر الطاقة المتجددة في أبي ظبي، وبالضرورة سيكون هناك تواجد
أمني استخباراتي إسرائيلي كبير لتأمين زيارة الوفد الهام، خصوصاً فيما يتعلق بكوادر
حماس والمقاومة الإسلامية.
3 الأوراق الهامة التي حصل عليها المجرمون من
القائد رحمه الله، والتي تدعي وسائل الإعلام الإسرائيلية أنها تحتوى علي كنز
معلومات خطير، ستفيد الموساد في توجيه ضربات أمنية واسعة ضد كوادر حماس والمقاومة
الإسلامية، وهذا يدفعنا للتساؤل علي فرض صحة هذا الإدعاء، كيف يتنقل هذا القائد
الشهيد وبحوزته هذه الأوراق الهامة من بلد لآخر، وعلي فرض استخراج هذه المعلومات
تحت وطأة التعذيب كما هو واضح من آثار التعذيب علي جسد الشهيد، هل سيتم التعامل مع
هذا التسريب المعلوماتي، وتلافي آثاره سريعاً أم سنفجع بعلمية آخري قريباً.
4
هل شخصية أمنية رفيعة المستوى مثل القائد المبحوح يحق لها أن تتنقل عبر الدول بلا
تأمين أو حراسة ولو بصورة سرية، مع العلم أنه كان رحمه الله علي قائمة الاستهداف
الموسادي منذ فترة، وجرت محاولة لاغتياله منذ ستة شهور بالسم، وظل بين الحياة
والموت ل36 ساعة حتى أفاق من غيبوبته، ولماذا لا يتم وضع تحت الحراسة المشددة ؟
وتغطية تحركاته أمنياً في ظل محاولات اغتياله المتكررة،لعلها تنقذه كما جرى الحال
مع خالد مشعل بالأردن.
حماس وخيارات الرد حركة حماس أعلنت من جانبها عن توقف
عملية الجندي شاليط لأجل غير مسمي رداً علي عملية المبحوح، ولكن هل يعتبر الرد
السياسي أو التفاوضي رداً مناسباً علي جريمة غادرة من هذا النوع ؟ ولماذا اقتصرت
حماس علي هذه الخطوة التي اعتبرها الكثيرون هزيلة ولا ترقى لمستوي الجريمة ؟ في
واقع الأمر حركة حماس علي ما يبدو لن تستطيع الإقدام علي أكثر من هذه الخطوة،
خيارات ردها باتت محدودة للغاية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الهدنة والتهدئة،
وتخليها ولو مؤقتاً عن خيار المقاومة المسلحة لصالح العمل السياسي والمسار
التفاوضي، والشد والجذب بين طرفي الصراع الداخلي، والمشاكل العالقة مع مصر والتي
تفجرت منذ أن رفضت حماس التوقيع علي ورقة المصالحة المليئة بالتنازلات، ورد مصر
القوي ببناء الجدار الفولاذي للضغط علي حماس.
كثير من المعلقين حذر من انجراف
حماس نحو الأخذ بالثأر باستهداف أو مصالح أو شخصيات إسرائيلية في الداخل أو الخارج
لأن ذلك سيضعف الضغوط الدولية والأمريكية علي إسرائيل بشأن التحقيق في جرائم
الصهاينة في حرب غزة الأخيرة، بل حذر البعض أن حكومة نتنياهو أقدمت علي هذه
الجريمة، وستقدم علي غيرها من أجل استفزاز حماس للرد الانتقامي، ومن ثم يكون لدى
الصهاينة المبرر اللازم لضرب غزة مرة أخرى، خصوصاً وأن كثيراً من الأخبار
والتحليلات تناولت في الفترة الأخيرة الاستعدادات العسكرية المكثفة علي الجانب
اللبناني والفلسطيني، مما يشير لاحتمال اندلاع حرب جديدة، مثلما سبق وأن فعلتها
إسرائيل مع لبنان سنة 1982 في أعقاب اغتيال السفير الإسرائيلي بلندن علي يد
الفدائيين الفلسطينيين.
أن حالة الاسترخاء والتهدئة التي لجأت إليها حماس مع
العدو الإسرائيلي، والتي تبدو أنها مبررة للدمار الواسع الذي أصاب قطاع غزة،
والحصار الخانق الذي عصف بكثير من الموارد والطاقات، هذه التهدئة جعلت كوادر حماس
المقاومة تفقد كثيراً من استعداداتها وجهوزيتها للرد والمبادأة، وتفقد معها أيضاً
خيارات الرد القوية والسريعة، ولعل هذا الأمر دفع الشامتين من مسترزقي دايتون مثل
فأر غزة المذعور للتندر والشماتة بالحركة، والتهكم عليها بأنها لن تفعل شيئاً من
أجل الرد، كما حدث مع قادة الحركة أحمد ياسين والرنتيسي عليهما رحمة الله.
حقيقة
الجريمة الغادرة كانت محزنة ومؤلمة، ولكن الأشد منها حزناً وألماً أن تفقد الحركة
الرد عليها إلا بوقف المفاوضات مثلما كانت تفعل السلطة الخائرة سابقاً أيام الجرائم
الصهيونية.
فهل السياسية قادت حماس لمثل هذه الردود الهزيلة ؟ أم أننا سنفرح
قريباً برد الصاع صاعين علي من لا يعرف إلا لغة القوة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد