المطري
المدرسية على أنها العقل المدبر للعملية التعليمية والتربوية برمتها، فهي تحظى
بالقبول من قبل كافة الشرائح الإجتماعية، ولذا فإن الإدارة هي مفتاح العملية
التعليمية والتربوية، فالإدارة المدرسية تحتل مكاناً سامقاً في الفضاء التربوي
الواسع وإليها يعزى سر التقدم والنهوض، وسر التخلف والجمود
والإنحطاط.
* إن واقع الإدارة
المدرسية ملبد بالغيوم، فثمة مدراء ومديرات مدارس غير مؤهلين بل ممن يجيد القراءة
والكتابة وليس له أي مؤهل يذكر والمؤهلون منهم لا يخضعون إلى دورات تدريبية تمكنهم
من التساير المنطقي مع موجبات التعليم والتربية في البلاد، ونحن نطمح إلى تجديد دور
الإدارة المدرسية الغائب والبحث عن بدائل يمكن لها أن تحفز من دور الإدارة
المدرسية، فنحن نريد إدارة مدرسية كفأة ومؤهلة تجيد العزف على كافة الأوتار، وتشرف
على العملية التعليمية والتربوية خير إشراف، يتحدد من خلالها حجم النجاح الكبير في
مجال التربية والتعليم، فإذا ما أردنا نجاحاً للعملية التعليمية والتربوية برمتها
علينا أن نقدم إدارة مدرسية نموذجية تحتفي بكل عناصر الإبداع والتألق، وتخاطب
العامة وتكون منارة إشعاع وتنوير في البيئة المحيطة، فالإدارة المدرسية هي التي
تشرف على المعلمين والمعلمات، وهي التي تشرف على التلاميذ والطلاب في مراحل عديدة
من مراحل التعليم العام.
* إن إصلاح التعليم لا يمكن أن يتم خارج نطاق الإصلاح
من دور الإدارة المدرسية، فإصلاح الإدارة المدرسية طريقنا إلى إصلاح التعليم
الفاسد، فنحن نعاني من فساد التعليم الشيء الكثير، وتعليمنا العام والجامعي متدنٍ
للغاية ما يفرض سرعة الإنطلاق صوب عهد جديد للإدارة المدرسية التي تغرق في التخلف
والإنحطاط والتردي العام، فمؤهلاتنا كبيرة في مجال حماية الإدارة المدرسية من ستلاب
ومن القفز على الواقع الملبد بالغيوم، فإصلاح التعليم يفرض إصلاحاً للإدارة
المدرسية التي تقبع بين ردم الفساد المالي والإداري ودعونا نقول لكم بكل صراحة إن
الإدارة المدرسية اليوم لم تلق من يعيرها أدنى اهتمام، وهي الدينامو المحرك للعملية
التعليمية والتربوية برمتها حيث لم يلازمها التجديد والتغيير من أداء الإدارة
المدرسية التي تجنح إلى الظلام، وهذا ما أكدته الدراسات والأبحاث العامة التي ترى
في الإدارة المدرسية الدينامو المحرك للعملية التعليمية والتربوية برمتها إذ تقبع
الإدارة المدرسية تحت ظل الإنحطاط والتردي العام في مختلف المجالات والميادين
الحياتية العامة.
* ومهما يكن فإنا عاقدو العزم على الإصلاح من دور الإدارة
المدرسية، من أجل أن تتماشى والمتغيرات الجوهرية في عصر الكمبيوتر والإنترنت، عن
طريق خلقنا إدارة مدرسية حديثة لا يتولاها ولا يقبع في كرسيها سوى المؤهلين من
التربويين والتربويات والمعلمين والمعلمات هذا فضلاً عن ضرورات إبعاد الإدارة
المدرسية عن الحزبية، ولنرفع شعاراً لكل حزبه والإدارة المدرسية للجميع من أجل
الإفادة القصوى منها في حقول العلم والتربية.
* إن الإدارة المدرسية الحديثة هي
المخرج الأول لكافة أزماتنا على مختلف الأسطح السياسية والإقتصادية والإجتماعية
والثقافية والعلمية والأمنية والإعلامية والتربوية والتعليمة والعسكرية بحيث نخلق
إدارة مدرسية مواكبة للتطور والتقدم الشامل في كافة المجالات ونستفيد منها في حلقات
البناء والإعمار الوطني الراشد والتنمية الراشدة في اتجاه خلق مجتمع جديد ومستقبل
أفضل لجميع اليمانيين على وجه هذه البسيطة والله من وراء القصد وهو
المستعان.