;

شــراء طالبــان .. الصفقــة الخاســـرة 1116

2010-02-10 04:34:58

بقلم/
إريك مارجوليس - صحيفة تورنتو صن الكندية-ترجمة/ شيماء نعمان


واجه الولايات المتحدة وحلفاؤها من حلف شمال
الأطلسي- الناتو- خسارة الحرب ذات التسعة أعوام في أفغانستان، الأمر الذي دفع
واشنطن ولندن، وكلاهما في ضائقة مالية عسرة، إلى القول بأنهم على استعداد حاليًا
لاتفاق سلام ممكن لحفظ ماء الوجه وذلك مع عناصر طالبان من طائفة الباشتون وحلفائهم
المحليين.

فإذا كنت لا تستطيع
حملهم على الاستسلام، قم بشرائهم بالرشاوي.
وكان مؤتمرًا قد عُقد في لندن يوم
الخميس الماضي بهدف جمع عشرات الملايين من الدولارات في محاولة لرشوة عناصر طالبان
الأقل مرتبة لدفعهم للتعاون مع الاحتلال الغربي و/ أو التخلي عن سلاحهم.
وبالرغم
من أن الرشوة تمثل أداة من أدوات الحرب الراسخة على مر العصور، ولكنها ليست هي
مفتاح الحل بالنسبة لأفغانستان.
ويمكن للصراع الدموي الأفغاني أن ينتهي فقط عن
طريق الدخول في مفاوضات سلام حقيقية، وسحب جميع القوات الأجنبية.
ويعترف القادة
العسكريون الأمريكيون أنهم قد خسروا فعليًا المبادرة العسكرية.
إن المقاومة
يتصاعد نموها باطراد، وزيادة القوات الأمريكية والقوات المتحالفة إلى 150.000 جندي
لن تكون كافية لإلحاق الهزيمة بطالبان.
إن بحلول نهاية هذا العام، سيتساوى حجم
قوات الولايات المتحدة والناتو مع الحجم الذي كانت عليه القوات السوفيتية
بأفغانستان في الثمانينات.
في الوقت نفسه، فإن باكستان- التي بدون عونها لا
تستطيع الولايات المتحدة شن حرب في أفغانستان- تعاني حالة من الاضطراب والثوران
.
وتقوم الولايات المتحدة بتسريب مرتزقة شركتي Xe (بلاك ووتر سابقًا) ودينكورب
إلى باكستان لحماية طرق الإمدادات العسكرية الأمريكية شمالاً من كراتشي إلى
أفغانستان، وكذلك من أجل تشغيل القواعد الجوية الأمريكية في باكستان أو توفير
الحماية لها.
ويُستخدم المرتزقة الأمريكيين في تنفيذ اغتيالات ضد النشطاء وأعداء
الحكومة الباكستانية المُنصبة من قبل الولايات المتحدة.
وكذلك لتحديد منشآت
باكستان النووية من أجل أي تحرك أمريكي مستقبلاً.
هذا، إلى جانب تصاعد الهجمات
التي تشنها طائرات القتل الأمريكية، قد أثار حالة من الغضب الشديد في أنحاء
باكستان، وجلب تحذيرات من احتلال أمريكي قادم.
إن القوات الأمريكية والكندية في
أفغانستان تشبه رجلاً يحاول إصلاح مدخنة على سطح منزل يحترق.
إن النيران كما
تضطرم في باكستان، ستكون كذلك أفغانستان.
وتعاني واشنطن من نقص في القوة البشرية
والتمويل وكذلك تفتقر إلى الوعي بكيفية التعامل مع باكستان المضطربة- ناهيك عن
اضطراب أفغانستان.
وتواجه واشنطن، ولندن، وأوتاوا، وبرلين، وباريس نفس المشكلة:
فدعايتهم للحرب قد بالغت في الإساءة إلى طالبان واعتبرتهم "إرهابيين" ومتعسفين ضد
المرأة حتى أن السياسيين الغربيين متحيرين في التعامل معها، ويخاطرون بأن يُتهمون
بإرسال الجنود إلى حتفهم في حرب لا طائل منها.
أما اليمين المتطرف فسيهتف أن
سياسة "التهدئة" هي "استسلام للإرهاب" و"خيانة لأبنائنا".
ولنتجاهل دعاة الحرب
الدائمة وممارسات التعذيب.
فالشعب الأفغاني تكبد أكثر من ثلاثة ملايين من
الوفيات خلال 30 عامًا من الحروب.
إنهم في حاجة ماسة إلى السلام، والاستقرار
السياسي، وإعادة البناء، وليس إلى النظام الحالي، العميل للغرب، والذي يقوم عليه
أمراء حرب، وعصابات مافيا المخدرات، ومجرمين من الحزب الشيوعي الأفغاني
القديم.
إن أفضل ما يمكننا القيام به من أجل جنودنا هو إخراجهم من فجوة الجحيم
الأفغاني قبل أن يلاقوا حتفهم بينما يخوضون هذه الحرب العقيمة.
والغرب لا يستطيع
تحقيق "النصر" في أفغانستان.
وفي الواقع، فإن واشنطن لا تستطيع حتى تحديد مفهوم
الانتصار.
ويؤكد كلاً من سفير الولايات المتحدة الذكي والصريح لدى كابول،
الجنرال السابق "كارل إيكنبري"، وكذلك "جو بايدن"، نائب الرئيس الأمريكي، على أن
الوقت قد حان لبدء محادثات سلام.
وينبغي علينا أن نصغي لنصيحتهم
الواعية.
فالدخول في محادثات سلام حقيقية هو الحل وليس الحيلة التي طالما
اقترحها الجنرال الأمريكي "ستانلي ماكريستال" بمحاولة رشوة عناصر طالبان الأقل
مرتبة ومن ثم صدع المقاومة الأفغانية.
وهذه الحيلة ربما نجحت إلى حد ما مع بعض
العشائر السنية في العراق، إلا أنها من غير المرجح أن تنجح مع قبائل الباشتون
المعتدة بنفسها التي تثمن الشرف أكثر من المال؛ وهو مفهوم عريق لا يستطيع معظم
الغربيين فهمه.
إن طالبان- وهي حركة دينية مضادة للشيوعية- لم تكن تعلم شيئًا
بشأن خطط تنظيم القاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة.
وقد حيكت الخطة في أوروبا،
وليس في أفغانستان.
كما أن الكثيرين من أعضاء حركة طالبان المناهضة للشيوعية
وحلفائها كانوا حلفاء سابقين للغرب، وقد امتدحهم الرئيس السابق "رونالد ريجان"
واصفًا إياهم بأنهم "مقاتلي الحرية".
وقد رفضت طالبان، في أعقاب هجمات الحادي
عشر من سبتمبر، تسليم "أسامة بن لادن" للولايات المتحدة الملتهبة الغضب دون تقديم
أدلة معقولة على تورطه؛ وذلك نظرًا إلى أن بن لادن كان ضيفًا مُكرمًا لديهم وبطلاً
من حقبة الجهاد ضد الاحتلال السوفيتي.
لقد اختارت طالبان أن تواجه حربًا مع
الولايات المتحدة قبل أن ترتكب خيانة في حق ضيفها.
ومثل هؤلاء الرجال لا يمكن
شرائهم بسهولة

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد