;

هل أمسى العرب لدى "إسرائيل" مجرد ظاهرة صوتية!!؟ 1071

2010-02-10 04:34:59

محمد صالح
مجيّد


جاء اغتيال "محمود المبحوح" بدبي، في العشرين من
شهر يناير الماضي، ليؤكّد حقيقة ثابتة لكنّها غائبة عن أذهان الذين يؤمنون
بالصّدفة، ويدفعون مراكب سياستهم حسب ما تشتهي الرياح، وهي أنّ "إسرائيل" قادرة على
أن تضرب في كلّ مكان، وفي أيّ دولة عربيّة، مهما استعدّت لعدوانها وتحصّنت.
وبات
أكيدا أنّها تملك عملاء، على الأرض، يسهّلون عمليّات الاغتيال التي تنفّذها بدقّة

وحرفيّة.
وهي تختار طريقة
التنفيذ، بمعزل عن الظروف الدوليّة، والإكراهات التكتيكيّة التي تفرض أحيانا على
هذه الدولة العبريّة أن تُوقف مسلسل الاغتيالات وفق الأجندا التي وضعتها آلة الدولة
العسكريّة وتحرص الحكومات المتعاقبة- يمينا ويسارا- على تنفيذها والبحث عن مبرّرات
الجريمة ومسوّغاتها، كي تُسوّق للحلفاء وأصدقاء إسرائيل، على أنّه ردّ فعل، ودفاع
عن كيانها المهدّد.
الحقيقة المرّة، إذن، هي أنّ "إسرائيل" تحدّد هدفها بدقّة،
وتختار الوقت المناسب للانقضاض على الموعود بالموت.
ويؤكّد تاريخ الاغتيالات أنّ
الدولة العبريّة لا تفرّق، في تنفيذ مخطّطها، بين الدول المعتدلة، والدول المستنفرة
لقتالها.
فقد اغتالت، في قلب دمشق، وفي مصر، وفي بغداد، وفي لبنان، وفي الخرطوم،
وفي الأردن، وفي العواصم الأوروبيّة.
لكن "إسرائيل" لا تكتفي بالانتقام ممن
تعتبرهم أعداءها بل تريد تصعيد الأزمة، ونقلها إلى أرض العدوّ.
وذلك عبر تسريبات
صحفيّة تلمّح إلى تواطؤ دول عربيّة معها في تنفيذ عملياتها القذرة.
وهي تدرك
أنّها، بهذا التلميح المقصود، تفجّر قنبلة يكون وقعها أشدّ من عمليّة الاغتيال في
حدّ ذاتها، لأنّ "إسرائيل" باتت على يقين بأن العرب أصيبوا "بالألزايمر" السّياسي
الذي جعلهم يفقدون ذاكرتهم البعيدة والقريبة، وهي مقتنعة، أكثر من أيّ وقت مضى،
بأنّهم "ظاهرة صوتيّة" لا يتقنون إلّا تبادل الاتهامات، وتوزيع تهم الخيانة على
بعضهم البعض، في عمليّة جلد ذات غريبة.
وضمن مسلسل استدراج الخصم إلى نسيان
الجريمة، والانغماس في مستنقع الاتهامات والاتهامات المضادّة، نشرت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيليّة، يوم الثلاثاء 2 فبراير، تفاصيل عن عمليّة الاغتيال، زعمت أنّها حصلت
عليها من وثيقة سرّيّة أعدّتها "حماس"!!.
وتفيد المعلومات التي أوردتها الصّحيفة
أنّ "محمود المبحوح" هو المسؤول عن تهريب الأسلحة إلى غزّة، وهو الحلقة الرابطة بين
"منظّمة حماس" وإيران.
وأشارت إلى أنّ الرجل مُطارد، إلى جانب إسرائيل، من
المخابرات الأردنيّة والمصريّة.
ولتأكيد هذا الأمر أشارت إلى أنّ مصر قد اعتقلته
سنة 2003، وأودعته السجن سنة كاملة.
وهذه الرواية غير المؤكّدة تزيد اللغز
غموضا، وتدفع بخبث نحو إبعاد التهمة عن إسرائيل وإلقائها على مصر..والحقيقة أنّ مثل
هذه التلميحات ليست غريبة على الدولة العبريّة.
وهي تنخرط في سياسة إسرائيليّة
مكشوفة لاستغلال كلّ سوء تفاهم بين طرفين للالتفاف عليه، وتوظيفه لخدمة مشاريعها
الانتقاميّة.
وإذا كان الخلاف بين "حماس" ومصر لم يعد خافيا، بل لعلّه ازداد
توتّرا بعد بناء الحاجز الأسمنتي، فإنّ ذلك لا يمكن أن يؤدّي إلى تفكير مصر في
اغتيال ناشط من نشطاء حماس.
ولم يثبت تاريخيا أنّ مصر تجاوزت الآداب
الدبلوماسية، وانتقمت من أعدائها على أرض عربية تجمعها بقيادتها علاقة
وثيقة.
والأمر نفسه ينطبق على "الأردن" التي لا يمكن أن تضحّي بعلاقتها مع
"الإمارة".
وإذا ما تركنا عامل الأعراف الدبلوماسيّة التي تحرص مصر والأردن على
احترامها، فإنّ "محمود المبحوح" لا يشكّل خطرا على أمن الدولتين كي تتعاملا معه
بالتصفية والاغتيال.
وما يؤكّد أنّ الوصول إلى هذه النتائج البديهيّة لا يحتاج
إلى كثير من الذكاء عند من خبر حيل هذا الكيان وخبثه، مسارعة منظّمة حماس على لسان
غير واحد من قادتها بنفي تورّط أي بلد عربيّ في الاغتيال.
وكان يراد من هذه
الحيلة المكشوفة التشويش على المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، وصبّ الزيت على
النار ليتواصل الخلاف وتتداخل الأسباب بتحوّل مصر إلى طرف "غير محايد".
العرب
أونلاين

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد