نبيل
مصطفى الدفعي
مصطفى الدفعي
قبل فترة وخلال تواجدي في أحد الشوارع لاحظت تصاعد
حالة من الهستيريا ضد أحد الشباب تطالب بجلده أو سجنه لأنه ارتكب خطأ جسيماً في
الشارع كما أخبرني أحد المتواجدين بالشارع ولأن الشارع عام وله من الحقوق والواجبات
كما أخبرني أيضاً فقد نسب إلى الشاب الذي لا أريد ذكر اسمه وإنما اكتفي بالإشارة
إليه الشباب " ع" فقد نسب إليه أنه أساء إلى شرف وسمعة المجتمع، فيما يرقى من وجهة نظر بعض المراقية ممن رأى فعل
الشاب " ع" إلى رتبة الخيانة الكبرى للمجتمع ولذا وجب رجمه أو سلخ جلده وتعليقه في
دائرة أو جولة من جولات الشوارع الكبيرة، كل ذلك لأن الشاب " ع" كان يعاكس فتاة في
الشارع وحاول بعض الناس ممن كانوا يتواجدون بالشارع ممن شاهدوه صده فشتمهم.
لست
بالطبع هنا لأدافع عن خطأ الشاب المتهور، ولا أقر الإنفعال الزائد على الحد الذي
يؤدي إلى ارتكاب الخطأ.
ولكني أسأل ما الفرق بين ما فعله الشاب "ع" وما يفعله أي
شاب من أبنائنا الذين يعانون مشاكل متنوعة ننظر إليها باستغراب شديد وكأن سببها
فيروسات فضائية وليس سوء التربية وخطأ الآباء في العناية بأبنائهم.
أرجو ألا
يحاول أحد أن يخدع نفسه فيدعي أنه يفعل ما عليه فهو يوفر الحياة المادية لابنه
كاملة متكاملة...
السكن المريح والسيارة والمدرسة الخاصة ودروس اللغات وغيرها
الإضافية في المعاهد الخاصة والمصروف المحترم وبعض الأحيان عند الزواج الشقة الخاصة
والشبكة ومهر العروسة ولا بأس من رأس مال أو دخل شهري يسند به حياته - طبعاً أغلب
ما ذكرته يخص الناس أو الآباء المقتدرين والله يفتح عليهم أما الآباء الآخرين من
غير المقتدرين الله يكون في عونهم- عموماً ومع ذلك نجد تجاوزا وسلوكاً معيباً لدى
معظم الشباب.
ابتداءً من عدم احترام كبار السن والتطاول عليهم في كل مناسبة
وغيرها والاشتراك في تجمعات بلطجية داخل الحارات والمقاهي والأسواق وعلى مرأى ومسمع
من الأهل والأصدقاء، وفي بعض الأحيان أيضاً نلاحظ بعض الشباب يمارسون حياتهم بطرق
أشبه بالمنحرفين والمدمنين هذا إذا لم يكونوا كذلك أصلاً.
المهم اعتقد بأن هناك
خطأ ما وأكيد في تربية الأبناء، وأظن أن النظرة المادية للآباء تجاه مطالب أبنائهم
هي السبب في ذلك.
وهي السبب أيضاً في الفجوة بين الجيلين وعدم تفهم لغة أبنائنا
ومطالبهم الحقيقية.
إن الحاجات المادية يمكن إشباعها، وبعد اشباعها يصاب الإنسان
بالملل.
فماذا بعد أن يأكل ويشرب ويلبس وبعد السكن والسيارة وصرف
الفلوس..
إنها تصبح "عادة" لا تثير الاهتمام ويبدأ في البحث عن أشياء أخرى قد
تصل إلى الإدمان أو الإصابة بالشذوذ أو التمرد على المجتمع بشكل أو بآخر.
الواقع
أن اشباع الحاجة النفسية والعاطفية للأبناء مسألة مهمة للغاية وهي ما يفتقده
الأبناء..
وخاصة في الأسر التي انصرف أربابها للعمل الدائم وتركزت جهودهم على
كسب المال واعتقدوا أن أفراد أسرهم ينحصر طلباتهم فقط في مسائل مادية، وأن الحاجات
المادية يمكن أن تغطي الإحتياجات الأخرى النفسية والعاطفية...
هنا اعتقد أن
الآباء هؤلاء قد أخطأوا خطأً جسيماً ولا بأس من التصحيح والاعتذار عن الخطأ بدلاً
من التمادي فيه ولعلنا نستطيع ذلك قبل فوات الآوان كما أننا وبمقابل اعتذارنا كآباء
يجب أن نعلم ابنائنا فضيلة الاعتذار، وفضيلة التسامح فهما صمام أمان نفسي يحمي
الشباب من الإندفاع والضياع.
وما دام البعض يطالب بتوقيع العقوبة على الأبناء
الذين أخطأوا يجب المطالبة أيضاً بمحاسبة ومحاكمة الآباء معهم بتهمة التقاعس في
تربية أبنائهم تربية سليمة ولا يمكن قبول الاعتذارات التقليدية في هذا الشأن والقول
لقد وفرنا لهم كل الاحتياجات أو الإمكانيات، لأن الخلل ليس بسبب الإمكانيات المادية
ولكن توفر الإمكانيات المادية وحدها خلق قيماً مضللة واتخذها البعض ذريعة للتخلي عن
مهامهم الأصلية " تربية جيل المستقبل.
والله من وراء القصد.
حالة من الهستيريا ضد أحد الشباب تطالب بجلده أو سجنه لأنه ارتكب خطأ جسيماً في
الشارع كما أخبرني أحد المتواجدين بالشارع ولأن الشارع عام وله من الحقوق والواجبات
كما أخبرني أيضاً فقد نسب إلى الشاب الذي لا أريد ذكر اسمه وإنما اكتفي بالإشارة
إليه الشباب " ع" فقد نسب إليه أنه أساء إلى شرف وسمعة المجتمع، فيما يرقى من وجهة نظر بعض المراقية ممن رأى فعل
الشاب " ع" إلى رتبة الخيانة الكبرى للمجتمع ولذا وجب رجمه أو سلخ جلده وتعليقه في
دائرة أو جولة من جولات الشوارع الكبيرة، كل ذلك لأن الشاب " ع" كان يعاكس فتاة في
الشارع وحاول بعض الناس ممن كانوا يتواجدون بالشارع ممن شاهدوه صده فشتمهم.
لست
بالطبع هنا لأدافع عن خطأ الشاب المتهور، ولا أقر الإنفعال الزائد على الحد الذي
يؤدي إلى ارتكاب الخطأ.
ولكني أسأل ما الفرق بين ما فعله الشاب "ع" وما يفعله أي
شاب من أبنائنا الذين يعانون مشاكل متنوعة ننظر إليها باستغراب شديد وكأن سببها
فيروسات فضائية وليس سوء التربية وخطأ الآباء في العناية بأبنائهم.
أرجو ألا
يحاول أحد أن يخدع نفسه فيدعي أنه يفعل ما عليه فهو يوفر الحياة المادية لابنه
كاملة متكاملة...
السكن المريح والسيارة والمدرسة الخاصة ودروس اللغات وغيرها
الإضافية في المعاهد الخاصة والمصروف المحترم وبعض الأحيان عند الزواج الشقة الخاصة
والشبكة ومهر العروسة ولا بأس من رأس مال أو دخل شهري يسند به حياته - طبعاً أغلب
ما ذكرته يخص الناس أو الآباء المقتدرين والله يفتح عليهم أما الآباء الآخرين من
غير المقتدرين الله يكون في عونهم- عموماً ومع ذلك نجد تجاوزا وسلوكاً معيباً لدى
معظم الشباب.
ابتداءً من عدم احترام كبار السن والتطاول عليهم في كل مناسبة
وغيرها والاشتراك في تجمعات بلطجية داخل الحارات والمقاهي والأسواق وعلى مرأى ومسمع
من الأهل والأصدقاء، وفي بعض الأحيان أيضاً نلاحظ بعض الشباب يمارسون حياتهم بطرق
أشبه بالمنحرفين والمدمنين هذا إذا لم يكونوا كذلك أصلاً.
المهم اعتقد بأن هناك
خطأ ما وأكيد في تربية الأبناء، وأظن أن النظرة المادية للآباء تجاه مطالب أبنائهم
هي السبب في ذلك.
وهي السبب أيضاً في الفجوة بين الجيلين وعدم تفهم لغة أبنائنا
ومطالبهم الحقيقية.
إن الحاجات المادية يمكن إشباعها، وبعد اشباعها يصاب الإنسان
بالملل.
فماذا بعد أن يأكل ويشرب ويلبس وبعد السكن والسيارة وصرف
الفلوس..
إنها تصبح "عادة" لا تثير الاهتمام ويبدأ في البحث عن أشياء أخرى قد
تصل إلى الإدمان أو الإصابة بالشذوذ أو التمرد على المجتمع بشكل أو بآخر.
الواقع
أن اشباع الحاجة النفسية والعاطفية للأبناء مسألة مهمة للغاية وهي ما يفتقده
الأبناء..
وخاصة في الأسر التي انصرف أربابها للعمل الدائم وتركزت جهودهم على
كسب المال واعتقدوا أن أفراد أسرهم ينحصر طلباتهم فقط في مسائل مادية، وأن الحاجات
المادية يمكن أن تغطي الإحتياجات الأخرى النفسية والعاطفية...
هنا اعتقد أن
الآباء هؤلاء قد أخطأوا خطأً جسيماً ولا بأس من التصحيح والاعتذار عن الخطأ بدلاً
من التمادي فيه ولعلنا نستطيع ذلك قبل فوات الآوان كما أننا وبمقابل اعتذارنا كآباء
يجب أن نعلم ابنائنا فضيلة الاعتذار، وفضيلة التسامح فهما صمام أمان نفسي يحمي
الشباب من الإندفاع والضياع.
وما دام البعض يطالب بتوقيع العقوبة على الأبناء
الذين أخطأوا يجب المطالبة أيضاً بمحاسبة ومحاكمة الآباء معهم بتهمة التقاعس في
تربية أبنائهم تربية سليمة ولا يمكن قبول الاعتذارات التقليدية في هذا الشأن والقول
لقد وفرنا لهم كل الاحتياجات أو الإمكانيات، لأن الخلل ليس بسبب الإمكانيات المادية
ولكن توفر الإمكانيات المادية وحدها خلق قيماً مضللة واتخذها البعض ذريعة للتخلي عن
مهامهم الأصلية " تربية جيل المستقبل.
والله من وراء القصد.