عمار بن
ناشر العريقي
ناشر العريقي
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"
قول مأثور مشهور عن عمر رضي الله عنه ، وفي وصية علي رضي الله عنه "لا تكن عبد غيرك
وقد خلقك الله حراً".
هذا المبدأ العظيم الكريم "الحرية" أصل أصيل في دين
الإسلام عقيدة وشريعة، فالإنسان أشرف مخلوقات الله تعالى وأكرمها قال تعالى: "ولقد
كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، ومن تكريم الله
تعالى للإنسان أن خلق أصله "آدم" بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته واستخلفه
على أرضه وأكرمه بتكليفه بعبادته بما يناسبه وبعث رسله إليه وأنزل عليه كتبه وفي
المقابل فقد حرم سبحانه على الإنسان أن يستعبد أخاه الإنسان سواء كان دينياً أو
فكرياً، حيث جاء الإسلام فأقر حرية الفكر وحرية القول والرأي والنقد ولم يلزم أهل
الديانات الأخرى الكافرة بالدخول في الإسلام ، قال تعالى "لا إكراه في الدين" وقال
سبحانه: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا
مؤمنين"، إلا أن مبدأ "حرية التدين والاعتقاد" قيده بألا يجعل الدين ألعوبة يدخلونه
متى شاءوا ويخرجون منه متى شاءوا ولو حتى لأدنى شبهة وعرضهم لعقوبة الردة وهي القتل
بعد الاستتابة وهي عقوبة وإن كانت تخالف ظاهر القرآن "لا إكراه في الدين" إلا أن
ذلك يعني ابتداءً فقد ورد في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم "من بدل دينه
فاقتلوه" ومعلوم أن السنة مفسرة ومبينة للقرآن وحرية التفكير مكفولة للإنسان وقد
توالت الآيات في الدعوة إلى النظر والتدبر والتفكر والاعتبار كما قال تعالى
"فاعتبروا يا أولي الأبصار"، وقال غير واحد من علماء السلف إن التفكر أفضل العبادات
بعد الفرائض وقال بعضهم بل هي أول الواجبات على الإطلاق كونها أساساً وأصلاً
للفرائض العقدية والتشريعية فلا تكون ولا تصح إلا ب"النظر والتفكر" وهو الراجح بلا
ريب ولهذا قدم تعالى عبادة العلم على عبادة الاستغفار فقال جل شأنه "فاعلم أنه لا
إله إلا الله واستغفر لذنبك" ولهذا بوب البخاري في صحيحه "باب العلم قبل القول
والعمل".
كما قامت شريعة الإسلام على محاربة الشرك وإتباع الخرافة والظنون
والأوهام الفاسدة والتي هي أساس الديانات المحرمة "اليهودية والنصرانية"، والتي
جعلت من عزير وعيسى آلهة ومن الأحبار والرهبان أرباباً وتلك العقائد الوثنية التي
ألهت الأوثان والأصنام والكواكب كما نهى الإسلام عرب الجاهلية إتباع الأهواء وتقليد
الآباء وطاعة الرؤساء والكبراء في معصية الله قال تعالى: "وقالوا ربنا إنا أطعنا
سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا"، وقال أيضاً "وقالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة
وإنا على آثارهم مقتدون"، واعتمدت عقيدة الإسلام على التفكير والنظر وإعمال
الاجتهاد والعقل وذلك في إثبات أخطر وأكبر القضايا العقدية كإثبات وجود الله
وأسمائه وصفاته إجمالاً وإثبات صحة النبوة والكتب الإلهية وجاءت السنة النبوية
مكملة ومفسرة ومفصلة وجعلت العقل مناط التكليف والحد الفاصل بين الإنسان والحيوان
قال تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها، أولئك
كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون".
وما شرع الجهاد في الإسلام إلا للدفاع
عن الحرية ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) وعن حريات الناس عامة
وحقوقهم ومصالحهم وكرامتهم ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من
النساء والرجال والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) ( ولولا دفع
الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) وأية أخرى (لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد
يذكر فيها اسم الله كثيراً) ولنفس المعاني شرعت الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال والتوازن فكما شرع الحريات في
الفكر حدها بحدود وضوابط مقتضاها الحفاظ على حقوق الآخرين وحرياتهم مقدماً المصلحة
العامة على الخاصة كما حدها بما يمنع الضرر والأذى والعدوان على حقوق الله وحقوق
عباده وحتى حقوق النفس كونها خلقها الله تعالى فحرم قتل النفس والانتحار ( ولا
تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
إن
الحرية التي جاء الإسلام بحفظها هي حرية الحقوق لا حرية الكفر والفسوق والتي يسميها
الغرب بغير اسمها زوراً وبهتاناً ( حرية شخصية) في إباحة الخمور والفجور والإباحة
الجنسية والشذوذ الجنسي والزواج المثلي والزواج بين الأرحام والزنا والإقطاع
والرأسمالية في إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وابتزازه كما تفعل حكوماتنا القمعية
مع شعوبنا في قمع الحريات الشخصية والكرامة الإنسانية.
حيث يمنع الإسلام أن يغش
الإنسان نفسه وأخلاقه ودينه وضميره وأسرته ومجتمعه وقرر ( لا ضرر ولا ضرار ) وأباح
حرية الرأي والتصرف والتملك وفق هذه القاعدة الكلية وهنا تنتهي حريتك عندما تؤثر
على حرية الآخرين كما هو شأن قوانين المرور والسير ونحوها ومن هنا يتبين لنا ضحالة
المناهج المادية والعلمانية والليبرالية التي أطلقت الحريات للمرأة والطفل والإنسان
من غير قيود وضوابط عقلية وشرعية ، متجاوزة الأديان والأخلاق والمبادئ والقيم مقابل
التفريط الظاهر في الحريات التي تمارسها الأنظمة القمعية الإستبدادية.
قول مأثور مشهور عن عمر رضي الله عنه ، وفي وصية علي رضي الله عنه "لا تكن عبد غيرك
وقد خلقك الله حراً".
هذا المبدأ العظيم الكريم "الحرية" أصل أصيل في دين
الإسلام عقيدة وشريعة، فالإنسان أشرف مخلوقات الله تعالى وأكرمها قال تعالى: "ولقد
كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، ومن تكريم الله
تعالى للإنسان أن خلق أصله "آدم" بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته واستخلفه
على أرضه وأكرمه بتكليفه بعبادته بما يناسبه وبعث رسله إليه وأنزل عليه كتبه وفي
المقابل فقد حرم سبحانه على الإنسان أن يستعبد أخاه الإنسان سواء كان دينياً أو
فكرياً، حيث جاء الإسلام فأقر حرية الفكر وحرية القول والرأي والنقد ولم يلزم أهل
الديانات الأخرى الكافرة بالدخول في الإسلام ، قال تعالى "لا إكراه في الدين" وقال
سبحانه: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا
مؤمنين"، إلا أن مبدأ "حرية التدين والاعتقاد" قيده بألا يجعل الدين ألعوبة يدخلونه
متى شاءوا ويخرجون منه متى شاءوا ولو حتى لأدنى شبهة وعرضهم لعقوبة الردة وهي القتل
بعد الاستتابة وهي عقوبة وإن كانت تخالف ظاهر القرآن "لا إكراه في الدين" إلا أن
ذلك يعني ابتداءً فقد ورد في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم "من بدل دينه
فاقتلوه" ومعلوم أن السنة مفسرة ومبينة للقرآن وحرية التفكير مكفولة للإنسان وقد
توالت الآيات في الدعوة إلى النظر والتدبر والتفكر والاعتبار كما قال تعالى
"فاعتبروا يا أولي الأبصار"، وقال غير واحد من علماء السلف إن التفكر أفضل العبادات
بعد الفرائض وقال بعضهم بل هي أول الواجبات على الإطلاق كونها أساساً وأصلاً
للفرائض العقدية والتشريعية فلا تكون ولا تصح إلا ب"النظر والتفكر" وهو الراجح بلا
ريب ولهذا قدم تعالى عبادة العلم على عبادة الاستغفار فقال جل شأنه "فاعلم أنه لا
إله إلا الله واستغفر لذنبك" ولهذا بوب البخاري في صحيحه "باب العلم قبل القول
والعمل".
كما قامت شريعة الإسلام على محاربة الشرك وإتباع الخرافة والظنون
والأوهام الفاسدة والتي هي أساس الديانات المحرمة "اليهودية والنصرانية"، والتي
جعلت من عزير وعيسى آلهة ومن الأحبار والرهبان أرباباً وتلك العقائد الوثنية التي
ألهت الأوثان والأصنام والكواكب كما نهى الإسلام عرب الجاهلية إتباع الأهواء وتقليد
الآباء وطاعة الرؤساء والكبراء في معصية الله قال تعالى: "وقالوا ربنا إنا أطعنا
سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا"، وقال أيضاً "وقالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة
وإنا على آثارهم مقتدون"، واعتمدت عقيدة الإسلام على التفكير والنظر وإعمال
الاجتهاد والعقل وذلك في إثبات أخطر وأكبر القضايا العقدية كإثبات وجود الله
وأسمائه وصفاته إجمالاً وإثبات صحة النبوة والكتب الإلهية وجاءت السنة النبوية
مكملة ومفسرة ومفصلة وجعلت العقل مناط التكليف والحد الفاصل بين الإنسان والحيوان
قال تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها، أولئك
كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون".
وما شرع الجهاد في الإسلام إلا للدفاع
عن الحرية ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) وعن حريات الناس عامة
وحقوقهم ومصالحهم وكرامتهم ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من
النساء والرجال والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) ( ولولا دفع
الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) وأية أخرى (لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد
يذكر فيها اسم الله كثيراً) ولنفس المعاني شرعت الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال والتوازن فكما شرع الحريات في
الفكر حدها بحدود وضوابط مقتضاها الحفاظ على حقوق الآخرين وحرياتهم مقدماً المصلحة
العامة على الخاصة كما حدها بما يمنع الضرر والأذى والعدوان على حقوق الله وحقوق
عباده وحتى حقوق النفس كونها خلقها الله تعالى فحرم قتل النفس والانتحار ( ولا
تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
إن
الحرية التي جاء الإسلام بحفظها هي حرية الحقوق لا حرية الكفر والفسوق والتي يسميها
الغرب بغير اسمها زوراً وبهتاناً ( حرية شخصية) في إباحة الخمور والفجور والإباحة
الجنسية والشذوذ الجنسي والزواج المثلي والزواج بين الأرحام والزنا والإقطاع
والرأسمالية في إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وابتزازه كما تفعل حكوماتنا القمعية
مع شعوبنا في قمع الحريات الشخصية والكرامة الإنسانية.
حيث يمنع الإسلام أن يغش
الإنسان نفسه وأخلاقه ودينه وضميره وأسرته ومجتمعه وقرر ( لا ضرر ولا ضرار ) وأباح
حرية الرأي والتصرف والتملك وفق هذه القاعدة الكلية وهنا تنتهي حريتك عندما تؤثر
على حرية الآخرين كما هو شأن قوانين المرور والسير ونحوها ومن هنا يتبين لنا ضحالة
المناهج المادية والعلمانية والليبرالية التي أطلقت الحريات للمرأة والطفل والإنسان
من غير قيود وضوابط عقلية وشرعية ، متجاوزة الأديان والأخلاق والمبادئ والقيم مقابل
التفريط الظاهر في الحريات التي تمارسها الأنظمة القمعية الإستبدادية.