;

الإرهاب وعيد الحب 999

2010-02-13 04:17:54

محمد بن
ناصر الحزمي


كل العرب والمسلمين تابعوا ما بثته قناة "الجزيرة"
الإخبارية يوم الثلاثاء الموافق 9 فبراير / 2010م من صور شنيعة ومناظر مقززة، تظهر
بعض رجال الشرطة النيجيرية وهم يقتلون بدم بارد المسلمين، لم يرحموا شيخاً ولا
طفلاً ، ولا صحيحاً ولا معاقاً ، وما مبرر تلك المجزرة التي راح ضحيتها الآلاف أمام
العالم المتحضر؟ ، إن المبرر لدى الشرطة النيجيرية مكافحة الإرهاب ، فقد كان

في المنطقة المستهدفة جماعة تسمى
"بوكو حرام " ومعناها ثقافة الغرب حرام ، وكانت هذه الجماعة تعمل على مقاومة اصطباغ
النيجيريين بالثقافة الغربية فعملها توعوي وتوجيهي وسلمي ، تهدف إلى الحفاظ على
الهوية الإسلامية التي هي هوية العرب، فهذا هو جرمهم الذي تسبب في إبادة جماعية لكل
مسلمي المنطقة ، إن تلك المناظر استفزت كل إنسان عاقل يحمل ذرة من الإنسانية ، ولكن
ما وجدنا منظمات حقوق الإنسان ولا منظمات الأمم المتحدة ولا غيرها تحرك ساكناً ،
وهذا ليس أمراً مستغرباً ، لان المستهدف هو مسلم أسود وليس إنساناً أوروبياً
أبيضاً، المستهدف مسلم ولو كان لا يملك القدرة على المشي إلا على عكاز ،يجب أن يرمي
بها على الأرض قبل أن يرمي نفسه هو الآخر على الأرض ليستسلم لرصاص الحقد الأسود ،
المستهدف إرهابي -بالمفهوم الغربي- متهم بأنه يقاوم الثقافة الغربية، التي يراد لها
أن تحل محل الثقافة المحمدية ،الثقافة الغربية التي تريد أن تعلمنا متى وكيف نتزوج
،وكيف ننجب ، وكيف نربي أولادنا ، وكيف ندفن موتانا، بل ويرسموا لنا متى نغضب، وكيف
نغضب ، وكيف نحب ، ولهذا حتى أعيادنا الإسلامية أضافوا لها أعياداً ،ومنها عيد الحب
الذي يروج له بين بنات المسلمين وأبناء المسلمين ، والحب المقصود ليس هو الحب
العفيف ، بل الحب -السسخيف- الحب الذي يفسد القيم ، وينسف الأخلاق ، وينتهك الأعراض
، الحب الذي لا خلاق له ، ولا هدف سوى هدم الأسرة ، ونشر الرذيلة.
فقد اتصلت بي
إحدى الأخوات قائلة : يا شيخ عندي مشكلة قلت لها ما هي ؟ : قالت : أنا أحببت شخصاً
وواعدني بالزواج إذا تطلقت من زوجي، وعملت كل ما بوسعي كي أتطلق، فلما طلقني زوجي
بدأ يتهرب مني، فأرجو أن تتوسط وتقنعه بالزواج مني إفعل في خير .
قلت لها : كيف
سيأمنك وقد خنت من سبقه ، هل الذي فعلته جائز شرعاً ؟ لقد أحسن انه لم يتزوجك، وإن
أجرم بتدمير بيتك وبيت زوجك .
وأخرى تتصل أنها أحبت شخصاً حباً جماً ،وأعطته كل
ما يريد حتى ذهبها باعته وأعطته قيمته، ولكنه رفض أن يتزوجها .
وهكذا كثير من
قصص العشق والغرام ،وان انتهى بعضها بالزواج ، إلا انه يتحول إلى كابوس ، لان الحب
قبل الزواج حب خيالي ومثالي مفرط ، فإذا حدث الزواج يتفاجأ الزوجان بالمشاكل
المصاحبة، والمسؤوليات المترتبة ، فتكون الصدمة الغير متوقعة ، ولهذا تقول
الاحصائيات في أوروبا أن نسبة 70% من الزواج المبني على الحب المسبق فاشل ، ان من
يروج لمثل هذه الثقافة إما جاهل أو مأجور ،فنحن بحاجة الى الحب بين الزوجين، وبين
الآباء والأبناء، وبين المسلم وأخيه المسلم ، بحاجة إلى حب الفضيلة لا إلى حب
الرذيلة ،وما أظن أن أحداً يرضى أن آخر يحب زوجته ،أو قريبته كي يعبث بعرضها وشرفها
، إن ما يسمى عيد الحب ،ما هو إلا عيد وثني، لا يجوز تعظيمه ولا إشهاره ولا الترويج
له، والأصل بل الواجب أن المحلات التي تفعل لذلك، أن تقاطع ،ويحرم الشراء منها، لأن
الله عز وجل يقول" ولا تعاونوا على الاثم والعدوان " أن الغرب يحارب كل ما يؤثر في
ثقافته، فهو يحارب هناك مظهر الحجاب ،ويحارب المآذن، بحجة الحفاظ على ثقافته وهويته
، فلماذا يعاب علينا أن نحافظ على خصوصيتنا الثقافية وهويتنا الإسلامية
؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد