ابن
اليمن
اليمن
أيها الصديق العزيز هذا أنت تنكأ جرحاً في الذات
حين تقرأ لي فاتحة يومك بعذاب إنسان مقهور يعد لك المستحق الشهري بكثير من البكاء،
والصدق فلا تمتلك معه غير أن تعيش الألم الإنساني في الرابض فيك على الدوام وأنت
ترقب من حولك أصحاب الكروش المنتفخة وهم يبذخون حد الفجيعة ولا يلقون بالاً للضعفاء
والمساكين. .
وقد حدثتني عن ذلك
الموظف البسيط الذي قدم لك مصروفه اليومي بلا عناء أو مشقة لأنه مصروف بسيط بمرتب
لا يتجاوز العشرين ألف قاله باختصار.
ليت أنّا نكتفي بمرتبنا زبادي وروتي وبحسبة
بسيطة لا تحتاج إلى كبير عناءً ملاحقاتها فالخمسة الأطفال يحتاجون إلى
التالي. .
صباحاً 250 زبادي وروتي ونفس المبلغ غداء ونفسه عشاء ودبة ماء كوثر 100
ريال يصير الإجمالي حوالي 30 ألف ريال شهرياً.
أمر يحير العقول والأبصار كيف
لهذا الآدمي ان يشبع فقط بطون أطفاله وزوجته زبادي وروتي.
لم يعد يرغب في
الكهرباء أو التلفزيون أو التليفون ولا يرغب في ان يجد أطفاله فسحة واحدة في العام
الواحد لرؤية رصيف أنيق أو حديقة عامة لأن ذلك متطلباته كبيرة لا يقوى عليها
أبداً.
بل أنه لا يجد مفراً في أن يحجز أطفاله فلا يعلمهم ومن أين له قيمة كراسة
وقلم نقط الطفل وهو يحتاج إلى عشرة آلاف اضافية فوق مرتبه ليستكمل شراء الزبادي
والروتي كحاجة ضرورية لا غير. .
هكذا الأمر يصل إلى حد الصراخ في الظلام من هذا
المفجع الذي يحلق على المسكين بين مجتمع لا يرحم ولا يقدر على أن يعطي بما يؤمّن
مساحة جوع وليس كرسي في مدرسة أو بالونة لعب لطفل يستحق ان يكون طفلاً.
أرهقت
نفسي هذه الحكاية وانت تسردها بألم بالغ ولم تقوَ على سماعها بآدميتك النيلة
واخلاقك التي نعرفها عنك كإنسان يحب الخير على الدوام ولا يجد مفراً من التعامل
معه، لذلك أعطيته أنت ما كان متوفراً ومنحته الكثير من الفرح لمجرد انك زرعت فيه
بارقة أمل أن ثمة تعاوناً سيأتيه وقت العوز.
أترى لو أن كل إنسان يملك شيئاً منح
الآخر القليل منه هل كان أحد سيحتاج في هذا الوطن، غير أنها الأنانية والفجور وقدرة
أصحاب المال في البقاء على حالهم لا يمدون البصر إلى حيث أصحاب الفاقة.
والواقع
ان هذا الذي يحدث في الوطن بطولة وعرضه هو الإرهاب ذاته لا يزيد ولا ينقص، هو الذي
يفرخ الخارجين عن القانون لأن الجوع لا يرحم أحداً ولأن الفاقة في أحد معانيها
كفراً لذلك ليت للآخرين قلوباً مثل قلبك يتحسسون آلام الآخرين وحاجاتهم ويفعلون
الخير ما استطاعوا، ليت أننا في الوطن هذا نمتلك حباً لنحب بصدق ونمتلك إنسانية
لنعطي بسخاء حتى لا يظل الوطن في فوضى الفقر وحالات الإحباط يفرخ الإرهاب من بطن
الجوع وصراخ الأطفال الذين يأتون من سطوته عليهم
حين تقرأ لي فاتحة يومك بعذاب إنسان مقهور يعد لك المستحق الشهري بكثير من البكاء،
والصدق فلا تمتلك معه غير أن تعيش الألم الإنساني في الرابض فيك على الدوام وأنت
ترقب من حولك أصحاب الكروش المنتفخة وهم يبذخون حد الفجيعة ولا يلقون بالاً للضعفاء
والمساكين. .
وقد حدثتني عن ذلك
الموظف البسيط الذي قدم لك مصروفه اليومي بلا عناء أو مشقة لأنه مصروف بسيط بمرتب
لا يتجاوز العشرين ألف قاله باختصار.
ليت أنّا نكتفي بمرتبنا زبادي وروتي وبحسبة
بسيطة لا تحتاج إلى كبير عناءً ملاحقاتها فالخمسة الأطفال يحتاجون إلى
التالي. .
صباحاً 250 زبادي وروتي ونفس المبلغ غداء ونفسه عشاء ودبة ماء كوثر 100
ريال يصير الإجمالي حوالي 30 ألف ريال شهرياً.
أمر يحير العقول والأبصار كيف
لهذا الآدمي ان يشبع فقط بطون أطفاله وزوجته زبادي وروتي.
لم يعد يرغب في
الكهرباء أو التلفزيون أو التليفون ولا يرغب في ان يجد أطفاله فسحة واحدة في العام
الواحد لرؤية رصيف أنيق أو حديقة عامة لأن ذلك متطلباته كبيرة لا يقوى عليها
أبداً.
بل أنه لا يجد مفراً في أن يحجز أطفاله فلا يعلمهم ومن أين له قيمة كراسة
وقلم نقط الطفل وهو يحتاج إلى عشرة آلاف اضافية فوق مرتبه ليستكمل شراء الزبادي
والروتي كحاجة ضرورية لا غير. .
هكذا الأمر يصل إلى حد الصراخ في الظلام من هذا
المفجع الذي يحلق على المسكين بين مجتمع لا يرحم ولا يقدر على أن يعطي بما يؤمّن
مساحة جوع وليس كرسي في مدرسة أو بالونة لعب لطفل يستحق ان يكون طفلاً.
أرهقت
نفسي هذه الحكاية وانت تسردها بألم بالغ ولم تقوَ على سماعها بآدميتك النيلة
واخلاقك التي نعرفها عنك كإنسان يحب الخير على الدوام ولا يجد مفراً من التعامل
معه، لذلك أعطيته أنت ما كان متوفراً ومنحته الكثير من الفرح لمجرد انك زرعت فيه
بارقة أمل أن ثمة تعاوناً سيأتيه وقت العوز.
أترى لو أن كل إنسان يملك شيئاً منح
الآخر القليل منه هل كان أحد سيحتاج في هذا الوطن، غير أنها الأنانية والفجور وقدرة
أصحاب المال في البقاء على حالهم لا يمدون البصر إلى حيث أصحاب الفاقة.
والواقع
ان هذا الذي يحدث في الوطن بطولة وعرضه هو الإرهاب ذاته لا يزيد ولا ينقص، هو الذي
يفرخ الخارجين عن القانون لأن الجوع لا يرحم أحداً ولأن الفاقة في أحد معانيها
كفراً لذلك ليت للآخرين قلوباً مثل قلبك يتحسسون آلام الآخرين وحاجاتهم ويفعلون
الخير ما استطاعوا، ليت أننا في الوطن هذا نمتلك حباً لنحب بصدق ونمتلك إنسانية
لنعطي بسخاء حتى لا يظل الوطن في فوضى الفقر وحالات الإحباط يفرخ الإرهاب من بطن
الجوع وصراخ الأطفال الذين يأتون من سطوته عليهم