اسكندر عبده طاهر
مدينة الشيخ عثمان غنية عن التعريف فهي إحدى أهم المدن في محافظة عدن ولها تاريخ عظيم للدور المميز الذي لعبته المدينة وأبناؤها من الرجال والنساء في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني إلى جانب بقية المدن في جنوب اليمن وشماله والذي توج بالاستقلال العظيم في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
مدينة الشيخ عثمان باستمرار مزدحمة بالناس والمحلات والسيارات وعلى الرغم من هذا الزحام الشديد إلا انه كان في السابق يوجد نظام واحترام للقوانين يلتزم به الجميع حتى وقت قريب جداً فقد انقلب الوضع فجأة إلى فوضى وضجيج وزحام شديد لم تقدر قيادة المديرية الحالية السيطرة عليه ولم يعد هناك انضباط ولا احترام للنظام والقانون بسبب ضعف واضح في السلطة المحلية وتهاون شديد من قبل الموظفين في البلدية والمرور والشرطة وبقية الأجهزة الأخرى في التصدي لهذه المشكلة، وبلغ الحال أن سيطر أصحاب المحلات التجارية والمطاعم على ممرات المشاة أمام محلاتهم والمصيبة انه تم رصفها مؤخرا وتبيلطها وكأن ذلك تم خصيصاً لهم مما اضطر المشاة إلى السير في الطرق المخصصة للسيارات ومن هنا بدأت الفوضى والزحام وأصبح المواطن إذا أراد أن يقطع المسافة من جولة عبدالقوي إلى أمام مبنى المجلس المحلي عليه أن يقود سيارته بحذر خلف البشر وببطء شديد ويخسر وقتاً ثميناً ويصاب بالعصبية ويدخل في مشادات حتى يكمل المسافة على قصرها، ومن المفارقات التي تبكي وتضحك في آن واحداً هي أن مدير عام المديرية يسلك نفس الطريق يومياً من منزله إلى مكتبه ويمر بنفس الفوضى ولا يحرك ساكناً والحقيقة أنه رجل متواضع في كل شيء.
الآن كيف يمكن إعادة النظام والانضباط للشارع وفرض هيبة الدولة؟ هل يمكن إزالة العوائق والمعوقات التي أدت إلى هذه الفوضى والزحام الشديد؟ أم أن المشكلة أكبر من إمكانيات السلطة المحلية في أداء مهامها والتي تسببت في انتشار هذه الفوضى؟
وبإيجاز نورد أهم بؤر الفوضى والضوضاء والزحام الشديد:
المطاعم والمحلات التجارية والباعة المفترشين الأرض وأصحاب العربيات سيطروا سيطرة تامة على ممرات المشاة في الشارع الرئيسي والخلفي وغيرها من الشوارع، الرجال والنساء والأطفال سيطروا على طرق السيارات نظراً لأن ممرات المشاة استغلت من التجار، شارع الذهب بأكمله تحت سيطرة الباعة المفترشين للأرض والبلاطجة من الشباب الذي يجوبون الشارع "رايح جاي" ويتسكعون فيه بحثاً عن فتاة يعاكسونها وأغلبهم لصوص يستغلون الزحمة للسرقة، مبنى إدارة الكهرباء والمياه المخصص لتحصيل الفواتير استغله الباعة وأصبح معرضاً للأحذية والأحزمة المعلقة على جدران تلك المباني الحكومية.
ومن ناحية الضوضاء والضجيج نوردها بإيجاز:
عربيات ودراجات تحمل كاسيتات وعطورات وتمارس عملها بالميكروفونات وبالصوت العالي، بائعون لديهم ميكروفونات وأصواتهم تلعلع عبرها "أي حاجة بمائة ريال فانلات، سراويل، جرامات"، متسولون لديهم ميكروفونات وبأصوات عالية يطلبون الحسنات "يا إخواني هذا يحتاج إلى عملية وهذا عليه ديون ويا الله بعشرة ريال" دراجات عليها ثلاجة وميكروفون يصيح "آيسكريم نانا بعشرين ريال برد قلبك يا مواطن" يومياً، سيارات تبيع الوهم ورجل يصيح هذا لعلاج أمراض الفم واللثة وتسوس الأسنان من بلدك من دم الأخوين من سقطرى وهذا لعلاج الديدان والروماتيزم، رجال المرور يصيحون بالميكروفون "اطلع يا هايس اطلع ياكراسيدا والونان شغال"، مساعد إمام مسجد رجل مزعج يستعمل أكثر من مكبر صوت يشتم ويلعن من يخالفه وقد تم طرده من المسجد الصغير في شارع الذهب لسوء سلوكه وتعديه على المصلين بالشتم بعد أن تدخلت الشرطة والنيابة في ذلك وهو الآن يصيح عبر هذا الكم الهائل من الميكروفونات ومكبرات الصوت بدون توقف او استراحة، وهذا كل يحصل صباحاً ومساءً.
بناء الأحواش خارج المخطط وعلى طول المنزل وذلك لحفظ المواشي والموفة ويوجد عمود كهربائي داخل الحوش ممدود بالأسلاك الكهربائية، ويا سلام الدولة في إصلاح لهذه الأزقة الداخلية برصف الأحجار ويا الله سيكسروا الأحواش حتى تتبلط الأزقة وبعدها تعود حليمة إلى عادتها القديمة.. أين السلطة المحلية، أين البلدية؟ أين العوائق؟ أين المجلس المحلي؟ أين دور الرقابة والتفتيش؟ لاشيء، اللهم تفتيش على عدادات الكهرباء فقط والمياه وهات لك انقطاع الكهرباء والماء ولكن نظرة واحدة إلى تلك الأحواش والروائح الكريهة المنبثقة منها تكفي عن التعبير، وهذا حاصل في الشيخ عثمان والقاهرة - منطقة المسبح.
وفي الأخير هل سنستقبل خليجي عشرين والضيوف الذين سوف يحضرون هذه الفعالية بهذه الفوضى والضوضاء والزحام الشديد؟ أين الجهات المعنية بالأمر في هذه المدينة؟ ولماذا أهملوها؟
تلك أسئلة مشروعة ونحن بانتظار أجوبة لها من المجلس المحلي في الشيخ عثمان وضواحيها والمحافظ ونائبه ومن يهمه أمر هذه المدينة الطيبة في كل مكان!!