محمد أمين الداهية
مهما كانت توصيات المفكرين والسياسيين والمثقفين ورجال الدين وعامة الناس حول عودة الحياة إلى مدينة السلام التي ظلت روحها الطاهرة تقاوم بضراوة وقساوة من جلبوا لها ما لم يكن في الحسبان، فمهما كانت التوقعات والتخيلات السياسية العربية والعالمية إلا أننا كيمنيين، سعداء جداً بأن تتنفس صعدة الصعداء، فعندما تلوح بالأفق بشائر السلام والأمن والأمان وتغمر الفرحة شيوخاً وأطفالاً تجرعوا ألم التهجير والنزوح من بيوتهم وتراب أرضهم الذي أصابه الضمأ وجلب لجنة صعدة القحط والجفاف فتلك السعادة التي نراها في ابتسامة طفل ودموع فرح منهمر من مقلتي امرأة مسنة تحسرت ندماً أن يوافيها الأجل وتدفن بعيدة عن تراب أرضها التي ما زال روحها عليه.
يجعلنا نقول أهلاً ومرحباً بالسلام، أهلاً ومرحباً بالأمن والأمان، ما أجمل ترابك يا أرض صعدة! وما أروع سماءك! وما أبدع حسنك وجمالك!، يا ترى هل سنرى جنة صعدة مثلما كانت أم أن الأيام حبلى بالمفاجئات التي مازال البعض يراهنون عليها من خلال توقعاتهم وتحليلاتهم وتشكيكهم بعهود المتمردين ومواثيقهم ، التي سرعان ما ينتهكونها؟ ولكن حتى وإن افترضنا ذلك ألم يدفع أبناء اليمن الثمن غالياً جراء حروب صعدة وعدم التزام الحوثيين ببنود الصلح والاتفاقيات؟، ألم يتجرع اليمنيون آلاماً وأحلاماً عمت كافة ديارهم بفقدان أعز الناس لديهم بسبب رصاصات وألغام وقذائف المتمردين؟!، هذه التساؤلات وغيرها لا تعبر أبداً عن الاستياء من إيقاف الحرب بل على العكس ،فما يختلج في صدور اليمنيين، ما هي الضمانات التي تطمؤن بأن الحرب انتهت وإلى غير رجعة إن شاء الله،فما فلسنا مستعدين لتحمل أعباء وويلات حرب سابعة يبدأها المتمردون بعد أن يجمعوا أشلائهم، لتكون الأعنف والأخطر، وقد ربما الأخيرة ولكن لا ندري كيف ستكون نتائجها ولصالح من يجب أن تنتهي حكاية حرب صعدة؟ وحان الوقت ليستعيد الوطن أنفاسه ، وليستعيد استمرار العملية التنموية، حان الوقت ليطمأن أطفال اليوم على مستقبلهم الذي ينتظرهم في ظل الأمن والاستقرار والتقدم والنماء، حان الوقت الذي يضمن فيه اليمنيون عدم عودة الحرب وهذا ما يلزم أن توجد ضمانات كافية ومقنعة وإلا فمن الأفضل بقاء الحال كما هو عليه إلى أن يحكم الله حكمه وهو خير الحاكمين.