;

الســــــلام المنشــــــــود..!! 1375

2010-02-19 17:55:25



السلام عنوان للإنسانية ينشده
العالم، والإنسانية وكل الديانات السماوية تنشد السلام، ونحن في اليمن جزء من هذا
العالم، وليست فقط قيمنا الإنسانية تنشد السلام بل إن قيمنا الدينية وموروثنا
الحضاري في اليمن يمثل لنا نحن في اليمن أكثر إنشاداً للسلام، وأكثر الشعوب
إرادة للسلام ولحياة السكينة ولتأصيل الروابط الاجتماعية ننشد السلام، وأمامه
يتنازل اليمانيون لبعضهم البعض بعنفوان وإباء. .
ذاك السلام القائم على الإخاء
والترابط المجتمعي دون تمايزات عرقية. .
السلام الذي
ينبني على دفن الجروح بعقيدة التواضع وانحناء كبرياء اليمانيين
لبعضهم البعض. .
ذاك هو السلام الذي ننشده. .
السلام الذي نؤمن بأن الإذعان
للنواميس المسيرة للحياة اليومية. .
بميزان أن عدالة الدولة هي التي تبقى الراعية
للسلام. .
ذاك هو السلام المنشود، والسلام الحقيقي الدافع للاستقرار والضامن
لديمومته هو النابع من عقيدة مؤمنة به وهو السلام الذي ترعاه مؤسسات دولة، كل
المواطنين أمامها سواء. .
يخضع الكل لتشريعاتها. .
يؤمن الكل بمشروعيتها
وسلطتها وبالاحتكام إليها. .
هكذا نجد السلام الذي ينشده اليمانيون اليوم في
اليمن عموماً وفي صعدة خصوصاً.
اليوم وبعد إيقاف سادسة الحروب في صعدة، ارتفعت
وبلا سابق إنذار أصوات تتعالى بالنذر والنذير من أعداء السلام في صعدة. .
ومن
المقتاتين من إشعال الفتن والحروب، وبدا السلام مفهوماً
غريباً. .
عجيباً. .
متعجباً عليه في صعدة، وبدت الصورة وكأن اليمانيين منقسمون
بين حمائم سلام ودعاة حروب وفتن، وبدا مفهوم السلام مطاطاً، وسلاماً مفجعاً يستخدمه
أعداء السلام الحقيقي كسلاح تشُق به طرقاً لحروب أكثر عنفوانية وكارثية، ليصبح
السلام اليوم مفهوماً مطاطياً أشبه بمفاهيم واشنطن وأخواتها في حربهم وتوصيفهم
للإرهاب في المنطقة العربية والإسلامية.
حقيقة يجد المرء نفسه يتجرع مرارة
ويتحمل تجرع العلقم حين يجد أن ثمة إفرازات تُنتج اليوم. .
معطياتها تؤكد أننا
قادمون على ما هو كارثي بكل معانيه، ونحن هنا لا نعلن بشائر الكوارث لكننا نحذر من
خطورة الانزلاق في حبالها الخطيرة التي بدأت ترتفع لتطال عقدها رقاب اليمانيين
جميعاً وباسم السلام، فالسلام الذي ينشده اليمانيون في صعدة ليس مجرد حالة نزوة بل
إن اليمانيون يؤمنون بأن السلام في صعدة إحقاقه واجباً دينياً ووطنياً
وإنسانياً. .
ذلك السلام الذي نؤمن به إيماناً عقائدياً- يجب أن يكون له من الأسس
والنواميس الطبيعية المصحوبة بإرادة أمة على منهجه كما هو الحال الذي يسري على
العالم وجميع الدول في أرجاء الكون ، لإرساء السلام وفق أسس ثابتة بالرغم من أشكال
الحروب المختلفة في العالم.
ولذلك نقول لمن ينشد السلام في صعدة - نحن مع السلام
ونحن ماضون معكم لاحلال السلام ، ولتسكت البيادق، ولتخرس المدافع، ولتختفي من سماء
صعدة الطائرات، ولتكن صعدة أرضاً للسلام ، ومنطلقاً للسلام في ربوع اليمن. .
نحن
معكم لإحلال السلام فقولوا لنا كيف هي الطريق لهذا السلام الذي يُسدل به ستار
الحروب وتطوى صفحتها بلا عودة؟. .
هل هو السلام الذي يضمن الأمن والاستقرار في
صعدة قد بدأتم في ترسيخ أعمدته الضامنة، من أجل ألا تعود نيران الحرب والقتل وهتك
الأعراض ، ونهب ممتلكات المواطنين، وإختطاف النساء والأطفال، وقتل الآباء أمام
الأبناء عنوة، وتشريد قرى وأسر عنوة من قبل حمامة السلام اليوم عبدالملك الحوثي،
ولن أقول اليوم المتمرد حتى لا أكون داعياً لعودة الحرب؟. .
هل يا سادة سلامكم
المنشود الذي تسعون لإقامته سيؤمن النساء اللواتي ما زالت أصواتهن في مخيلة المجتمع
وهن يستغثن مناشدات الرئيس والحكومة وكل أبناء الشعب - غوثهن من هتك
أعراضهن؟. .
يا سادة هل السلام سيضمن بمحاكمة كل من قتل مواطناً آمناً في منزله
أمام أسرته وزوجته وأطفاله بصورة لا تقبلها الديانة الهندوسية إحقاقاً للحق؟، ولن
نطالب بمحاكمة من يقتل الجند في الطرقات والشوارع حتى لا يُؤخذ مطلبنا ذلك بأنه
تحريض على سقوط حمامة السلام.
يا سادة. .
قولوا لي بربكم هل السلام المنشود
يضمن لكل المهجرين من قراهم عنوة - العودة بأمان إلى قراهم، والعيش بسلام دون
تعرضهم مرة أخرى لمشاهد إجرامية جديدة ؟. .
قولوا لنا ما هي الضمانات؟، هل كانت
تسليم المتمردين جميع أسلحتهم ؟، هل الضمانات كانت إعلان الحوثيين إذعانهم لإرادة
الدولة والدستور والقانون؟ ، هل الضمانات كانت سيطرة الجيش على كل مواقع المتمردين
بسلام لإقامة السلام؟.
قولوا لنا بأعلى صوتكم ونحن معكم ما هي الضمانات لأن لا
نسمع يومياً - وهو ما نتمناه- عن قتل جنود ومواطنين ومشائخ قبليين ومتعاونين وقفوا
في صف الدولة؟ أم أننا سنظل نسمع عن القتل لكننا سنعتبر أن القتل لن يوقف عجلة
السلام؟ نحن مع السلام ولكن السلام الذي يضمن عدم إراقة الدماء. .
السلام الذي
يضمن لأي مواطن في صعدة عدم تعرضه للضرر والذل والمهانة ونهب حقوقه من قبل أتباع
الحوثي. . .
السلام هو أن المواطن يجد مؤسسات دولة تنصفه من طغاة العصر ويجد أن
مؤسسات الدولة قد وضعت الحوثي وأتباعه تحت طائلة السلطة والقانون
والدستور.
عندما سمعت الدكتور/ عبدالكريم وهو يعلن بطلاقة بشائر السلام حقيقة
تمنيت فعلاً أن تكون بشائر سلام حقيقي تفرضها إرادة صادقة للسلام، وعندما سمعت
الدكتور يعلن أن الحكومة قد بعثت لعبدالملك الحوثي آلية لتنفيذ نقاطها الست - لكي
يوافق عليها- حزنت في داخلي كثيراً على الدكتور عبدالكريم الإرياني حين وجدته يبدو
في موضع قد أجبر نفسه على استغفال نفسه، وهو الأكثر إدراكاً ووعياً من خلال ما صرح
به قبل أشهر في آخر حوار أجراه مع قناة الحرة - بقوله: إن إرادة الحوثيين للسلام أو
الحرب ليست بأيديهم بل هي بأيدي قوى خارج اليمن، مؤكداً بقوة على قناعته هذه وهي ما
نؤكده جزماً بأن ما أعلن عنه الدكتور الإرياني بأن الحوثيين لا يمتلكون قرار الحرب
أو السلم هو حقيقة ساطعة ومحط إجماع لدى اليمانيين في ربوع أرض اليمن.
إذاً
قولوا لنا بالله عليكم لمن بعثتم إليه تنفيذ بنود السلام المنشود؟ إن كنتم بعثتموها
لمن يمتلك القرار في إخضاع الحوثيين للسلم والحرب ، فتلك كارثة وأي كارثة ، وإن
كنتم حقيقة كما قال الدكتور إنها أرسلت لعبدالملك الحوثي بعد نزع صفة المتمرد عنه-
فنقول لكم هل بتنا اليوم نستغفل أنفسنا أم أننا في حبال الكارثية واللادولة سائرون
بخطى حثيثة. . ؟ أقول للكل هنا إننا مع السلام. .
إننا مع السلام. .
إننا مع أن
تبقى الدولة دولة. .
إننا مع أن يتساوى أمام القانون عبدالملك الحوثي مع أي
مواطن. .
إننا يا سادة لسنا مع خنوع دولة لزمرة طاغية قاتلة. .
إننا يا سادة
لسنا مع السير بالدولة لإبرام إتفاقيات سلام مع مواطنيها بدءاً من مديريات أمانة
العاصمة حتى عاصمة محافظة المهرة.
لذلك علينا أن نعي أن السلام يجب أن يكون تحت
مظلة الدولة والدستور والقانون، والسلام المبرم بين متمرد ودولة لا يمكن أن يستقيم
عليه سلام دائم وضمان لحياة الناس والمواطنين، وأمان، وسكينة دائمة ومستدامة ينشدها
الكل.
إن السلام الحقيقي هو أن يُسلم اليمانيون بمشروع دولتهم وسلطتها وهو أن
يدعن اليمانيون للقوانين المسيرة لحياتهم التي ترعاها دولة، هو أن يؤمن الكل بأن
الدولة ومؤسساتها هي السلطة الوحيدة التي يحتكم إليها اليمانيون. . السلام هو في
معناه الحقيقي سيادة الدولة باحترام مواطنيها لها. .
السلام هو أن نؤمن أن من
حقنا أن نعيش في كنف الدولة، تحفظ لنا الأمن لا أن نعيش تحت مظلات البنادق والمدافع
وعصايات التقطع والتمرد.
ذلك هو السلام الذي ننشده لكي لا تكون السابعة هي
الصاعقة

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد