;

تفجير العالم الإسلامي من الداخل!! 1166

2010-02-19 18:01:03

محمد بن
عيسى الكنعان


ظهرت الدول الغربية القوية خلال
القرون الأخيرة من عصور النهضة الأوروبية، التي تعد الفترة الانتقالية بالنسبة
للحضارة الغربية من العصور الوسطى (المظلمة) إلى العصور الحديثة
(العلمانية).
وقد كان للكشوف الجغرافية الأوروبية.....
.....أعظم الأثر في
فتح شهية الاستعمار الغربي لدى تلك الدول لغزو مناطق مختلفة من العالم، حيث

أسهمت هذه الكشوف التي بدأت في القرن
الخامس عشر الميلادي في زيادة نفوذ الأوروبيين على مستوى القارات، خاصةً مع سيادتهم
على البحار والمحيطات واكتشاف أميركا والهند وجزر الفلبين وغزو الصين والعالم
الإسلامي بما فيه الوطن العربي.
غير أن حركات التحرير الوطني نجحت في جلاء
الاستعمار الغربي عن الوطن العربي والعالم الإسلامي عموماً، إلا من فلسطين التي رحل
عنها البريطانيون وغرسوا في تربتها الكيان اليهودي الصهيوني المحتل، أو بعض المناطق
الأخرى كحال الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، ومدينتي سبتة ومليلية والجزر
الجعفرية المغربية المحتلة من قبل إسبانيا، وكشمير والشيشان المحتلتين من الهند
وروسيا.
اليوم عاد الاستعمار الغربي بثوب جديد ولكن ليس وفق أسبابه السابقة أو
مبرراته التاريخية، إنما باستغلال المغامرات السياسية لبعض الأنظمة العربية التي
قدمت خدمات جليلة للقوى العالمية كي تتدخل في الشأن العربي العام كحال نظام صدام
العبثي الذي طعن العرب في خاصرتهم بالعدوان على الكويت واحتلالها وما تبع ذلك من
تداعيات سلبية وحروب عسكرية انتهت باحتلال العراق وسقوط نظام الدولة وعموم الفوضى،
أو باستغلال أعمال وجرائم الجماعات والتنظيمات الإرهابية والحركات المتمردة ك(تنظيم
القاعدة) و(الحركة الحوثية)، التي مكنت دولاً معينة وبررت لها التدخل المباشر في
شؤون بلدان عربية وإسلامية بما يهدد استقرارها ولحمة وحدتها بتفجيرها من
الداخل.
فبعد كارثة أفغانستان بسبب (تنظيم القاعدة)، ها هي باكستان تعاني المأزق
نفسه مع (طالبان باكستان)، وكادت لبنان أن تنزلق مرة أخرى بحرب أهلية بسبب (حزب
الله)، كما أن الصورة بمشهدها المأساوي حاضرة باليمن بسبب فتنة (الحركة الحوثية) من
جهة ومن جهة أخرى إرهاب (تنظيم القاعدة) الذي وجد في الواقع اليمني تشابهاً بالواقع
الأفغاني، من حيث طبيعة التركيبة السكانية من جانبها القبلي، والتضاريس الطبيعية من
جانبها الجبلي، هذا التنظيم الذي أسهم مع الاحتلال الأميركي في تفجير الوضع الداخلي
في العراق، وكان له دور كبير في نقل الإرهاب إلى كثير من دول العالم الإسلامي،
خاصةً المملكة دون الاعتبار لمكانتها الدينية وأهمية استقرارها بالنسبة لجميع
المسلمين وشعوب الأرض.
بطبيعة الحال لا يمكن أن ننكر أن الحكومات الغربية
والهيئات الدولية شريك رئيس في المسئولية إزاء ما يحدث من حروب عسكرية واضطرابات
سياسية وفوضى أمنية في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي، فالغرب أولاً وأخيراً يبحث
عن مصالحه العليا ولو عن طريق الحيل السياسية والأكاذيب الإعلامية، من خلال تسويق
مبادئ حضارية وقيم إنسانية عن الحرية المنشودة والديمقراطية المطلوبة وحقوق الإنسان
الموعودة، حتى أن الناظر في خريطة العالم لن يجد المناطق الساخنة إلا في وطننا
العربي وعالمنا الإسلامي عموماً، فاليوم نجد العراق وأفغانستان وباكستان واليمن
والصومال ولا تدري ما القادم.
لكن الإشكال الكبير هو تفجير العالم الإسلامي من
الداخل بتلك الأعمال الإرهابية والقلاقل التي يرتكبها أبناء الأمة أنفسهم تحت ذرائع
مقاومة الوجود الأجنبي، دون الوعي أن هذا الوجود هو طارئ في نهاية المطاف، والعبرة
في بقاء جراحات وآثار تلك الأعمال الإرهابية بين المسلمين أنفسهم في البلد الواحد،
خاصةً إذا غُذيت بنوازع طائفية أو معتقدات قبلية أو مصالح حزبية.
الجزيرة
السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد