راكان
المجالي
المجالي
لنا أن ننشغل بالتفاصيل كما
نشتهي.
فالأفكار المحمولة ،على صهوة لغة جامحة، تستطيع أن تصنع فضاءات رحبة
لتحليقها، لكنها لن تتمكن أبدا من الوصول بأمان إلى "مهابطها" الواقعية، حيث الناس
والأرض والمجتمعات.
بعاصفة مكتومة، من اللغات والأفكار، انعقد "مؤتمر لندن" حول
اليمن، ومن دون أن يثير هنا في "القارة العربية" عاصفة موازية.
اللهم خلا استثناءات خجولة ومتلعثمة
ومبهمة، التي ربما جاءت لحفظ "ماء" بعض الحياء السياسي، ذلك بعد أن نفدت، منذ زمن،
مخزونات "اليمن غير السعيد" من المياه الجوفية والسياسية، وبدأت بالانحسار واحداً
تلو الآخر، وعلى رأسها حوض صنعاء المائي، بطبقاته المختلفة. . ؟!.
بذاكرة أقصر من
"حبل الكذب"، نسينا أو تناسينا، نحن العرب، "أقنعة الغزو" في مؤتمر لندن حول
العراق، والجهود الدولية في مؤتمرات مشابهة، سواء كانت "مانحة. . !" أم حول. . !" :
فلسطين ولبنان وأفغانستان وغيرها.
وكلها تسميات تتلكأ، أو توارب أو تموّه، في
توصيف ما يحدث في "الأوطان العربية"، التي تحدث من أقصاها إلى أقصاها، لتستحيل
المجتمعات فيها إلى "مجاميع" بدائية ،سابقة على نشوء الدولة التقليدية لا الحديثة
فحسب.
للمرة الأولى، في سياق الجهود الدولية الحديثة "المعولمة"، ينعقد مؤتمر
حول بلد، كاليمن، بمشاركة حكومته وموافقتها، وخارج أراضي البلد المعني، فما معنى
ذلك، وما دلالته. . ؟!.
وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، المشارك في
المؤتمر، يقول: "إن اليمن مهدد بأن يصبح دولة فاشلة، إذا لم تساعده القوى الغربية
مادياً وسياسياً"!!.
وكأن الرجل لم يسمع بقائمة الدول الفاشلة، التي تبوأ اليمن
موقع الصدارة فيها، منذ الإعلان عنها لأول مرة قبل خمس سنوات. . !.
أما أمين عام
الجامعة العربية السيد عمرو موسى، فينتقد بشدة تجاهل "الجامعة العربية"، وعدم
دعوتها للمشاركة في المؤتمر العتيد. . ؟! وكأن دعوة الجامعة للمؤتمر يمكن أن تنفي صفة
"الفشل" عن اليمن كدولة، أو عن الجامعة العربية "كمنظمة إقليمية"، معترف بها في
هيئة الأمم المتحدة. . ! لكن "أمين جامعة العرب" يتدارك الحرج السياسي، بما هو أسوأ،
حين يعلن أن "الاهتمام الدولي باليمن ناتج عن المخاوف الدولية من القاعدة".
وهي
ذاتها الذريعة السياسية "المستهلكة"، التي استخدمها النظام السياسي في اليمن،
فأوصلها إلى أقصاها، فأصبحت بتهتكها غير صالحة لإخفاء عورات الفشل والتفكك الحقيقي،
الذي بدأ يدب في أوصال ومفاصل اليمن، دولة ومجتمعاً وتماسكاً.
أما دولياً،
ولمداراة أشكال فشل المؤتمرات السابقة المشابهة، ومنعاً لتحمل الأوزار عن الدولة
الفاشلة، فكان لابد من أن يطالبها المؤتمر "بمواجهة الفساد وإجراء مصالحة وطنية
شاملة".
وهو الأعلم بأنها أعجز ما تكون عن القيام بأي مما يطالبها به، كما كان
لا بد ل "هيلاري كلينتون"، وزيرة خارجية "الغزو المبرج والمقنع" في آن، وتحسباً
لما حدث في العراق وأفغانستان، من أن تستدرك المؤتمر بالإقرار "بأن تحديات اليمن لن
يتم حلها بالعمل العسكري وحده".
وكذلك لاستدراك ما يمكن انكشافه، في أية لحظة،
بفضيحة أو بهزيمة جزئية.
وهو ما أعلنت عن أول خيوطه صحيفة "واشنطن بوست"، بأن
"طواقم أمنية أميركية تشارك الجيش اليمني في شن حملات على القاعدة".
الأمر الذي
تنفيه الحكومة اليمنية الرسمية، وتهدد القبائل اليمنية، تساندها فتاوى المشائخ،
بمواجهته، في حال قبلته الحكومة الرسمية.
ما يحدث في اليمن، يستمر في الحدوث،
بوتائر متباينة، في كل الأوطان العربية، وبلا استثناء.
وليس الإعلان عن "اجتماع
الدول المانحة" لليمن، وأنه سيعقد في شهر شباط / فبراير القادم في الرياض، سوى
إسالة للعاب الفساد الرسمي في اليمن، وعلى نفس طريق الارتهان التقليدي للإدارة
الرسمية هناك، ومؤتمر "شرم الشيخ" حول إعمار غزة يشهد. . ؟!.
هنا، يبدو من الترف
التذكير بآلية انهيار وتفكيك الدول في بلادنا، وأنها مستمرة منذ نحو عقدين تقريباً،
وتتم مسارعة وتيرتها، ببنية وآليات صارت معروفة ومألوفة، تبدأ بحكايات الاستثمار
بأنواعه، مروراً بإفقاد الدولة ومؤسساتها معنى وجودها، عبر ربط مصير وجودها بالنظام
السياسي، أي نظام، ولا تنتهي بحكاية المؤتمرات المانحة، أو الداعية
للإصلاح. . !!.
لم نقرأ دروسنا في أوقاتها.
وجاءت الامتحانات القاسية في مواعيد
لم نخترها، وقديماً قيل في المأثور الشعبي: إن "العلف/ العليق" عند "الإغارة /
الغارة" لا يجدي.
أما المحاربون الدوليون، فسيستمرون في ارتداء أقنعة الغزو، من
أجل أزمان قادمة لا من أجل رهاننا، وما على المعنيين بالأمر سوى مراجعة شعوبهم، إن
استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. . ؟!.
نشتهي.
فالأفكار المحمولة ،على صهوة لغة جامحة، تستطيع أن تصنع فضاءات رحبة
لتحليقها، لكنها لن تتمكن أبدا من الوصول بأمان إلى "مهابطها" الواقعية، حيث الناس
والأرض والمجتمعات.
بعاصفة مكتومة، من اللغات والأفكار، انعقد "مؤتمر لندن" حول
اليمن، ومن دون أن يثير هنا في "القارة العربية" عاصفة موازية.
اللهم خلا استثناءات خجولة ومتلعثمة
ومبهمة، التي ربما جاءت لحفظ "ماء" بعض الحياء السياسي، ذلك بعد أن نفدت، منذ زمن،
مخزونات "اليمن غير السعيد" من المياه الجوفية والسياسية، وبدأت بالانحسار واحداً
تلو الآخر، وعلى رأسها حوض صنعاء المائي، بطبقاته المختلفة. . ؟!.
بذاكرة أقصر من
"حبل الكذب"، نسينا أو تناسينا، نحن العرب، "أقنعة الغزو" في مؤتمر لندن حول
العراق، والجهود الدولية في مؤتمرات مشابهة، سواء كانت "مانحة. . !" أم حول. . !" :
فلسطين ولبنان وأفغانستان وغيرها.
وكلها تسميات تتلكأ، أو توارب أو تموّه، في
توصيف ما يحدث في "الأوطان العربية"، التي تحدث من أقصاها إلى أقصاها، لتستحيل
المجتمعات فيها إلى "مجاميع" بدائية ،سابقة على نشوء الدولة التقليدية لا الحديثة
فحسب.
للمرة الأولى، في سياق الجهود الدولية الحديثة "المعولمة"، ينعقد مؤتمر
حول بلد، كاليمن، بمشاركة حكومته وموافقتها، وخارج أراضي البلد المعني، فما معنى
ذلك، وما دلالته. . ؟!.
وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، المشارك في
المؤتمر، يقول: "إن اليمن مهدد بأن يصبح دولة فاشلة، إذا لم تساعده القوى الغربية
مادياً وسياسياً"!!.
وكأن الرجل لم يسمع بقائمة الدول الفاشلة، التي تبوأ اليمن
موقع الصدارة فيها، منذ الإعلان عنها لأول مرة قبل خمس سنوات. . !.
أما أمين عام
الجامعة العربية السيد عمرو موسى، فينتقد بشدة تجاهل "الجامعة العربية"، وعدم
دعوتها للمشاركة في المؤتمر العتيد. . ؟! وكأن دعوة الجامعة للمؤتمر يمكن أن تنفي صفة
"الفشل" عن اليمن كدولة، أو عن الجامعة العربية "كمنظمة إقليمية"، معترف بها في
هيئة الأمم المتحدة. . ! لكن "أمين جامعة العرب" يتدارك الحرج السياسي، بما هو أسوأ،
حين يعلن أن "الاهتمام الدولي باليمن ناتج عن المخاوف الدولية من القاعدة".
وهي
ذاتها الذريعة السياسية "المستهلكة"، التي استخدمها النظام السياسي في اليمن،
فأوصلها إلى أقصاها، فأصبحت بتهتكها غير صالحة لإخفاء عورات الفشل والتفكك الحقيقي،
الذي بدأ يدب في أوصال ومفاصل اليمن، دولة ومجتمعاً وتماسكاً.
أما دولياً،
ولمداراة أشكال فشل المؤتمرات السابقة المشابهة، ومنعاً لتحمل الأوزار عن الدولة
الفاشلة، فكان لابد من أن يطالبها المؤتمر "بمواجهة الفساد وإجراء مصالحة وطنية
شاملة".
وهو الأعلم بأنها أعجز ما تكون عن القيام بأي مما يطالبها به، كما كان
لا بد ل "هيلاري كلينتون"، وزيرة خارجية "الغزو المبرج والمقنع" في آن، وتحسباً
لما حدث في العراق وأفغانستان، من أن تستدرك المؤتمر بالإقرار "بأن تحديات اليمن لن
يتم حلها بالعمل العسكري وحده".
وكذلك لاستدراك ما يمكن انكشافه، في أية لحظة،
بفضيحة أو بهزيمة جزئية.
وهو ما أعلنت عن أول خيوطه صحيفة "واشنطن بوست"، بأن
"طواقم أمنية أميركية تشارك الجيش اليمني في شن حملات على القاعدة".
الأمر الذي
تنفيه الحكومة اليمنية الرسمية، وتهدد القبائل اليمنية، تساندها فتاوى المشائخ،
بمواجهته، في حال قبلته الحكومة الرسمية.
ما يحدث في اليمن، يستمر في الحدوث،
بوتائر متباينة، في كل الأوطان العربية، وبلا استثناء.
وليس الإعلان عن "اجتماع
الدول المانحة" لليمن، وأنه سيعقد في شهر شباط / فبراير القادم في الرياض، سوى
إسالة للعاب الفساد الرسمي في اليمن، وعلى نفس طريق الارتهان التقليدي للإدارة
الرسمية هناك، ومؤتمر "شرم الشيخ" حول إعمار غزة يشهد. . ؟!.
هنا، يبدو من الترف
التذكير بآلية انهيار وتفكيك الدول في بلادنا، وأنها مستمرة منذ نحو عقدين تقريباً،
وتتم مسارعة وتيرتها، ببنية وآليات صارت معروفة ومألوفة، تبدأ بحكايات الاستثمار
بأنواعه، مروراً بإفقاد الدولة ومؤسساتها معنى وجودها، عبر ربط مصير وجودها بالنظام
السياسي، أي نظام، ولا تنتهي بحكاية المؤتمرات المانحة، أو الداعية
للإصلاح. . !!.
لم نقرأ دروسنا في أوقاتها.
وجاءت الامتحانات القاسية في مواعيد
لم نخترها، وقديماً قيل في المأثور الشعبي: إن "العلف/ العليق" عند "الإغارة /
الغارة" لا يجدي.
أما المحاربون الدوليون، فسيستمرون في ارتداء أقنعة الغزو، من
أجل أزمان قادمة لا من أجل رهاننا، وما على المعنيين بالأمر سوى مراجعة شعوبهم، إن
استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. . ؟!.