شهاب
عبدالجليل الحمادي
عبدالجليل الحمادي
بعد إحتكار المسلسلات المكسيكية
للسوق العربية لسنوات ليتناقل بثها وتكرارها عبر عدد ليس بعد إحتكار المسلسلات المكسيكية للسوق العربية
لسنوات ليتناقل بثها وتكرارها عبر عدد ليس بقليل من القنوات العربية- تسحب تركيا
البساط لتتصدر مسلسلاتها الشاشات بإمتياز، هذه المسلسلات المدبلجة رغم تغير أسمائها
إلا أنها ومع طول حلقاتها المملة تحمل نفس الفكرة فإن اشتهرت مسلسلات ماريا مرسيدس
وماريا لوبز المكسيكية فقد رأينا مقابلاتها التركية مثل مهند ونور ولميس ويحيى
وسنوات الضياع.
وعائدات تلك المسلسلات ومكاسبها لا تقتصر على المنتج وإنما على
القنوات الفضائية ودقائق الدعاية الذهبية التي تتخللها سويعات البث لتلك المسلسلات
فقد ابتدعت إحدى القنوات طريقة ذكية تتضمن بيع حلقات مستقبلية عبر
الموبايل.
ويقال أن الأتراك أضافوا فائدة سياحية بإستعراض مناظر سياحية خلابة من
واقع طبيعة أرضهم الذي أدى إلى رفع عدد السياح العرب.
وليس كل ما أوردته من
مقدمة هوبيت القصيد لكن أود أن أستعرض للقارئ الكريم بعضاً من أضرار تلك المسلسلات
المدبلجة على مجتمعاتنا فلا شك أن الكثيرين قرأوا من تناقلته بعض الصحف والمجلات
العربية من أخبار خلافات زوجية إنتهت بالطلاق بسبب مهند أو نور وهذا يعد من الأضرار
الظاهرة مباشرة.
لكن هناك أضرار أخرى كامنة أراها من وجهة نظري أخطر من غيرها
ففي الغالب أن إندماج المشاهد العربي ذكراً كان أو أنثى مع المسلسل وتقمص نفس
الشخصية المحببة إلى قلبه بطلاً كان أو بطلة والتأثر والإنجرار العاطفي بأحداث
المسلسل وإعادة تطبيقه على واقعه المعاش بتقليد أعمى لا يعمل حساباً للفوارق
الإجتماعية أو الدينية بين مجتمعات منشأ تلك المسلسلات ومجتمعاتنا العربية والفارق
الثقافي الكبير، كذلك إن أجهدت نفسك في المتابعة لمسلسل من بدايته وحتى نهايته لا
تجده يحمل أي فكرة سوى علاقات جنسية وعواطف لا تنتهي بحبكة فنية تهيأ إتفاق البطل
والبطلة ووجود ظروف جديدة تؤدي إلى إنفصالهما لتبدأ القصة من جديد ناهيك عن
العلاقات الخارجة عن السلوك القويم وتسهيل تقبل المجتمع لها بمبررات عاطفية سخيفة
فلا تجد أن ثمة فائدة تذكر من وراء تلك المسلسلات على نحو ما ذكرت وإذا كانت المرأة
بطبيعتها وخلقتها أكثر عاطفية من الرجل فإنها تقع فريسة تلك المسلسلات والأكثر
حرصاً من الرجل على متابعتها ومتابعة تفاصيلها المملة بتأثر بالغ لحد الجنون لتعود
لبيتك وزوجتك تبكي لتفزعك وتسارع تسألها عن السبب فتجيبك على الفور "مهند ترك نور
أو لميس إنتحرت ورمت بنفسها في النهر"، ثم تعود لتتقمص دور البطلة في حياتها
اليومية لتراقب تصرفاتك وتجهدك بأسئلة لا حصر لها ولا مبرر ولو أجهدت نفسك بالسؤال
عن حلقات مسلسلها السابقة لعرفت مصدر تلك الأسئلة.
ليظل الجهل وقصر الفكر وضيق
الأفق هو سبب انجرافنا وراء كل معروض وإن كان سيئاً وإن أدركنا حجم الضرر إلا أننا
لا نملك السلاح الذي يضمن الانتصار حال المواجهة وليظل العلم حاجة ملحة لنا جميعاً
.
للسوق العربية لسنوات ليتناقل بثها وتكرارها عبر عدد ليس بعد إحتكار المسلسلات المكسيكية للسوق العربية
لسنوات ليتناقل بثها وتكرارها عبر عدد ليس بقليل من القنوات العربية- تسحب تركيا
البساط لتتصدر مسلسلاتها الشاشات بإمتياز، هذه المسلسلات المدبلجة رغم تغير أسمائها
إلا أنها ومع طول حلقاتها المملة تحمل نفس الفكرة فإن اشتهرت مسلسلات ماريا مرسيدس
وماريا لوبز المكسيكية فقد رأينا مقابلاتها التركية مثل مهند ونور ولميس ويحيى
وسنوات الضياع.
وعائدات تلك المسلسلات ومكاسبها لا تقتصر على المنتج وإنما على
القنوات الفضائية ودقائق الدعاية الذهبية التي تتخللها سويعات البث لتلك المسلسلات
فقد ابتدعت إحدى القنوات طريقة ذكية تتضمن بيع حلقات مستقبلية عبر
الموبايل.
ويقال أن الأتراك أضافوا فائدة سياحية بإستعراض مناظر سياحية خلابة من
واقع طبيعة أرضهم الذي أدى إلى رفع عدد السياح العرب.
وليس كل ما أوردته من
مقدمة هوبيت القصيد لكن أود أن أستعرض للقارئ الكريم بعضاً من أضرار تلك المسلسلات
المدبلجة على مجتمعاتنا فلا شك أن الكثيرين قرأوا من تناقلته بعض الصحف والمجلات
العربية من أخبار خلافات زوجية إنتهت بالطلاق بسبب مهند أو نور وهذا يعد من الأضرار
الظاهرة مباشرة.
لكن هناك أضرار أخرى كامنة أراها من وجهة نظري أخطر من غيرها
ففي الغالب أن إندماج المشاهد العربي ذكراً كان أو أنثى مع المسلسل وتقمص نفس
الشخصية المحببة إلى قلبه بطلاً كان أو بطلة والتأثر والإنجرار العاطفي بأحداث
المسلسل وإعادة تطبيقه على واقعه المعاش بتقليد أعمى لا يعمل حساباً للفوارق
الإجتماعية أو الدينية بين مجتمعات منشأ تلك المسلسلات ومجتمعاتنا العربية والفارق
الثقافي الكبير، كذلك إن أجهدت نفسك في المتابعة لمسلسل من بدايته وحتى نهايته لا
تجده يحمل أي فكرة سوى علاقات جنسية وعواطف لا تنتهي بحبكة فنية تهيأ إتفاق البطل
والبطلة ووجود ظروف جديدة تؤدي إلى إنفصالهما لتبدأ القصة من جديد ناهيك عن
العلاقات الخارجة عن السلوك القويم وتسهيل تقبل المجتمع لها بمبررات عاطفية سخيفة
فلا تجد أن ثمة فائدة تذكر من وراء تلك المسلسلات على نحو ما ذكرت وإذا كانت المرأة
بطبيعتها وخلقتها أكثر عاطفية من الرجل فإنها تقع فريسة تلك المسلسلات والأكثر
حرصاً من الرجل على متابعتها ومتابعة تفاصيلها المملة بتأثر بالغ لحد الجنون لتعود
لبيتك وزوجتك تبكي لتفزعك وتسارع تسألها عن السبب فتجيبك على الفور "مهند ترك نور
أو لميس إنتحرت ورمت بنفسها في النهر"، ثم تعود لتتقمص دور البطلة في حياتها
اليومية لتراقب تصرفاتك وتجهدك بأسئلة لا حصر لها ولا مبرر ولو أجهدت نفسك بالسؤال
عن حلقات مسلسلها السابقة لعرفت مصدر تلك الأسئلة.
ليظل الجهل وقصر الفكر وضيق
الأفق هو سبب انجرافنا وراء كل معروض وإن كان سيئاً وإن أدركنا حجم الضرر إلا أننا
لا نملك السلاح الذي يضمن الانتصار حال المواجهة وليظل العلم حاجة ملحة لنا جميعاً
.