الجفري
أكثر من تطور أي نمط آخر من الحضارة الأوروبية وخير ما كان تطور الحضارة الصينية متواصلاً أكثر من تطور أي نمط آخر من
الحضارة الأوروبية وخير ما يعكس هذا التواصل الحضاري للفن الصيني كونه مرآة تعكس
الحضارة الصينية وتطورها وللفن الصيني أسلوب ظل يتطور دون انقطاع خلال القرون
لأسباب عديدة منها حجم البلاد الهائل جغرافيا وسكانيا وبالتالي مقدرتها على استيعاب
الموجات المتكررة من الغزاة الأجانب ونتيجة لهذا التواصل لم يفقد الفن الصيني منذ
نشأته سوى القليل جدا من موضوعاته وظل يكرر الأفكار والأساليب نفسها لعدة قرون
والرسوم الموروثة أجيال من الفنانين الذين لم يكونوا يرون فيه شرفا لهم حين ينجح
الواحد منهم في إعادة رسم عمل لأحد الفنانين السابقين بدقة وعناية والفضل يعود لهذا
التكرار المتواصل في إيجاد ذلك الشكل الفني الرفيع المستوى كأحد السمات البارزة في
موروث الفن الصيني .
ومما تجدر معرفته أن أهل الصين كانوا يعتبرون الفن عاملا
يساعد طبقات الأغنياء والمثقفين من الشعب في تأملاتهم الشعرية وقد وجد الفن الصيني
أرفع وأغنى أشكاله في المنحوتات التأملية وفي المدرسة التاوية لرسم المناظر
الطبيعية الصافية التي لم يكن أسلوبها الفني معروفا في أوروبا ولم يكن في العالم
كله نمط فني يضاهيه روعة وجمالا ويظهر تأثير هذا الأسلوب في الأشكال الرمزية
والتجريدية من فنون الديكور الصيني مما يعكسه فنون أقمشة الستائر الملونة والخزف
التي نالت الصين بسببها شهرة طافت آفاق العالم وللصين دور في تطور فن الرسم على
قراطيس الورق والبردى وبلوغه الشهرة العالمية كما اشتهرت الصين في فن النحت وهناك
أعمالٌ كثيرة من التماثيل تتسم بالبساطة والبعد عن التعقيد لقد كانت الصين قمة في
فنونها وهذا جزء من حضارتها العملاقة.