الشرجبي
بشرية وأشهرها بيع إنسان "كليته" بدافع الفقر والحاجة بين سمعنا كثيراً عن عمليات بيع أعضاء بشرية وأشهرها
بيع إنسان "كليته" بدافع الفقر والحاجة بين إنسان وإنسان آخر يحتاج لعملية نقل
"كلية" حتى يستطيع كل منهما مواصلة الحياة، الإنسان الذي يبيع يجد المال اللازم
لاحتياجاته والإنسان الذي يشتري يجد العافية التي يحتاجها وربما كان هذا له منطق في
هذا العصر الذي تحولت المجتمعات فيه إلى مجموعة من الغايات التي يتصارع أفرادها
صراع الوحوش من أجل البقاء، ولكن الظاهرة الأبشع هي سرقة "عضو من جسم الإنسان دون
موافقته أو علمه، وبيع لمن يحتاجه"، و هي ظاهرة تنتشر بسرعة خاصة في البلدان
الفقيرة والتي ليست فيها ضوابط قانونية لمثل هذا الجرائم.
ربما كانت بشاعة هذه
الظاهرة تتأكد حين نعرف أن هناك عصابات منظمة لها أذرع عالمية ضالعة في هذه الجرائم
المرعبة وربما تقبل العقل فكرة أن عصابات إجرامية تقوم بذلك كما يبيعون المخدرات
القاتلة ولكن كيف يقبل العقل الإنساني فكرة أن ضمن هذه العصابات أطباء يفترض أن
وظيفتهم الإنسانية هي علاج الناس وتخفيف آلامهم.
عمليات نقل الأعضاء تتم على
أيدي أطباء لا يمكن لغيرهم القيام بها فما الذي يحدث لضمير هذا الطبيب ويجعله يقوم
بمثل تلك العملية؟ الحقيقة إنها جريمة بشعة وهل يتوقف عن طرح أسئلة لا لزوم لها
طمعاً في المال الذي يأتي من عملية نقل الأعضاء، أليست هذه جريمة بشعة بكل المقاييس
ربما نفهم إقدام إنسان مريض يواجه الموت كل ساعة على محاولة شراء عضو من إنسان آخر
خاصة عندما يعرف أن هذا الآخر يمكنه مواصلة الحياة "بكلية واحدة"، مثلاً أو إقدام
إنسان على بيع كليته لأنه يشاهد أولاده يعيشون حياة أشبه بالموت البطيء، ولكن كيف
يمكن أن نتفهم لجوء طبيب لسرقة كلية من إنسان بعد إيهامه بأنه مريض؟!.