محمد
إقبال*
إقبال*
في الوقت الذي يقوم المواطنون
والشباب في إيران بإنزال صور علي خامنئي ودوسها بأقدامهم وإحراقها إلى حد اضطر نظام
الحكم إلى إزالة تلك الصور بنفسه وبشكل مبكر من الشوارع والساحات وبالرغم من
التمهيدات القمعية الواسعة النطاق جدًا ومن ضمنها إجراء الأحكام العرفية الغير
المعلنة في أنحاء البلاد، وقد رفع المواطنون شعارات «الموت لخامنئي» و«الموت لولي
الفقيه» بأشكال عدة وأوصلوا أصواتهم
إلى الرأي العالمي، في خضم هذه الأحداث اغتنمت الاطلاعات الإيرانية (وزارة
المخابرات) الفرصة للتوجه إلى «أشرف» وهذا لكسر جانب من الضغوط الهائلة الموجهة
للملالي من قبل المواطنين داخل البلاد.
وهذه لعبة مقززة مارستها الاطلاعات
الإيرانية على الدوام لإثارة الأزمة ضد أشرف معقل عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
وقمع المقيمين فيه. .
وتقوم الدكتاتورية الفاشية المتسترة برداء الدين
وباستغلالها للعلاقات والعواطف العائلية بنقل عائلات منتقية بالوعيد والتطميع من
إيران بحجة زيارة ذويهم إلى باب مخيم أشرف.
وحسب تقارير صحفية نقلت اللجنة
المسئولة عن أشرف التابعة لرئاسة الوزراء العراقية منذ يوم 8 فبراير الجاري وحتى
يوم الاثنين 15 فبراير ثلاث مجموعات من عدة أشخاص من أفراد عائلات المقيمين في
«أشرف» من بغداد إلى موقع بالقرب من «أشرف» بعد أن نقلتهم الاطلاعات الإيرانية إلى
العراق.
وأخبرت القوات العراقية المقيمين في مخيم أشرف بأن العائلات المذكورة
تريد اللقاء بأبنائها ولكن اللجنة العراقية المذكورة أمرت بأن أفراد العوائل
القادمين لا يحق لهم دخول أشرف بل يجب إجراء اللقاء خارج «أشرف».
وبإلقاء نظرة
قصيرة لخلفية الأحداث فقد كانت وسبق للعوائل وذوي سكان أشرف ان دخلت أشرف قادمة من
داخل إيران وخارجها وذلك لمدة 6 سنوات (من 2003 إلى نهاية 2008) ليلتقوا بأعزائهم
داخل أشرف وبالمدة التي يرغب بها الزائر، ولكن الحكومة العراقية وبأمر من نظام
الملالي الحاكم في إيران قامت منذ بداية العام الميلادي الماضي بحصر اللقاءات
بأولئك الذين يأتون إلى العراق ضمن رحلات مخابرات النظام الإيراني
وإملاءاتها.
وفي المقابل يمتنع أقارب الأفراد المنقولين عن التماشي مع المخطط
التآمري للإطلاعات الإيرانية معلنين أنهم يرفضون الشروط اللاإنسانية المناقضة
للقانون والمفروضة بأمر من النظام الإيراني، وبعثوا برسالة إلى أجهزة دولية وحصل
كاتب هذه السطور على نسخة منها، كشفوا فيها عن المؤامرة المشتركة لوزارة مخابرات
النظام الإيراني واللجنة العراقية لقمع أشرف قائلين: «بغض النظر عن الأهداف القمعية
لوزارة المخابرات ولجنة أشرف، فإننا راغبون للغاية في اللقاء بأفراد عائلاتنا على
أن تتاح لهم إمكانية دخول مقرات إقامتنا ومنازلنا داخل أشرف. . » وقالوا «. .
إننا
نرفض رفضًا قاطعًا اللقاء بذوينا خارج أشرف وتحت ظروف مهينة للغاية وتحت سيطرة
القوات العراقية وعناصر النظام الإيراني وبمراقبة من قبلهم. .
إننا نريد اللقاء
بعائلاتنا داخل أشرف مثلما كان يجرى في الماضي».
وفي الوقت نفسه وإزاء هذا
المطلب الإنساني والمنطقي للمقيمين في أشرف للسماح بدخول عائلاتهم إلى أشرف، يقوم
النظام الحاكم في إيران وعملاؤه في العراق وباللجوء إلى الابتزاز والصخب والدجل
وإثارة الضجيج بأن مجاهدي خلق هم الذين يمنعون من الزوار القادمين من إيران من
اللقاءات العائلية مع ذويهم في أشرف.
وتصبح هذه اللعبة القذرة أكثر إثارة
للاشمئزاز عندما تشترط اللجنة العراقية دخول المواد الغذائية الى اشرف لقاء
الموافقة على التقاء المقيمين في أشرف بزوارهم خارج أشرف وتحت إشراف وبحضور أعضاء
نفس اللجنة التابعة لرئاسة الوزراء العراقية وعناصر الاطلاعات الإيرانية. .
وفي
إحدى الحالات لم يسمحوا بدخول المواد الغذائية الا بعد مرور ثلاثة أيام وعندما
أشرفت المواد على التلف وبتدخل من ال«يونامي».
وهنا وليكون الموضوع أكثر وضوحًا
من الضروري أن تتم مراجعة دقيقة على أحوال عائلات مجاهدي خلق المقيمين في أشرف داخل
إيران. .
وفزعًا وخوفا من الانتفاضة العارمة واتساعها ولممارسة مزيد من الضغوط
على عائلات المقيمين في أشرف أقدم الحكام في إيران على اعتقال عدد أكبر
منهم. .
والقائمة طويلة جدًا: "علي اصغر نبوي" 25 عامًا اعتقل يوم 7 يناير الماضي
وسبب اعتقاله وجود أقرباء له في "أشرف".
"رضا قلي زاده" زوج شقيقة علي اصغر
اعتقل في اليوم التالي أي 8 يناير.
ويقبع خمسة أعضاء آخرين من هذه الأسرة وهم
السيدات طيبة، عاطفة وفاطمة نبوي والسيدان سيد جلال و علي رضا نبوي في سجون طهران
وكرج وسمنان.
واعتقل "حنيف حسين دوست" يوم 17 يناير الماضي لأن والدته وأخواله
في أشرف، وكانت ابنة خالته المهندسة منيرة ربيعي 32 عامًا قد اعتقلت يوم 7 أكتوبر
2009 للسبب نفسه. .
وأما السيد سيد ضياء نبوي فقد اعتقل في 12 يناير بتهمة
"التعاون مع منظمة مجاهدي خلق" وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً وجلد 74
سوطًا.
كما حكم على السيد حسن ترلاني بتهم مماثلة وبالسجن عشر سنوات لأنه حفيد
حسن علي صفائي من البازاريين المخضرمين الذي كانت له شعبية واسعة بين أوساطه وأعدم
عام 1981 لمناصرته مجاهدي خلق.
والآن أصبح من السهل الحكم بأنه ليس للنظام
الإيراني مشكلة اسمها مشكلة العلاقات العائلية والإنسانية عامة وعلاقة عوائل وذوي
سكان أشرف بهم. .
لا بل إنه ضد هكذا لقاءات وعلاقات إنسانية والهدف من كل هذا
إثارة الحرب النفسية والتمهيد لقمع سكان مخيم أشرف.
وموضوع النظام الإيراني واضح
تمامًا لمن له الرغبة في رؤية هذا النظام. .
ويرى العالم الآن وبوضوح أن الشعب
الإيراني وبانتفاضته العارمة أوصل هذا النظام على حافة الهاوية وهو علي وشك
السقوط. .
ونرى من الضروري أن نذكر مرة أخرى أعضاء اللجنة الخاصة بأشرف التابعة
إلى رئاسة الوزراء العراقية والقسم التابع لولاية الفقيه في الحكومة العراقية أن
المحكمة الوطنية الاسبانية تطارد السلطات العراقية بتهمة الجريمة ضد الإنسانية في
الهجوم على أشرف يومي 28 و29 يوليو 2009 وخرق اتفاقيات جنيف الرابعة. .
ولن يكون
لاستمرار هذا النهج نتيجة سوى إثقال وزن ملف العناصر الذين يشاركون في هذه الأعمال
اللاإنسانية مشاركة مع اطلاعات الملالي في طهران.
* كاتب سياسي
إيراني
والشباب في إيران بإنزال صور علي خامنئي ودوسها بأقدامهم وإحراقها إلى حد اضطر نظام
الحكم إلى إزالة تلك الصور بنفسه وبشكل مبكر من الشوارع والساحات وبالرغم من
التمهيدات القمعية الواسعة النطاق جدًا ومن ضمنها إجراء الأحكام العرفية الغير
المعلنة في أنحاء البلاد، وقد رفع المواطنون شعارات «الموت لخامنئي» و«الموت لولي
الفقيه» بأشكال عدة وأوصلوا أصواتهم
إلى الرأي العالمي، في خضم هذه الأحداث اغتنمت الاطلاعات الإيرانية (وزارة
المخابرات) الفرصة للتوجه إلى «أشرف» وهذا لكسر جانب من الضغوط الهائلة الموجهة
للملالي من قبل المواطنين داخل البلاد.
وهذه لعبة مقززة مارستها الاطلاعات
الإيرانية على الدوام لإثارة الأزمة ضد أشرف معقل عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
وقمع المقيمين فيه. .
وتقوم الدكتاتورية الفاشية المتسترة برداء الدين
وباستغلالها للعلاقات والعواطف العائلية بنقل عائلات منتقية بالوعيد والتطميع من
إيران بحجة زيارة ذويهم إلى باب مخيم أشرف.
وحسب تقارير صحفية نقلت اللجنة
المسئولة عن أشرف التابعة لرئاسة الوزراء العراقية منذ يوم 8 فبراير الجاري وحتى
يوم الاثنين 15 فبراير ثلاث مجموعات من عدة أشخاص من أفراد عائلات المقيمين في
«أشرف» من بغداد إلى موقع بالقرب من «أشرف» بعد أن نقلتهم الاطلاعات الإيرانية إلى
العراق.
وأخبرت القوات العراقية المقيمين في مخيم أشرف بأن العائلات المذكورة
تريد اللقاء بأبنائها ولكن اللجنة العراقية المذكورة أمرت بأن أفراد العوائل
القادمين لا يحق لهم دخول أشرف بل يجب إجراء اللقاء خارج «أشرف».
وبإلقاء نظرة
قصيرة لخلفية الأحداث فقد كانت وسبق للعوائل وذوي سكان أشرف ان دخلت أشرف قادمة من
داخل إيران وخارجها وذلك لمدة 6 سنوات (من 2003 إلى نهاية 2008) ليلتقوا بأعزائهم
داخل أشرف وبالمدة التي يرغب بها الزائر، ولكن الحكومة العراقية وبأمر من نظام
الملالي الحاكم في إيران قامت منذ بداية العام الميلادي الماضي بحصر اللقاءات
بأولئك الذين يأتون إلى العراق ضمن رحلات مخابرات النظام الإيراني
وإملاءاتها.
وفي المقابل يمتنع أقارب الأفراد المنقولين عن التماشي مع المخطط
التآمري للإطلاعات الإيرانية معلنين أنهم يرفضون الشروط اللاإنسانية المناقضة
للقانون والمفروضة بأمر من النظام الإيراني، وبعثوا برسالة إلى أجهزة دولية وحصل
كاتب هذه السطور على نسخة منها، كشفوا فيها عن المؤامرة المشتركة لوزارة مخابرات
النظام الإيراني واللجنة العراقية لقمع أشرف قائلين: «بغض النظر عن الأهداف القمعية
لوزارة المخابرات ولجنة أشرف، فإننا راغبون للغاية في اللقاء بأفراد عائلاتنا على
أن تتاح لهم إمكانية دخول مقرات إقامتنا ومنازلنا داخل أشرف. . » وقالوا «. .
إننا
نرفض رفضًا قاطعًا اللقاء بذوينا خارج أشرف وتحت ظروف مهينة للغاية وتحت سيطرة
القوات العراقية وعناصر النظام الإيراني وبمراقبة من قبلهم. .
إننا نريد اللقاء
بعائلاتنا داخل أشرف مثلما كان يجرى في الماضي».
وفي الوقت نفسه وإزاء هذا
المطلب الإنساني والمنطقي للمقيمين في أشرف للسماح بدخول عائلاتهم إلى أشرف، يقوم
النظام الحاكم في إيران وعملاؤه في العراق وباللجوء إلى الابتزاز والصخب والدجل
وإثارة الضجيج بأن مجاهدي خلق هم الذين يمنعون من الزوار القادمين من إيران من
اللقاءات العائلية مع ذويهم في أشرف.
وتصبح هذه اللعبة القذرة أكثر إثارة
للاشمئزاز عندما تشترط اللجنة العراقية دخول المواد الغذائية الى اشرف لقاء
الموافقة على التقاء المقيمين في أشرف بزوارهم خارج أشرف وتحت إشراف وبحضور أعضاء
نفس اللجنة التابعة لرئاسة الوزراء العراقية وعناصر الاطلاعات الإيرانية. .
وفي
إحدى الحالات لم يسمحوا بدخول المواد الغذائية الا بعد مرور ثلاثة أيام وعندما
أشرفت المواد على التلف وبتدخل من ال«يونامي».
وهنا وليكون الموضوع أكثر وضوحًا
من الضروري أن تتم مراجعة دقيقة على أحوال عائلات مجاهدي خلق المقيمين في أشرف داخل
إيران. .
وفزعًا وخوفا من الانتفاضة العارمة واتساعها ولممارسة مزيد من الضغوط
على عائلات المقيمين في أشرف أقدم الحكام في إيران على اعتقال عدد أكبر
منهم. .
والقائمة طويلة جدًا: "علي اصغر نبوي" 25 عامًا اعتقل يوم 7 يناير الماضي
وسبب اعتقاله وجود أقرباء له في "أشرف".
"رضا قلي زاده" زوج شقيقة علي اصغر
اعتقل في اليوم التالي أي 8 يناير.
ويقبع خمسة أعضاء آخرين من هذه الأسرة وهم
السيدات طيبة، عاطفة وفاطمة نبوي والسيدان سيد جلال و علي رضا نبوي في سجون طهران
وكرج وسمنان.
واعتقل "حنيف حسين دوست" يوم 17 يناير الماضي لأن والدته وأخواله
في أشرف، وكانت ابنة خالته المهندسة منيرة ربيعي 32 عامًا قد اعتقلت يوم 7 أكتوبر
2009 للسبب نفسه. .
وأما السيد سيد ضياء نبوي فقد اعتقل في 12 يناير بتهمة
"التعاون مع منظمة مجاهدي خلق" وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً وجلد 74
سوطًا.
كما حكم على السيد حسن ترلاني بتهم مماثلة وبالسجن عشر سنوات لأنه حفيد
حسن علي صفائي من البازاريين المخضرمين الذي كانت له شعبية واسعة بين أوساطه وأعدم
عام 1981 لمناصرته مجاهدي خلق.
والآن أصبح من السهل الحكم بأنه ليس للنظام
الإيراني مشكلة اسمها مشكلة العلاقات العائلية والإنسانية عامة وعلاقة عوائل وذوي
سكان أشرف بهم. .
لا بل إنه ضد هكذا لقاءات وعلاقات إنسانية والهدف من كل هذا
إثارة الحرب النفسية والتمهيد لقمع سكان مخيم أشرف.
وموضوع النظام الإيراني واضح
تمامًا لمن له الرغبة في رؤية هذا النظام. .
ويرى العالم الآن وبوضوح أن الشعب
الإيراني وبانتفاضته العارمة أوصل هذا النظام على حافة الهاوية وهو علي وشك
السقوط. .
ونرى من الضروري أن نذكر مرة أخرى أعضاء اللجنة الخاصة بأشرف التابعة
إلى رئاسة الوزراء العراقية والقسم التابع لولاية الفقيه في الحكومة العراقية أن
المحكمة الوطنية الاسبانية تطارد السلطات العراقية بتهمة الجريمة ضد الإنسانية في
الهجوم على أشرف يومي 28 و29 يوليو 2009 وخرق اتفاقيات جنيف الرابعة. .
ولن يكون
لاستمرار هذا النهج نتيجة سوى إثقال وزن ملف العناصر الذين يشاركون في هذه الأعمال
اللاإنسانية مشاركة مع اطلاعات الملالي في طهران.
* كاتب سياسي
إيراني