;

مفهوم الحب من منظور شرعي 1257

2010-02-22 05:25:52

عمار بن
ناشر العريقي


لاتوجد لغة كثرت فيها مفردات الحب
كما توجد في اللغة العربية المحبة والمودة والهيام والغرام والعشق والود والوجد
والدنف مما يدل على ان لفظ الحب ومفهومه شائع من قديم لاحرج فيه ولاعجب خلافا لبعض
المشاعر والمفاهيم النمطية التقليدية.

ثم جاءت شريعة الاسلام وأعطت للحب مدلولا أعمق
وأوسع وضبطته بضوابط شرعية وعقلية وأخلاقية حتى لايكون فيه تجاوز ولاطغيان (ومن
الناس من يتخد من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله) (قل
ان كان آباؤكم وأبناؤكم. . . .

احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله
فتربصوا).
صدق الله العظيم وفي الصحيحين لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب اليه من
ولده ووالده والناس أجمعين ، لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه.
فأقر
الله تعالى ورسوله محبة كل المذكورات الا أنه منع من تقديمها على حب الله ورسوله او
ان يكون حبها عائقا عن الطاعة والجهاد ونحوه كما رأيت، ومحبة الله تعالى أعظم من
الخوف منه لأن الحب مراد لذاته كون الله تعالى هو المتفرد بالربوبية الخلق والملك
والتدبير، والمتفرد بالإلوهية (العبادة) والمتفرد بكمال الأسماء والصفات وهو صاحب
النعم الكثيرة نعم الإيجاد والإعداد والإمداد سبحانه والحب في الشريعة الاسلامية
فريضة شرعية وضرورة عقلية وواقعية وفطرة انسانية وطبيعة بشرية وسنة إلهية
كونية.
فيجب الانسان بطبيعته الحياة الدنيا زين للناس حب الشهوات من النساء
والبنين والقناطير المقنطرة لكن كل ذلك اذا كان على حساب العمل الصالح والدار
الآخرة (انما أموالكم وأولادكم فتنة إن من أزواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم)
(لاتلهكم اموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله).
والا ففي الأحاديث (نعم المال
الصالح للرجل الصالح) و(الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) فمن المفاهيم
الخاطئة المغشوشة ذم الدنيا بإطلاق وهي مناف للشرع والعقل والفطرة ويحب الانسان
سائر الكائنات والمخلوقات غير المؤذية من حيوان وجماد ونبات وفي الأحاديث دخول
امرأة النار بسبب هرة حبستها، ودخول زانية الجنة لكلب سقته من شدة العطش، ويحب
المسلم زوجته الكتابية اليهودية والنصرانية وهي فطرة إنسانية لايحبها لدينها وهو من
مقاصة النكاح (لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وهو السكن النفسي والمودة خالص
المحبة.
كما يحب المسلم الخير للكافر فيحرص على دعوته بالتي هي أحسن رغبة في
هدايته كما فعل رسول الله (ص) مع عمه ابي طالب وكان مشركا (انك لاتهدي من أحببت)
كما نحب ابداع المبدعين من مخترعين وموهوبين كأديسون واينشاتين ولايكون هذا من قوله
يحشر المرء مع من أحب لأن ذلك متوجه فيما اذا احبه لدينه فحسب والمحبة في الاسلام
شعور وجداني يتبعه سلوك عملي من رحمة وطاعة وتوفير كما قال الإمام الشافعي: تعصي
الاله وانت تزعم حبه هنا لعمري في العقول بديع لو كان حبك صادقا لأطعته ان المحب
لمن يحب مطيع فالمحبة في الاسلام غير مرتبطة بمصلحة شخصية او غرض دنيوي عاجل (ثلاث
من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان) وذكر منها أن يحب المرء لايحبه الا الله متفق
عليه، وهذه المحبة والموالاة هي التي تبقى وتدوم مهما اعترضتهاالخلافات والمشكلات
((ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)).
محبة لاتزيد بالمنفعة
ولاتنقص بالمنازعات لأن (أصلها ثابت وفرعها في السماء) وحين يشرع الاسلام الجهاد
واقامة الحدود ونحوها فان ذلك أيضا محبة في ردع العصاة وتوبتهم وكفارة لذنوبهم
ومعاصيهم وإن اسلام الكافر منهم افضل عند المسلم من قتل العشرات (وما أرسلناك الا
رحمة للعالمين. ) ولهذا كان يؤذي (ص) من كفار قريش وهو يدعو لهم بالهداية ويقول:
اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون) وكان اهل الطائف يرمونه بالحجارة ويأبى ان يرسل
الله عليه ملك الجبال ليطبق عليهم الأخشبين وهما جبلين عظيمين بمكه بل كان يقول (لا
ولكني ارجو ان يخرج الله من أصلابهم من يقول: لا اله الا الله) فمن الظلم والتشويه
الخطير للاسلام مانراه في الساحة اليوم من باب الجهل والهوى والتربية الغشوش وردود
الافعال وجود ثقافة العنف والكراهية والتفريق بين المسلمين مع بعضهم ومع الآخرين
والآمر كما ترى: كما ان من الجهالة والخرافة والبدعة والتشبه بالكافرين والاستباحة
الفاسدة للعلاقات الغرامية بين شباب المسلمين والجهالة المعروفة اليوم ب عيدالحب
تخليدا لذكرى القسيس فالنتاين الذي قتله الملك اليوناني يوم 14 فبراير لأجل أنه كان
يعقد الزيجات بين المحبين والعاشقين وكان الملك يمنعه ويحرمه ثم ترى طقوس هذه العين
وهذه المناسبة متمثلا في تلك الألوان الحمراء التي تكسي أجسام العشاق من أعلى الرأس
حتى اخمص القدم والهدايا الوردية الحمراء كتعبير عن الحب بين الأجانب من الشباب
وللأسف.
ان عيد الحب سرعان ماينقطع ويزول ثم يتبعه القطيعة والهجران كما انه
مخصوص بزمان معين وظرف معين وهو دليل ضعف ونقص وهوان واحتقار للذات وانبهار
بالاعداء (من احدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم، نعم هو عادة
والبدع لاتكون الا في العبادات أمرنا هذا لكن اخذ معنى العبارة لما تلبس به من
مناسبة وطقوس وتعلق زائل والله اعلم.
وقال (ص) من تشبه بقوم فهو منهم لما في
التشبيه بهم من الانهيار والضعف وتكثير سوادهم ومنافاته لما يجب ان يكون عليه
المسلم من عزة بالله وثقة بدينه "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين
لايعلمون" (ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا) كما ان ينافى استقلالية
الشخصية الاسلامية ومعلوم ان التشبه في الظاهر موجب للتشبه في الباطن غالبا وذلك
فيما كان من خصائصهم ومميزاتهم فهو محرم وأما التشبه بالجوانب الايجابية لديهم
كالعلم والتكنولوجيا والتقنية فواجب فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها
والله أعلم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد