تعاليم الشريعة السماوية وأحكامها في مسألة ميراث الأبناء هناك مشكلة معقدة وهي
عدم تطبيق تعاليم الشريعة السماوية وأحكامها في مسألة ميراث الأبناء والنساء،
فكثيرون يرفضون أن يكون للنساء ميراث ويريدون حرمانهن من أبسط حقوقهن، فعلى سبيل
المثال أعرف شخصاً في قمة الاحترام والالتزام الديني لا يستطيع أحد أن ينطق في حقه
أي كلمة، وهذا الشخص منذ أن توفى أخوه وكان أباً لفتاة واحدة وأصبح ممسكاً
بكافة تجارة أخيه المتوفي وضمها إلى تجارته، وتوسعت تجارته وأصبح لها وزنها، حقيقة
الأمر لم يجعل إبنة أخيه تحتاج إلى شيء فعندما حدثته يوماً في موضوع الميراث قال
لها: ليس عندي لك شيئاً سأضل أنفق عليك حتى تتزوجين وعندها يتحمل زوجك الباقي، فهل
هذا التصرف صحيح؟ هل تعاليم الإسلام تجيز مثل هذه الأفعال والتصرفات؟! لقد انتشر
الوعي الديني في اليمن خصوصاً في المحافظات الجنوبية وهذا شيء يدخل البهجة والسرور
في نفسي هذا ليس معناه بأنه لم يكن منتشراً من قبل ولكن الآن أصبح ملحوظاً فيكفي أن
ترى المساجد ممتلئة بمصليها حين ينادى للصلاة، فتجد المحلات تغلق والأعمال تتوقف
احتراماً لوقت الصلاة ومن أجل أدائها في وقتها.
عموماً ليس هذا فقط ما لفت
انتباهي وإنما الذي لفت انتباهي أكثر هو انتشار المدارس لتحفيظ القرآن حتى على
مستوى المساجد فجميل أن ينشأ جيل متسلح بتعاليم الإسلام الحنيف يدرس القرآن دراسة
صحيحة ويطبق مبادئه وتعاليمه في الحياة اليومية، عندما أقول دراسة صحيحة أقصد أن
كثيرين ممن هم ملتزمون بتعاليم الإسلام ويؤدون الفرائض على أكمل وجه ولا يعيب
التزامهم الديني حسب علمي البسط أن الله عزوجل شرع الميراث للفتيات والنساء وحدد
لهن نصيبهن وذلك في سورة النساء، ولا أدري لماذا الكثير منا في كافة محافظات
الجمهورية عامة يطبقون تعاليم الدين الإسلامي في كافة الأمور ويتفقون عند هذه
النقطة، أي لا يتم تطبيقها، فالبعض يقول: "لا تعطي المال لها حتى تعطيه
لزوجها".
إن هذه المسألة تتطلب بذل مزيد من الجهد من قبل كافة الجهات المعنية في
وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذا أئمة المساجد عليهم الدور الكبير في هذا
الأمر من خلال الخطابة وجلسات الذكر والتثقيف الديني فيجب نشر الوعي الديني في هذه
النقطة بالذات على اعتبار أن من يحرم النساء وبشكل عام من الميراث يرتكب أعمالاً
مخالفة لتعاليم القرآن وأحكامه.