يسرى
محمد سفيان
محمد سفيان
قد يستغرب الكثير من هذا العنوان
ولكن لا يعرفون ما أقصد فعندما يقرؤون العنوان سوف يدور في قد يستغرب الكثير من هذا
العنوان ولكن لا يعرفون ما أقصد فعندما يقرؤون العنوان سوف يدور في أذهانهم الروح
التي تخرج من الجسد وتتركه جثة هامدة تنتظر وقت دفنها بتراب القبر الذي سوف يضمها
إلى أحضانه ليسترها إلى يوم التنادي لدخول الروح إليها مرة ثانية، ولكني لا أقصد
بعنواني ذلك بل أقصد الشيء الذي هو أغلى منها وحين نقول لهم "أغلى من الروح"
يتعجب الكثير من قولي وقد يقول البعض الآخر إني أصبت بالجنون، لا والله إنما أقصد
أكبادنا التي تمشي فوق تراب أرضنا لكني لم أقل أكبادنا بل أسميهم أرواحنا الذي تعيش
في أجسادنا وهم "أولادنا" قرة أعيننا وملاذ عيشنا ولكني في مقالي هذا لن أتحدث فقط
عنهم بل سوف أذكر كل طفل موجود على هذه الدنيا لأني أصبحت لا أصدق ما تراه عيناي من
معاملة يعامل بها الأطفال في هذه الألفية التي دخلت على قلوب الناس لكي تزيدها
قساوة وصلابة وكيف جعلت طفلاً بريئاً سلعة ثمينة لجني المال ومصدراً كبيراً للرزق
عند بعض الناس ، أصبح ذلك الطفل البريء بل ذلك الحمل الوديع في صغر سنه بدلاً من أن
يشتاق للعب بأثمن الألعاب وبدلاً من أن يحلم بمستقبله وكيف يعمل لوطنه عملاً جميلاً
يذكروه على مر الزمان -أصبح يموت عند ولادته وتموت معه كل أحلام الطفولة البريئة،
أصبح مثل الوردة الجميلة التي تقطف وهي لا زالت برعماَ صغيراً بدأ ينمو فقطفت وماتت
عند مولدها ، هكذا أصبح الطفل يشتاق للتسول ومد يده للغير دون معرفته ما هذا الفعل
الذي قام به ولماذا؟ وماذا سوف ينتج عنه؟ من عائد بشع يحطم حياته ويقتل أحاسيسه
وحتى إن فكر وهو قد بلغ رشده أن يقلع عن ذلك الفعل الشنيع وحاول أن يمنع نفسه لن
يستطيع لأنه "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت" وإن حاول بكل ما لديه من وسيلة فلن
يستطيع فقد أصبح يجري معه مجرى الدم في الجسد ، أذكر أنني عندما أمشي في أي مكان
لابد أن أشاهد بعض الأطفال الذين يتسولون بغض النظر إلى المكان الذي رأيتهم فيه
سواء أكان "شارع عام - جولة أو خط رئيسي" ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا وحسب ولكني
والله شاهدت بأم عيني وعلى أرض الواقع أماً تحمل رضيعها وهو لا يزال في مهده لم
يبلغ سوى أشهر أو أسابيع متلحفاً بلفافه ونائماً وتملأ وجهه البراءة ولا يدري أن
أمه تعرضه في أحضانها لكي تتسول به حتى ترق قلوب الناس المارة عند رؤيته ولا تبالي
بما يعاني طفلها ذلك الرضيع من قرص البرد وشحوبه من الرياح الجافة ولا حتى تتحرك
مشاعر الأمومة بداخلها لتعطيها طفلها الذي لا يحس بحنان الأم وإنما يحس بحنان أحضان
الشارع ومن أجل ماذا؟ ما رأيته من هول الموقف جعلني أقول في نفسي "ماذا يفيد المال
وقد تجردت مشاعر الأمومة من داخل قلوب الأمهات والتي لا تشترى بأموال العالم؟ كيف
يمكن أن يجعل الفقر من أرواحنا سلعة رخيصة ترتمي في أحضان التسول الخبيث الذي يشبه
في خوله إلى حياة الطفل دخول المرض الخبيث إلى الجسد فيجعله لا حول له ولا قوة على
مقاومة ومكافحة ذلك النوع من الأمراض "السرطان".
وأذكر لكم على سبيل المثال
ولكنه واقعاً وليس بخيال فلقد رأيت في نفس ذلك المكان وعلى مقربة منه طفلة تفترش
الشارع وتفرش أمامها قطعة من القماش حتى يضع لها المارة بعض النقود فتظل مرمية تحت
أشعة الشمس المحرقة ساعات طوالاً لدرجة أنه والله أصبح لونه جسدها لم يعد يعرف من
تأثير الشمس عليه فأصبح جسدها أشبه بالمحروق وبعد فترة مررت من نفس الشارع فنظرت
نفس الفتاة وهي متغيرة إلى شيء آخر فقد أصبحت نحيلة الجسد لدرجة أن عظم جسمها أشبه
بالخارجة منه وأقسم أنني رأيتها وهي تعظ أناملها من شدة الجوع وتنظر إلى الناس
باستغراب ولا تعرف لماذا هي هناك، فقد كانت مندهشة لأنها استيقظت من النوم ووجدت
نفسها في ذلك المكان المزدحم بالسكان وبالجو الغريب من حولها.
ولكن هذه هي
الحياة التي لا نعرف ماذا سوف ترينا من مفاجأة في زمننا بعد أن رأينا طفولة تكبر
قبل أوانها وبراءة يحكم عليها بالإعدام رغم وضوح براءتها فقد تجردت الرحمة من قلوب
البشر ولماذا الاستغراب إذا كانت قلوب "الأمومة" والتي تذهب إليها الناس لترتوي من
حنانها قد أصبحت أصلب من الحجارة فلا تبالي بلسعة النار و العطف أصبح هو الشيء الذي
انتهت صلاحيته ، وأصبح الطمع هو المسيطر والسائد في كل الأماكن والقسوة هي أم الأم
التي لا ترحم فلماذا أنجبت طفلاً وهي لا تستطيع أن تعطيه قليلاً من حنانها وعطفها،
ولكن دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فمن لديه شيء لا يعرف قيمته إلا بعد
فوات الأوان، وفي آخر مقالي أطلب من كل من لديه أطفال أن يفتحوا أحضانهم لأولادهم
وأن لا يجعلوا الفقر حاجزاً بينهم فعمر المال ما كان شيئاً يقتل معاني الإنسانية
فكل شيء في هذه الدنيا يهون إلا موت مشاعر الأمومة والحنان، فأرجو ممن لديه روح
الرفق على روحه وعدم جرها إلى هلاكها..
ولكن لا يعرفون ما أقصد فعندما يقرؤون العنوان سوف يدور في قد يستغرب الكثير من هذا
العنوان ولكن لا يعرفون ما أقصد فعندما يقرؤون العنوان سوف يدور في أذهانهم الروح
التي تخرج من الجسد وتتركه جثة هامدة تنتظر وقت دفنها بتراب القبر الذي سوف يضمها
إلى أحضانه ليسترها إلى يوم التنادي لدخول الروح إليها مرة ثانية، ولكني لا أقصد
بعنواني ذلك بل أقصد الشيء الذي هو أغلى منها وحين نقول لهم "أغلى من الروح"
يتعجب الكثير من قولي وقد يقول البعض الآخر إني أصبت بالجنون، لا والله إنما أقصد
أكبادنا التي تمشي فوق تراب أرضنا لكني لم أقل أكبادنا بل أسميهم أرواحنا الذي تعيش
في أجسادنا وهم "أولادنا" قرة أعيننا وملاذ عيشنا ولكني في مقالي هذا لن أتحدث فقط
عنهم بل سوف أذكر كل طفل موجود على هذه الدنيا لأني أصبحت لا أصدق ما تراه عيناي من
معاملة يعامل بها الأطفال في هذه الألفية التي دخلت على قلوب الناس لكي تزيدها
قساوة وصلابة وكيف جعلت طفلاً بريئاً سلعة ثمينة لجني المال ومصدراً كبيراً للرزق
عند بعض الناس ، أصبح ذلك الطفل البريء بل ذلك الحمل الوديع في صغر سنه بدلاً من أن
يشتاق للعب بأثمن الألعاب وبدلاً من أن يحلم بمستقبله وكيف يعمل لوطنه عملاً جميلاً
يذكروه على مر الزمان -أصبح يموت عند ولادته وتموت معه كل أحلام الطفولة البريئة،
أصبح مثل الوردة الجميلة التي تقطف وهي لا زالت برعماَ صغيراً بدأ ينمو فقطفت وماتت
عند مولدها ، هكذا أصبح الطفل يشتاق للتسول ومد يده للغير دون معرفته ما هذا الفعل
الذي قام به ولماذا؟ وماذا سوف ينتج عنه؟ من عائد بشع يحطم حياته ويقتل أحاسيسه
وحتى إن فكر وهو قد بلغ رشده أن يقلع عن ذلك الفعل الشنيع وحاول أن يمنع نفسه لن
يستطيع لأنه "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت" وإن حاول بكل ما لديه من وسيلة فلن
يستطيع فقد أصبح يجري معه مجرى الدم في الجسد ، أذكر أنني عندما أمشي في أي مكان
لابد أن أشاهد بعض الأطفال الذين يتسولون بغض النظر إلى المكان الذي رأيتهم فيه
سواء أكان "شارع عام - جولة أو خط رئيسي" ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا وحسب ولكني
والله شاهدت بأم عيني وعلى أرض الواقع أماً تحمل رضيعها وهو لا يزال في مهده لم
يبلغ سوى أشهر أو أسابيع متلحفاً بلفافه ونائماً وتملأ وجهه البراءة ولا يدري أن
أمه تعرضه في أحضانها لكي تتسول به حتى ترق قلوب الناس المارة عند رؤيته ولا تبالي
بما يعاني طفلها ذلك الرضيع من قرص البرد وشحوبه من الرياح الجافة ولا حتى تتحرك
مشاعر الأمومة بداخلها لتعطيها طفلها الذي لا يحس بحنان الأم وإنما يحس بحنان أحضان
الشارع ومن أجل ماذا؟ ما رأيته من هول الموقف جعلني أقول في نفسي "ماذا يفيد المال
وقد تجردت مشاعر الأمومة من داخل قلوب الأمهات والتي لا تشترى بأموال العالم؟ كيف
يمكن أن يجعل الفقر من أرواحنا سلعة رخيصة ترتمي في أحضان التسول الخبيث الذي يشبه
في خوله إلى حياة الطفل دخول المرض الخبيث إلى الجسد فيجعله لا حول له ولا قوة على
مقاومة ومكافحة ذلك النوع من الأمراض "السرطان".
وأذكر لكم على سبيل المثال
ولكنه واقعاً وليس بخيال فلقد رأيت في نفس ذلك المكان وعلى مقربة منه طفلة تفترش
الشارع وتفرش أمامها قطعة من القماش حتى يضع لها المارة بعض النقود فتظل مرمية تحت
أشعة الشمس المحرقة ساعات طوالاً لدرجة أنه والله أصبح لونه جسدها لم يعد يعرف من
تأثير الشمس عليه فأصبح جسدها أشبه بالمحروق وبعد فترة مررت من نفس الشارع فنظرت
نفس الفتاة وهي متغيرة إلى شيء آخر فقد أصبحت نحيلة الجسد لدرجة أن عظم جسمها أشبه
بالخارجة منه وأقسم أنني رأيتها وهي تعظ أناملها من شدة الجوع وتنظر إلى الناس
باستغراب ولا تعرف لماذا هي هناك، فقد كانت مندهشة لأنها استيقظت من النوم ووجدت
نفسها في ذلك المكان المزدحم بالسكان وبالجو الغريب من حولها.
ولكن هذه هي
الحياة التي لا نعرف ماذا سوف ترينا من مفاجأة في زمننا بعد أن رأينا طفولة تكبر
قبل أوانها وبراءة يحكم عليها بالإعدام رغم وضوح براءتها فقد تجردت الرحمة من قلوب
البشر ولماذا الاستغراب إذا كانت قلوب "الأمومة" والتي تذهب إليها الناس لترتوي من
حنانها قد أصبحت أصلب من الحجارة فلا تبالي بلسعة النار و العطف أصبح هو الشيء الذي
انتهت صلاحيته ، وأصبح الطمع هو المسيطر والسائد في كل الأماكن والقسوة هي أم الأم
التي لا ترحم فلماذا أنجبت طفلاً وهي لا تستطيع أن تعطيه قليلاً من حنانها وعطفها،
ولكن دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فمن لديه شيء لا يعرف قيمته إلا بعد
فوات الأوان، وفي آخر مقالي أطلب من كل من لديه أطفال أن يفتحوا أحضانهم لأولادهم
وأن لا يجعلوا الفقر حاجزاً بينهم فعمر المال ما كان شيئاً يقتل معاني الإنسانية
فكل شيء في هذه الدنيا يهون إلا موت مشاعر الأمومة والحنان، فأرجو ممن لديه روح
الرفق على روحه وعدم جرها إلى هلاكها..