;

ميلاد أمة ورسالة في ميلاد رسول 1239

2010-02-27 07:10:04

إيمان
محمد المهدي


روحي بحبك في الضياء تهيم والشوق
مني في هواك عظيم والقلب مسرور بذكر محمد في ذكره نور وفيه نعيم
تمر الأيام وتمضي السنين
والأعوام، ويقدم علينا شهر الذكرى، ذكرى مولد فخر الوجود، محمد بن عبدالله بن
عبدالمطلب بن هاشم "صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم" سيد المرسلين، وخاتم النبيين
الذي أكرم الله به الإنسانية وجعله رحمة للعالمين كما قال تعالى : "وما أرسلناك إلا
رحمة للعالمين".

إنه الشهر المبارك الميمون "شهر ربيع الأول" يطلع علينا
بأنواره وأسراره ليذكرنا بنعمة الله العظمى علينا نحن المؤمنين، حيث تداركنا سبحانه
وله الفضل والمنة ببعثة خاتم النبيين وامتن علينا بأفضل منة وأكرم نعمة وسجّل هذه
المنة العظمى في كتابه الخالد بسطور من نور لتظل خالدة إلى الأبد، قال تعالى: "لقد
من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".
في الثاني عشر من شهر
ربيع الأول يحتفل العالم الإسلامي بذكرى ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله
وسلم" فالاحتفال بمولده هو امتثال لأمر الله تعالى الذي أمر بالفرح والسرور برحمة
الله إذ يقول سبحانه:" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو نعمة أنعم الله بها على عباده.
فنحن عندما
نحتفل بمولده إنما نذكر هذه النعمة امتثالاً لقوله تعالى:"وأما بنعمة ربك فحدث"
وكيف لا يكون رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم نعمة ورحمة؟ وكيف لا نحتفل بمولده
وقد كان مولده "صلى الله عليه وآله وسلم ولادة جديدة للأمة جمعاء؟ هذه الأمة التي
أصبحت اليوم في أمس الحاجة إلى معرفة هذا الرسول المنقذ العظيم ، ومعرفة تاريخه
وتعاليمه وجهاده وشريعته الغراء.
فلقد كان مولده بداية لخير الإنسانية وسعادتها
ورقيها والذي ينبغي للأمة أن تتأسى به لترفع نفسها مما تعانيه من التشرذم والشتات
والتبعية لأعدائها ولتستعيد كرامتها وسؤددها.
وبمولد الحبيب المصطفى صلى الله
عليه وآله وسلم تغير مجرى التاريخ فساد العدل، ومُحي الظلم ، وانتشر النور وزال
الظلام ، وخرجت البشرية من ظلمات الجهل إلى نور العلم والإيمان فقد قاد البشرية
بحكمة وإخلاص فكانت أمة خير أمته أخرجت للناس وكانت مهمة المصطفى صلى الله عليه
وسلم إخلاص العقيدة وتطهير القلوب ، وتصفية النفوس من أدران الحياة والمؤمنون بالله
وبرسله يستشعرون ذلك ويعترفون به ولذلك يحبونه صلى الله عليه وآله وسلم.
فلابد
أن نحيي هذه الذكرى العظيمة- ذكرى من ترك أعظم تراث يمكن أن يتركه أي عظيم إذ أنشأ
صلى الله عليه وآله وسلم من لا شيء أمة وديناً ودولة تشغل قسماً كبيراً من العالم
إلى اليوم وإلى ما شاء الله.
نحتفل بذكرى مولد من بنا للأمة الإسلامية مجداً ،
وجعل لها مكاناً عالياً تحت الشمس في تاريخ البشرية، نحتفل بمن حرر الأمة من قياصرة
الروم وأكاسرة الفرس، فإذا بها خير أمة أخرجت للناس.
إننا بهذا الاحتفال نراجع
حساباتنا ونصحى من غفلتنا ونعرف أنه لا مخرج للأمة مما تعانيه إلا بالرجوع إلى الله
والعمل بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" ثم بعد ذلك يأتينا النصر من
عند الله سبحانه "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
لذا فالذكرى رمز على
الأحداث الجسام ، ودليل على التطور في حياة الأفراد والجماعات والأمم، بل العالم
بأجمعه فلو نظر العقلاء إلى أمهات الفضائل وجماع المكارم من مروءة وشجاعة ورباطة
جأش لوجدوا صاحب هذه الذكرى قد جمعها في أقواله وأفعاله، فقد حبب الفضيلة ودعا
إليها ، وحث على مكارم الأخلاق واشتهر بها قبل أن يأتيه الوحي ، أو يرسل إلى الناس
كافة حتى عرف بين أهل مكة بالأمين لأمن الناس منه في أموالهم وأعراضهم ودمائهم ،
وإن شئت الدليل القاطع على ذلك فتأمل قوله تعالى:" وإنك لعلى خلق عظيم" كما أن
الاحتفاء الصحيح بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عمل وسلوك وقدوة
وإتباع وحرص على استمرارية الخط الإسلامي على قمة التوجيه والإرشاد بين
المسلمين.
وعلينا أن نحيي ذكرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أيام
العام كلها ، وعلى امتداد ساعات اليوم ولتكن عقيدتنا كعقيدته وعبادتنا كعبادته ،
وتربيتنا كتربيته ، وأن ندافع عنه وعن سنته فقد أقام "صلى الله عليه وآله وسلم "خير
أمة أخرجت للناس على أساس من العقيدة الصحيحة والالتزام بقيم الإسلام وفضائله
فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار ، ما تلا القرآن تال ،
وسبح مُسبح بالعشي والإبكار.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد