الجفري
التشكيلي ويسعى لتأصيله وهو على النقيض من الابتكار من أهم المقومات التي يقوم عليه الفن التشكيلي
ويسعى لتأصيله وهو على النقيض من التقليد والمجاراة والنقل الآلي ويتنافى والإتباع
السلبي الساذج الذي هو دليل العجز والنقص والقصور.
والفنان لا يكون له
وزنه وقيمته مالم يتمرس بهذا العنصر الحي الذي يتسم بالجمالية المؤثرة مع إمكانية
التطبيق العملي السليم والحقيقة أن الابتكار ما دخل في شيء إلا زانه وماخلا منه شيء
إلا وعابه ذلك انه دليل القوة وسعة الأفق والتفكير المتحرر وعمق القريحة وسلامة
الحس أن الابتكار إثراء وتنمية وإضافة إلى ما سبق تحقيقه من انجاز في سبيل التحسن
والتقدم والارتقاء وليس بفنان يعترف به إذا اتسم عمله بالتقليد وحرفية الأداء فأين
إذن فضله وقدره فيما قدم وإذا لم يكن الفنان في مقدمة الصفوف التي تعبر الطريق
وتكشف عن المجهول ويتقدم بما لم يسبقه غيره فيكون كمن يحمل راية القادة ولواء الفكر
والذوق الرفيع فيأتي بالجديد المتميز ومن ثم يصبح الفنان جديرا بهذه المنزلة ومثلا
يحتذى به في الأصالة والتجديد والتخطيط السليم الخلاق والإشعاع الموجه للأجيال في
الحركة الفنية التشكيلية المعاصرة للأخذ بيدها وحمل مسئوليتها والوفاء بمقتضياتها
المتكاملة في ميادينها وآفاقها الواسعة التي تتردد أصداؤها ووجدان المواطنين في
أثواب قشيبة ولغة فنية أخاذه معبرة كما علينا أن ننوه هنا أن التجريب في الفن
التشكيلي يلعب دورا هاما من أجل إثراء هذا الفن وتنميته لهذا على الفنان التشكيلي
عند ممارسة عمله أن يتناول التجريب في أصوله الخاصة واستخداماتها المستحدثة وأساليب
التنفيذ المؤدية إلى النتائج المرجوة وتحدي البدائل المختلفة الإضافات التي ترقي
بطبيعة الإنشاء والإبداع وهذا التجريب يزيد من أثر الفنان في إزالة الحواجز ومؤثرات
المسافات والزمن وسيمنحه ذلك القدرة على الإنتاج المتجدد واتساع إمكاناته وارتياد
آفاقه ومن ثم يترتب على ذلك حدوث النمو والتقدم لدى الفنان لكي يبتكر في جميع
أعماله الفنية.