صفحه من
كتاب
كتاب
ارتباط الحق بالشارع لا يكون منفذاً لاستبداد سلطة
ثيوقراطية فليس في الإسلام كهنوت يملك أن يحلل أو يحرم وإنما الذي يحلل أو يحرم هو
الخالق الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية، مما يعطي الحقوق صفة العدل المطلق ويجند
كل مؤمن للدفاع عنها كلما انتهكت سواء كان العدوان موجهاً إليه شخصياً أو إلى غيره
فالظلم واجب رفعه والعدل واجب تحقيقه..
لقد صورت الفلسفات الغربية الإنسان الحر كائناً معزولاً قلقاً محطماً لا يرى
سبيلاً إلى حريته غير تحطيم كل الروابط والقيم التي تشهده إلى غيره، مما لم يبقِ
معه معنى لوجوده الحر غير الانتحار لتغدو بعدئذ الحرية هدفاً لنضال الشعوب
المستضعفة والطبقات المضطهده والضمائر الطيبة أكثر منها مادة لتأملات المفكرين، إلا
أن هذه الحرية واجهت نقداً لاذعاً ، إذ كثيراً ما تنعت بأنها برجوازية من خلال
التذكير بالملابسات التاريخية التي حفت بولادة الإعلانات العامة لحقوق الإنسان
والمواطن.
التحرر نور إلهي..
فعلى حين يؤكد مفكرو الإسلام أن الإيمان بالله
هو أساس ومعين الحقوق والواجبات ذلك أن حقوق الإنسان وحرياته وواجباته هي فروع
لتصوره الكوني ولمنزلته في الكون والغاية من وجوده يؤكد الغربيون استنادها إلى
الطبيعة من ثم لا عجب إن بدت في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ملامح العلمانية أو
الدين البشري القائم على أولوية الإنسان في الوجود وقيامه بنفسه مصدراً لكل حق
وتشريع...
على حين يؤكد التصور الإسلامي ارتباط كل قيمه واستنادها إلى المصدر
الذي تستمد منه الموجودات وجودها والغاية منه ومنهاج سيرها..
ألا وهو الله تبارك
وتعالى فهو وحده الخالق والمالك مخلوقاته والمحدد وإرسال الرسل لإعانته على استبانه
طريق الحق والتدريج في طريق الكمال من خلال التزامه بالشريعة أو قانون الله والتي
قد حددت في صيغتها النهائية التي جاء بها النبي العربي "محمد (ص) الإطار العام
لحياة الإنسان فرداً وجماعات تاركةً له ضمن ذلك الإطار مجالات واسعة هي مناطق فارغة
مطلوب منه ممارسة خلافته من خلال ملئها فيتحقق الجمع بين الحرية والالتزام والوحدة
والتعدد.
قدسية الحقوق في الإسلام الإنسان في هذا التصور كائن ممتاز يحمل
مسؤولية قيادة مركبته وتحديد مصيره وفق الخطة الإلهية لحياته..
إن الحقوق هنا
تغدو واجبات مقدسة لاحق للعبد أن يفرط أو يتهاون فيها..
أنها ليست ملكاً له بل
مستخلف فيها ، مطلوب منه التصرف في تلك الوظيفة وفقاً للإرادة الإلهية فمحافظة
الإنسان على حياته وتوفير مقومات بقائها وتطورها وسعادتها ليست حقاً للإنسان يستطيع
أن يفرط فيه بالانتحار مثلاً أو الإهمال، بل ذلك واجب شرعي، وكذا رفض الاستعباد
ومقاومة الطواغيت والكفاح من أجل الحرية والعدل والتقدم وسعادة البشرية..
ليست
حقوقاً بل واجبات يثاب على فعلها ويعاقب على تركها وهكذا تكتسب الحقوق في التصور
الإسلامي قدسية تمنع التلاعب بها من طرف حزب أو برلمان أو حاكم إثباتاً وإلغاءً
وتعديلاً طالما أن مصدرها "الله"، بل تمثل سلطة توجيهية إلزامية للأفراد والمؤسسات
تتحول بالاجتهاد إلى مناهج ودساتير محددة..
ومن جهة أخرى يصبح الدفاع عنها
واجباً شرعياً في استخدام كل ضروب المقاومة الممكنة حتى إعلان الجهاد وطلب
الاستشهاد من أجل إقرارها، الأمر الذي يجعل الإيمان بالله خير ضمان لحقوق الإنسان
من ناحية تقريرها ومن ناحية إنقاذها وتدعيمها والنضال لأجلها.
حرية الفكر
والتعبير..
كان طبيعياً أن الذي أهل الإنسان لمنزلة الخليفة لله بما وهبه من عقل
وإرادة وحرية يكبل هذه الطاقات بل المناسب أن يطلقها ويحررها ويجتهد في تحريضها على
الحركة والنشاط، مكتفياً بالتوجه والتسديد، تاركاً له أمر تحديد مصيره، وتحمل
مسؤوليته، وبلغ تقدير الإسلام لفكر الإنسان وحريته، اعتبار التفكير فريضة..
كيف
لا وقد أناط بهذه الوظيفة التقرير في أخطر القضايا المصيرية مثل مسألة المعتقد وما
يتعلق به من مسالك وأعمال ومصائر، ولذلك لا تزال آيات الكتاب تبدأ وتعيد في الحث
على التفكير وترشيد العقل وألا يكون الإنسان إمعه في إتباع عامة الناس والآباء
والأجداد ومنعه عن مذهبات العقل كالمسكرات ومنعه من الخضوع للإستبداد
والتسلط..
ثيوقراطية فليس في الإسلام كهنوت يملك أن يحلل أو يحرم وإنما الذي يحلل أو يحرم هو
الخالق الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية، مما يعطي الحقوق صفة العدل المطلق ويجند
كل مؤمن للدفاع عنها كلما انتهكت سواء كان العدوان موجهاً إليه شخصياً أو إلى غيره
فالظلم واجب رفعه والعدل واجب تحقيقه..
لقد صورت الفلسفات الغربية الإنسان الحر كائناً معزولاً قلقاً محطماً لا يرى
سبيلاً إلى حريته غير تحطيم كل الروابط والقيم التي تشهده إلى غيره، مما لم يبقِ
معه معنى لوجوده الحر غير الانتحار لتغدو بعدئذ الحرية هدفاً لنضال الشعوب
المستضعفة والطبقات المضطهده والضمائر الطيبة أكثر منها مادة لتأملات المفكرين، إلا
أن هذه الحرية واجهت نقداً لاذعاً ، إذ كثيراً ما تنعت بأنها برجوازية من خلال
التذكير بالملابسات التاريخية التي حفت بولادة الإعلانات العامة لحقوق الإنسان
والمواطن.
التحرر نور إلهي..
فعلى حين يؤكد مفكرو الإسلام أن الإيمان بالله
هو أساس ومعين الحقوق والواجبات ذلك أن حقوق الإنسان وحرياته وواجباته هي فروع
لتصوره الكوني ولمنزلته في الكون والغاية من وجوده يؤكد الغربيون استنادها إلى
الطبيعة من ثم لا عجب إن بدت في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ملامح العلمانية أو
الدين البشري القائم على أولوية الإنسان في الوجود وقيامه بنفسه مصدراً لكل حق
وتشريع...
على حين يؤكد التصور الإسلامي ارتباط كل قيمه واستنادها إلى المصدر
الذي تستمد منه الموجودات وجودها والغاية منه ومنهاج سيرها..
ألا وهو الله تبارك
وتعالى فهو وحده الخالق والمالك مخلوقاته والمحدد وإرسال الرسل لإعانته على استبانه
طريق الحق والتدريج في طريق الكمال من خلال التزامه بالشريعة أو قانون الله والتي
قد حددت في صيغتها النهائية التي جاء بها النبي العربي "محمد (ص) الإطار العام
لحياة الإنسان فرداً وجماعات تاركةً له ضمن ذلك الإطار مجالات واسعة هي مناطق فارغة
مطلوب منه ممارسة خلافته من خلال ملئها فيتحقق الجمع بين الحرية والالتزام والوحدة
والتعدد.
قدسية الحقوق في الإسلام الإنسان في هذا التصور كائن ممتاز يحمل
مسؤولية قيادة مركبته وتحديد مصيره وفق الخطة الإلهية لحياته..
إن الحقوق هنا
تغدو واجبات مقدسة لاحق للعبد أن يفرط أو يتهاون فيها..
أنها ليست ملكاً له بل
مستخلف فيها ، مطلوب منه التصرف في تلك الوظيفة وفقاً للإرادة الإلهية فمحافظة
الإنسان على حياته وتوفير مقومات بقائها وتطورها وسعادتها ليست حقاً للإنسان يستطيع
أن يفرط فيه بالانتحار مثلاً أو الإهمال، بل ذلك واجب شرعي، وكذا رفض الاستعباد
ومقاومة الطواغيت والكفاح من أجل الحرية والعدل والتقدم وسعادة البشرية..
ليست
حقوقاً بل واجبات يثاب على فعلها ويعاقب على تركها وهكذا تكتسب الحقوق في التصور
الإسلامي قدسية تمنع التلاعب بها من طرف حزب أو برلمان أو حاكم إثباتاً وإلغاءً
وتعديلاً طالما أن مصدرها "الله"، بل تمثل سلطة توجيهية إلزامية للأفراد والمؤسسات
تتحول بالاجتهاد إلى مناهج ودساتير محددة..
ومن جهة أخرى يصبح الدفاع عنها
واجباً شرعياً في استخدام كل ضروب المقاومة الممكنة حتى إعلان الجهاد وطلب
الاستشهاد من أجل إقرارها، الأمر الذي يجعل الإيمان بالله خير ضمان لحقوق الإنسان
من ناحية تقريرها ومن ناحية إنقاذها وتدعيمها والنضال لأجلها.
حرية الفكر
والتعبير..
كان طبيعياً أن الذي أهل الإنسان لمنزلة الخليفة لله بما وهبه من عقل
وإرادة وحرية يكبل هذه الطاقات بل المناسب أن يطلقها ويحررها ويجتهد في تحريضها على
الحركة والنشاط، مكتفياً بالتوجه والتسديد، تاركاً له أمر تحديد مصيره، وتحمل
مسؤوليته، وبلغ تقدير الإسلام لفكر الإنسان وحريته، اعتبار التفكير فريضة..
كيف
لا وقد أناط بهذه الوظيفة التقرير في أخطر القضايا المصيرية مثل مسألة المعتقد وما
يتعلق به من مسالك وأعمال ومصائر، ولذلك لا تزال آيات الكتاب تبدأ وتعيد في الحث
على التفكير وترشيد العقل وألا يكون الإنسان إمعه في إتباع عامة الناس والآباء
والأجداد ومنعه عن مذهبات العقل كالمسكرات ومنعه من الخضوع للإستبداد
والتسلط..