;

خواطر قلـو 1041

2010-03-01 04:31:32

نبيل
مصطفى الدفعي


لقد تبدلت الحياة اليوم ولم يعد المرء مهما كان
راجح العقل...يعرف كل شيء..ويعلم كل شيء..ويستوعب كل ما في هذه الحياة من
الأمور.
إن الجهل ليس عيباً وبالذات عندما تكون أسبابه مبررة ، وأنه اعتقاد كل
واحد أنه سيد العارفين حتى بأصعب أمور الحياة يعتبر مرضاً لعيناً مرض الادعاء
الكاذب، وهذا ما نعانيه أحياناً في
مجتمعنا، نشاهد ونسمع عبر التلفاز كثيراًَ من المثقفين الكبار، وبعضاً من
الباحثين والعلماء ذوي الاختصاص والخبرة عندما يناقشون قضية معينة أو يتحدثون عنها
فغالباً ما نسمعهم يقولون اعتقد..أظن..ربما..رغم طول باعهم في العلوم والفلسفة وغير
ذلك، أما الجاهل المدعي فيقدم نظريات دون أن يرف له جفن ويجزم بأن ما ينطق به هو
الصواب كل الصواب، وهذا ما حدث بالفعل في أحد البرامج التي تم فيه مناقشة بعض
القضايا المختلفة التي تقدم في القناة اليمانية ، حيث كرس لبرنامج المناقشة مشاركة
منظمات المجتمع المدني في الحياة الاجتماعية وإذا بأحد الموجودين من الضيوف
المشاركين في البرنامج التلفزيوني يلوح بالتقليل من دور وإسهام بعض منظمات المجتمع
المدني مؤكداً ذلك بدورها السلبي ذلك الحديث الغير مسؤول والغير علمي دحضه الضيوف
الآخرون من المثقفين المشاركين في البرنامج التلفزيوني ما أكد أنه صاحبنا الضيف لا
يفقه من أمور المنظمات المجتمعية المدنية ولم يكلف نفسه حتى التصحيح لما قاله بل ظل
يراوغ ويبرر ويجزم بأن ما نطق به هو صواب مع العلم إنه غير متخصص علمياً في هذا
المجال مقارنة بمن معه.
كما أن صديقاً لي حدثني قائلاً أنه كان ضيفاً على جماعة
من الأصدقاء المثقفين والمحترمين في جلسة صفاء وكان الجلسة تتسم بالجدية بين الحين
والآخر، وبعد أن تم الانتهاء من حديث ظريف كالعادة في مثل هذه الحالات تم الانتقال
إلى حديث آخر في قضية سياسية وتشعب النقاش وراح أحد الحاضرين يحلل الأمور بطريقة
عجيبة وغريبة وقام آخر يتناقض معه واشتد الجدل بين الحاضرين إلى حد كبير مع العلم
أن لا أحد بينهم يعمل لمهنة السياسة أو يهتم بقضايا قريبة منها أو حتى ذات علاقة
وانتهت الجلسة بتكذيب بعضهم البعض.
مثالاً آخر مريض يذهب إلى الطبيب فيشخص المرض
ويصف له الدواء ولكن بعضاً من الموجودين من أقرباء المريض لا يعجبهم التشخيص ولا
الدواء، فيأتون بالجارة العجوز التي تعلم كل شيء حسب قولهم لتصف الدواء والعلاج
الذي قرب المريض من حافة القبر.
وهكذا أدعياء المعرفة وفهم كل شيء ينتشرون في كل
مكان في المجتمع ولكنهم لا يعرفون أن الحياة تبدلت كما قلت ولم يعد المرء مهما كان
راجح العقل فهيماً..
عالماً بكل شيء.
السياسة..
فلنتركها أن المنشغلين في
السياسة إذ ليس من المستحسن أن يكون السياسي سمساراً لئلا يخلط بين المهنتين فيسمسر
بالسياسة! وهذا عيب أو يسيس السمسرة! وكلا العملين غير مرغوب فيهما ، وما يقال عن
السياسة يصلح على جميع نواحي الحياة الأخرى لنترك الهندسة والطب والتجارة والحدادة
والبناء للمتخصصين في هذه الأمور وكذا بالنسبة للتخصصات والأعمال الأخرى، ولكني قبل
كل هذا لعل من أبغض الأمور أن نجزم حين يكون المجال قابلاً للجدل.
مع العلم أن
أكبر عالم عندما يحدثك في أمر مهما كان واثقاً من صحته فأنه مع ذلك يقول
اعتقد..
ربما..
أو قد يكون..
أما ذلك الجازم القاطع في حديثه فهو دون شك
محتاج إلى علم كثير ولا يوجد في المجتمع كما يقول المثل فشيء فشيء يعرف كل شيء
وإنما يوجد مرض الادعاء الكاذب.والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد