الشرجبي
الهمداني" وهي بعنوان "الفرق بين عقارب الزمن وزمن العقارب".
نخطئ كثيراً حين
نظن أن عقارب الساعة لا تلسع ولا تقتل، إنها تمارس فينا أبشع أنواع القتل لأنها
تلسع وقتنا وتقتل عمرنا ونحن لا ندرك هذا النوع من العقارب، لا ندرك خطورته إلا حين
نلمح زحف الأيام علينا، عندها ندرك
أن عقارب الساعة في زحفها بين الثواني والدقائق قد اختلست أجمل أيام العمر..
ترى
هل فكر أحدكم في هذا اليوم؟! وإليكم أنواع العقارب التي أرى أنها تعيش معنا ليس
كلنا ولكن أغلبيتنا قد يكونوا لسعوا من هذه العقارب.
* عقارب الدراسة: على الرغم
من صغر هذا النوع من العقارب إلا أنها تؤذي بعمق، لأنها تؤذي حياتنا في مرحلة مهمة
من مراحل العمر وتلتصق في وقت لا نجيد فيه استخدام العقل كثيراً وتبث سمومها في
براءتنا وقد ترافقنا إلى بقية مراحلنا وربما تحولنا سمومها المبكرة "..." مع
الوقت.
* عقارب الصداقة: قد تحتاج إلى الكثير من الوقت لاكتشاف سموم هذا النوع
من العقارب لأن ثقتك العمياء عقارب الصداقة تجعلك تستبعد أن يكونوا مصدر السموم
الحقيقي في حياتك وقد تستهلك الكثير من العمر وأنت تبحث في جدار خصوصياتك عن الثغرة
التي تتسرب منها أسرارك إلى الآخرين، وتستهلك الكثير وأنت تشكو لهم همومك، يجيدون
الإنصات لك وفي أعماقهم ضحكة سخرية لا تسمعها أنت لأن بينك وبينها جدار من الثقة
وقد يؤدي اكتشافك وجود هذا النوع من العقارب في حياتك.
* عقارب الأقارب: كان
يقال في الماضي الأقارب عقارب ويقال أيضاً "أقرب لك عقرب لك" وقلة قليلة تلك التي
لم تتذوق لسعة هذا النوع من العقارب قال الشاعر: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ** على
النفس من وقع السهام المهند" وسموم هذا النوع هي الأكثر مرارة ولسعتها هي الأكثر
ألماً لأنها تأتي من الأقرب الذي كان يجب أن يكون الأقرب لنا في كل
شيء.