المطري
الأمريكية وقع في أخطاء جسيمة فالعالم يشكو من فوضى سياسية وشيوع التسلط والاستبداد
في زمنٍ فرض على الضعيف أن يتنازل وأن يقدم قرابين ثمناً لحريته وأمنه واستقراره،
فأمريكا من تزرع الفوضى في أرجاء المعمورة، وتخترق القانون الدولي وتضطهد البلدان
وا لأقطار الإسلامية والعربية بحجة مكافحة الإرهاب فالعالم صدّع جراء هذه
السياسة الفوضوية، فالولايات المتحدة
الأمريكية هي من دعمت الإرهاب ، وشكلت المجاميع الإرهابية لقتال الروس والآن تصغي
معهم حسابات مؤجلة، فأفغانستان اليوم تئن من شبح الهيمنة الأمريكية وكذلك العراق
المحتل الذي لا يقوى على فعل شيء يذكر أمام عنجهية الولايات المتحدة الأمريكية
وابتزازها ، فلا بد من قيام ثورة ضد هذا الظلم وهذا لن يتأتى إلا من خلال قيام
تضامن عربي عربي يسكت ا لألسن الأفاكة التي تحاول الاصطياد في الماء العكر.
إن
مراجعة بسيطة لعدد القتلى والشهداء والضحايا في أفغانستان والعراق يجعلنا نكفر
باليوم الذي وجدت فيه أمريكا على أن المطلوب من الزعامات والقيادات الإسلامية
والعربية الترفع عن الصغائر ونسيان الماضي البغيض، وفتح صفحة جديدة في سفر العلاقات
العربية العربية فالطوفان سوف يبتلعنا جميعاً وسوف يحرض أتباعه بمزيد من المغالاة
والإفراط في استضعاف البلدان والأقطار الإسلامية والعربية، فأين هي جامعة الدول
العربية وأين هو دورها في التحذير من مغبة الأعمال الإرهابية الأمريكية؟ إننا على
يقين بأن الأمة الإسلامية والعربية قد صحت من غفوتها ، وقد صار الكبير والصغير
مدركاً لما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وأبناء صهيون من استنزاف الحركة
الإسلامية والعربية وعلماء الإسلام للأسف لا يقيمون وزناً لتلك التصرفات الرعناء
وهذه الممارسات الحمقاء، فعلينا تشمير السواعد وتوحيد الرؤى والأفكار وعلينا أن
نخطو خطوات ملموسة من أجل تدشين الوحدة العربية التي تتطرق إليها جميع الشعوب في
الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية وإنا لغدٍ لمنتظرون.
ولئن كانت الولايات
المتحدة الأمريكية كابسة على نفس الأمة الإسلامية والعربية وتنتهك حرماتها وتستغل
خيراتها فإن ذلك مدعاة إلى رص الصفوف وتسوية الكفوف والعلم بروح الطريق الواحد من
أجل جلجلة كافة القضايا الشائكة وعلينا أن نفكر في المستقبل ونخطو خطوات مسؤولة
تجاه تحرير الأرض الإسلامية والعربية من دنس اليهود والأمريكان، فلابد من وثبة
جريئة من أجل الخلاص من عفن الاستغلال الممجوج، والتحرر من نفايات التركيع.
وأنا
هنا أراهن على الصحوة الإسلامية العارمة في مختلف الأمصار والأقطار الإسلامية
والعربية في أنها ستحدث تحولات كبيرة وسوف تخلصنا من لهيب السياسة المتعفنة وستقضي
على الوجود اليهودي والأمريكي في العالم والوطن الإسلامي والعربي، فهذه الصحوة
مباركة ومرشدة نحو الانطلاق إلى المستقبل المشرق الوضاء والتحرر من نير الاحتلال
الغاشم الذي جثم على صدور أمتنا الإسلامية والعربية ردحاً من الزمن ، وستعمل على
تقويض البنيان للاحتلال الجديد الحديث المعاصر الذي يستهدف أمتنا الإسلامية
والعربية، فناقوس الخطر يدق وأكفان الاحتلال جاهزة ، فالخطاب الإسلامي الصحوي خطاب
هادف ومميز وقوي ورصين يستهدف ا لوجود الأمريكي واليهودي في عقر داره وسامح الله
سبحانه وتعالى من أوصلنا إلى هذه الحالة المتعفنة..
وإلى لقاء يتجدد والله
المستعان.