الشرجبي
الدائم للصحيفة "علي الهمداني" وهو بعنوان "الوزراء الثلاثة"، وهي عبارة عن قصة
جميلة ورائعة فيها عبرة أرجو أن تنال إعجابكم، وهي كالتالي: "يحكى أنه في يوم من
الأيام استدعى ملك وزراءه الثلاثة وطلب من كل وزير أن يأخذ كيساً ويذهب إلى بستان
القصر ويملأ الكيس من مختلف طيبات الثمار والمزروعات وطلب منهم أن لا يستعينوا
بأحد في هذه
المهمة وأن لا يسروها إلى أحد غيرهم، استغرب الوزراء من طلب الملك وأخذوا
الأكياس وانطلقوا إلى البستان، الوزير الأول حرص على أن يرضى الملك فجمع من كل
الثمار ومن أفضل وأجود المحصول بل كان يختار الطيب والجيد من الثمار حتى ملأ
الكيس..
أما الوزير الثاني فقد كان مقتنعاً أن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها
لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتحرى الطيب من
الفاسد حتى ملأ الكيس.
أما الوزير الثالث فهو يعرف جيداً أن الملك لن يهتم
لمحتوى الكيس أصلاً فملأ الكيس بالأعشاب والحشائش وأوراق الشجر.
وفي اليوم
الثاني أمر الملك أن يؤتي بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها فما أجتمع
الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم كل واحد منهم
على حده مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر في سجن بعيد لا يصل إليهم فيه أحد كان،
وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.
فالوزير الأول بقى يأكل من طيبات الثمار التي
جمعها حتى أنقضت الأشهر الثلاثة، أما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق
وقله حيله معتمداً على ما صح فقط من الثمار التي جمعها، أما الوزير الثالث فقد مات
من الجوع قبل أن ينقضي الشهر الأول.
وهكذا اسأل نفسك من أي نوع أنت؟ فأنت الآن
في بستان الدنيا ولك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة ولكن غداً
عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك في ذلك السجن الضيق المظلم لوحدك، ماذا
تعتقد سوف ينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا؟.