محمد راوح
الشيباني
الشيباني
( لا يمكننا أن نحل مشاكلنا بذات
العقليات التي أوجدت لنا هذه المشاكل ) ( ألبرت اينشتاين ). .
في تصوري الشخصي ،
إن أعظم مساعدة تقدمها لنا الدول المانحة هي مساعدتنا في استعادة الأرصدة المالية
المودعة في بلدانها على هيئة ودائع طويلة وقصيرة الأجل ومعها كشف بالأموال العينية
من العقارات والممتلكات والمساهمات لكل الشخصيات اليمنية في الحكومات المتعاقبة،
سواء التي لا زالت تمارس عملها أو
تلك التي غادرته وتربعت كراسي مستشاري الخيبات والنكسات التي قادت الوطن إلى هذا
الوضع المزري الذي أصبحنا عليه ، فيكفي استعادة تلك الأموال المنهوبة إلى خزانة
الوطن من الخارج ولن نحتاج بعدها إلى أي دعم مالي من أي جهة كانت ، فذلك يكفي يزيد
حتى عن حاجتنا. .
فقد ذكر أحد التقارير الأوروبية الصادرة عن إحدى المنظمات
المتخصصة بتتبع حركة الأموال غير الشرعية المنهوبة من الشعوب في البنوك العالمية
وبالذات القادمة من دول الشرق الأوسط وإفريقيا - أن هناك مئات الملايين من
الدولارات في بعض البنوك الأوروبية والأمريكية مصدرها بعض دول العالم الثالث ومن
بينها ( اليمن ) التي تعد من المفارقات العجيبة ، واحدة من أفقر دول العالم ، وفيما
يخص (اليمن ) فإن تلك الأموال نمت وتراكمت خلال الثلاثة عقود الماضية بأسماء
مسئولين يمنيين ، كثير منهم لا يزال في السلطة وبعضهم غادرها ومنهم متعهدون
بمشتريات الحكومة اليمنية من السلع المدنية والعسكرية. .
وهذه الأموال أكثر ما
تتركز في غالبيتها في ألمانيا وسويسرا وبعض الدول الأوروبية الأخرى وبعض البنوك في
أمريكا الشمالية وكندا والكاريبي وفوجي والبهاما وغيرها. .
هذه الأموال كما يقول
التقرير جاءت نتيجة سمسرة مشتريات وصفقات(. . . . . . ) ومن قروض لمشاريع إنمائية متعثرة
وبعضها ليس له وجود على ارض الواقع وبعضها جاء من غسيل أموال لسماسرة عالميين على
ارتباط بشكل أو بآخر ببعض منظمات الجريمة وتجارة السلاح الدولية. .
وعلى ذكر
القروض فان على الإخوة أعضاء مجلس النواب وبالذات حزب - الأغلبية المرتاحة على حساب
شعب بأكمله - أن يعووا جيداً انه سيأتي يوم يحاسبون فيه حساباً عسيراً على تلك
القروض التي يتم تمريرها من قبلهم دون دراسة ودون معرفة بفائدتها وجدواها للوطن
وحملت الوطن والأجيال القادمة مديونيات لا قبل لهم بها ولا هي موجودة ليستفاد منها
. .
هذا التقرير على ما فيه من فجائع ، يدعم مصداقيته الواقع البائس الذي يعيشه
الوطن والمواطن على السواء في شتى مناحي الحياة ويبرزه في أبشع صوره تلك القصور
الفارهة وأسوارها وبواباتها البالغة السفه وكذلك الحياة اليومية العابثة التي
يتباهى بها مسئولو أفقر دولة في العالم دون أدنى خجل من ضمير أمام شعب تفتك به
الأمراض ويتكدس بالمئات في الجولات بحثاً عن عمل يسدون به الرمق. .
لقد كان منظر
الوفد اليمني في مؤتمري لندن والرياض وهم يعرضون عورات الوطن لا ينقصهم سوى وقوف
رئيس الوفد ويقسم انه جاء إلى المؤتمر وخلفه ثلاث وعشرين مليون نسمة لا يملكون من
مال الله مالاً ولا حتى حق العشاء ، وانه والوفد المرافق له بغير غداء منذ ثلاثة
أيام سوى ما أكلوه في هذا المؤتمر من الطعام الذي قدمه لهم أهل الخير ، ثم ينفجر
باكياً أمامهم لاستدرار عطفهم أكثر ويقوم بقية أعضاء الوفد بالوقوف عند بوابات
الخروج فارشين ( السمائط والشيلان ) لتلقي المعونات وهم يرددون تلك الأدعية المؤثرة
التي يرددها طالبي الحسنات في المساجد بعد صلاة الجمعة. .
ترى من الذي فوض هذه
الحكومة البائسة في تمريغ كرامة ثلاث وعشرين مليون نسمة في مؤتمرات التسول باسم
الوطن. .
؟؟ استغرب كثيراً أن يتم الإصلاح بنفس الوجوه والأدوات التي كانت سبباً
في كل هذا الخراب الذي نعيشه. .
لذلك كان صادقاً الشهيد / إبراهيم الحمدي حين
قال قولته الخالدة (( تجربة المجرّب خطأ والتصحيح بالملوثين خطأ مرتين )) وبين
يدي إحدى خواطره التي كتبها في لحظ تأمل وتجلي وصفاء مع النفس ، وهي ورقة عادية
جداً ربما أخذها في وقت متأخر من الليل من دفتر احد أبنائه الكرام ( محمد أو نشوان
أو ذو يزن ) حفظهم الله. .
وهي مصورة وموجودة كما هي بخط يده العفيفة عن مال
الوطن ودون أي تعديل أو تصحيح أو ترتيب. .
حيث قال فيها ((هكذا أحب وطني وأحب
فيه كل مواطن ، وكل مواطن هو أخي وحبيبي ، وسعادتي أن أراه حراً سعيداً ، إنساناً
منتجاً قادراً وليس عالة على أحد ولا يطلب الاستجداء من احد ، يجب أن نعتمد على
أنفسنا ونبحث عن كوامن القدرة في أعماقنا بالجهد والعرق سنجدها لأننا شعب كريم عظيم
عظمتنا ليست في المال ولا في العمالة - يقصد المغتربين - ولكنها من تراثنا الكريم
المعتمد على أنفسنا. . . )) انتهى الإقتباس إن الحكومة الضعيفة التي استمرأت الاستجداء
والتسول لا يمكن لها أن تصنع مجداً وعزة وكرامة لهذا الوطن بإمكانياته الوطنية
الخالصة ، بشرياً وزراعياً وصناعياً أو تفجر طاقاته الخلاقة الكامنة في عقول وصدور
وسواعد أبنائه. .
لأن الكرامة والاستجداء نقيضان وضدان لا يجتمعان أبداً تحت أي
مبررات ، كما أن الشعور بالكرامة الوطنية والشموخ الوطني عبادة لا يمارسها ويعشقها
سوى الأتقياء والأولياء من أبنا ء الوطن النجباء الأفذاذ وفي محراب الوطن ذاته ،
فمن أين لغير الأتقياء الشعور بهذا الاعتزاز والفخر والسمو بالوطن وهم الذين ألفوا
الاملاءات الخارجية والانحناء أمامها والسجود في غير محراب الوطن والى غير قبلته و
دون التيمم بترابه الطهور لكل عشاقه.
آخر السطور : العلم الوطني رمز مقدس تكمن
قداسته من كونه رمزاً للوطن الموحد بكل من فيه ، لذلك فرفعه عالياً خفاقاً يرفرف
فوق الرؤوس هو تأكيد على الانتماء لهذا العلم الهوية والشخصية والوطن. .
والدفاع
عنه واجب مقدس لأنه دفاع عن الوطن ذاته ، ومن يرفعه من التدنيس فإنما يصون عرضه من
المساس به ، ومن يفرط به أو يرفع غيره طلباً للحماية أو استدعاء لأعداء الوطن
لاقتسام الثروة معهم نكاية بنظام أو تعبيراً عن فقدان مصالحه الضيقة وأحلامه
المريضة فهو من باب أولى سيفرط بعرضه وشرفه ويعرضهما للبيع في أسواق السياسة
والنخاسة على السواء مقابل نفس الأسباب التي رفع من أجلها في منزله علم أعداء أمته
، ومن يقبل برفع علم أعداء الأمة في ساحة منزله وفوق رأسه فهو أولى بالقبول والرضاء
بدخول الغريب إلى مخدعه عند عرضه وبين محارمه ، والمؤمن الحق ليس ديوثاً ولا يرضى
الخبث بأهله. .
والمرء حيث يضع نفسه.
العقليات التي أوجدت لنا هذه المشاكل ) ( ألبرت اينشتاين ). .
في تصوري الشخصي ،
إن أعظم مساعدة تقدمها لنا الدول المانحة هي مساعدتنا في استعادة الأرصدة المالية
المودعة في بلدانها على هيئة ودائع طويلة وقصيرة الأجل ومعها كشف بالأموال العينية
من العقارات والممتلكات والمساهمات لكل الشخصيات اليمنية في الحكومات المتعاقبة،
سواء التي لا زالت تمارس عملها أو
تلك التي غادرته وتربعت كراسي مستشاري الخيبات والنكسات التي قادت الوطن إلى هذا
الوضع المزري الذي أصبحنا عليه ، فيكفي استعادة تلك الأموال المنهوبة إلى خزانة
الوطن من الخارج ولن نحتاج بعدها إلى أي دعم مالي من أي جهة كانت ، فذلك يكفي يزيد
حتى عن حاجتنا. .
فقد ذكر أحد التقارير الأوروبية الصادرة عن إحدى المنظمات
المتخصصة بتتبع حركة الأموال غير الشرعية المنهوبة من الشعوب في البنوك العالمية
وبالذات القادمة من دول الشرق الأوسط وإفريقيا - أن هناك مئات الملايين من
الدولارات في بعض البنوك الأوروبية والأمريكية مصدرها بعض دول العالم الثالث ومن
بينها ( اليمن ) التي تعد من المفارقات العجيبة ، واحدة من أفقر دول العالم ، وفيما
يخص (اليمن ) فإن تلك الأموال نمت وتراكمت خلال الثلاثة عقود الماضية بأسماء
مسئولين يمنيين ، كثير منهم لا يزال في السلطة وبعضهم غادرها ومنهم متعهدون
بمشتريات الحكومة اليمنية من السلع المدنية والعسكرية. .
وهذه الأموال أكثر ما
تتركز في غالبيتها في ألمانيا وسويسرا وبعض الدول الأوروبية الأخرى وبعض البنوك في
أمريكا الشمالية وكندا والكاريبي وفوجي والبهاما وغيرها. .
هذه الأموال كما يقول
التقرير جاءت نتيجة سمسرة مشتريات وصفقات(. . . . . . ) ومن قروض لمشاريع إنمائية متعثرة
وبعضها ليس له وجود على ارض الواقع وبعضها جاء من غسيل أموال لسماسرة عالميين على
ارتباط بشكل أو بآخر ببعض منظمات الجريمة وتجارة السلاح الدولية. .
وعلى ذكر
القروض فان على الإخوة أعضاء مجلس النواب وبالذات حزب - الأغلبية المرتاحة على حساب
شعب بأكمله - أن يعووا جيداً انه سيأتي يوم يحاسبون فيه حساباً عسيراً على تلك
القروض التي يتم تمريرها من قبلهم دون دراسة ودون معرفة بفائدتها وجدواها للوطن
وحملت الوطن والأجيال القادمة مديونيات لا قبل لهم بها ولا هي موجودة ليستفاد منها
. .
هذا التقرير على ما فيه من فجائع ، يدعم مصداقيته الواقع البائس الذي يعيشه
الوطن والمواطن على السواء في شتى مناحي الحياة ويبرزه في أبشع صوره تلك القصور
الفارهة وأسوارها وبواباتها البالغة السفه وكذلك الحياة اليومية العابثة التي
يتباهى بها مسئولو أفقر دولة في العالم دون أدنى خجل من ضمير أمام شعب تفتك به
الأمراض ويتكدس بالمئات في الجولات بحثاً عن عمل يسدون به الرمق. .
لقد كان منظر
الوفد اليمني في مؤتمري لندن والرياض وهم يعرضون عورات الوطن لا ينقصهم سوى وقوف
رئيس الوفد ويقسم انه جاء إلى المؤتمر وخلفه ثلاث وعشرين مليون نسمة لا يملكون من
مال الله مالاً ولا حتى حق العشاء ، وانه والوفد المرافق له بغير غداء منذ ثلاثة
أيام سوى ما أكلوه في هذا المؤتمر من الطعام الذي قدمه لهم أهل الخير ، ثم ينفجر
باكياً أمامهم لاستدرار عطفهم أكثر ويقوم بقية أعضاء الوفد بالوقوف عند بوابات
الخروج فارشين ( السمائط والشيلان ) لتلقي المعونات وهم يرددون تلك الأدعية المؤثرة
التي يرددها طالبي الحسنات في المساجد بعد صلاة الجمعة. .
ترى من الذي فوض هذه
الحكومة البائسة في تمريغ كرامة ثلاث وعشرين مليون نسمة في مؤتمرات التسول باسم
الوطن. .
؟؟ استغرب كثيراً أن يتم الإصلاح بنفس الوجوه والأدوات التي كانت سبباً
في كل هذا الخراب الذي نعيشه. .
لذلك كان صادقاً الشهيد / إبراهيم الحمدي حين
قال قولته الخالدة (( تجربة المجرّب خطأ والتصحيح بالملوثين خطأ مرتين )) وبين
يدي إحدى خواطره التي كتبها في لحظ تأمل وتجلي وصفاء مع النفس ، وهي ورقة عادية
جداً ربما أخذها في وقت متأخر من الليل من دفتر احد أبنائه الكرام ( محمد أو نشوان
أو ذو يزن ) حفظهم الله. .
وهي مصورة وموجودة كما هي بخط يده العفيفة عن مال
الوطن ودون أي تعديل أو تصحيح أو ترتيب. .
حيث قال فيها ((هكذا أحب وطني وأحب
فيه كل مواطن ، وكل مواطن هو أخي وحبيبي ، وسعادتي أن أراه حراً سعيداً ، إنساناً
منتجاً قادراً وليس عالة على أحد ولا يطلب الاستجداء من احد ، يجب أن نعتمد على
أنفسنا ونبحث عن كوامن القدرة في أعماقنا بالجهد والعرق سنجدها لأننا شعب كريم عظيم
عظمتنا ليست في المال ولا في العمالة - يقصد المغتربين - ولكنها من تراثنا الكريم
المعتمد على أنفسنا. . . )) انتهى الإقتباس إن الحكومة الضعيفة التي استمرأت الاستجداء
والتسول لا يمكن لها أن تصنع مجداً وعزة وكرامة لهذا الوطن بإمكانياته الوطنية
الخالصة ، بشرياً وزراعياً وصناعياً أو تفجر طاقاته الخلاقة الكامنة في عقول وصدور
وسواعد أبنائه. .
لأن الكرامة والاستجداء نقيضان وضدان لا يجتمعان أبداً تحت أي
مبررات ، كما أن الشعور بالكرامة الوطنية والشموخ الوطني عبادة لا يمارسها ويعشقها
سوى الأتقياء والأولياء من أبنا ء الوطن النجباء الأفذاذ وفي محراب الوطن ذاته ،
فمن أين لغير الأتقياء الشعور بهذا الاعتزاز والفخر والسمو بالوطن وهم الذين ألفوا
الاملاءات الخارجية والانحناء أمامها والسجود في غير محراب الوطن والى غير قبلته و
دون التيمم بترابه الطهور لكل عشاقه.
آخر السطور : العلم الوطني رمز مقدس تكمن
قداسته من كونه رمزاً للوطن الموحد بكل من فيه ، لذلك فرفعه عالياً خفاقاً يرفرف
فوق الرؤوس هو تأكيد على الانتماء لهذا العلم الهوية والشخصية والوطن. .
والدفاع
عنه واجب مقدس لأنه دفاع عن الوطن ذاته ، ومن يرفعه من التدنيس فإنما يصون عرضه من
المساس به ، ومن يفرط به أو يرفع غيره طلباً للحماية أو استدعاء لأعداء الوطن
لاقتسام الثروة معهم نكاية بنظام أو تعبيراً عن فقدان مصالحه الضيقة وأحلامه
المريضة فهو من باب أولى سيفرط بعرضه وشرفه ويعرضهما للبيع في أسواق السياسة
والنخاسة على السواء مقابل نفس الأسباب التي رفع من أجلها في منزله علم أعداء أمته
، ومن يقبل برفع علم أعداء الأمة في ساحة منزله وفوق رأسه فهو أولى بالقبول والرضاء
بدخول الغريب إلى مخدعه عند عرضه وبين محارمه ، والمؤمن الحق ليس ديوثاً ولا يرضى
الخبث بأهله. .
والمرء حيث يضع نفسه.