كتب: إبن
اليمن
اليمن
بعد قراءتي لعدد من التحليلات
السياسية- العربية والعالمية- عن أوضاع اليمن، وتصريحات مسئولي الحكومة ومستشاري
الدولة السياسيين ( النزغة) خرجت بنتيجة أن كل هؤلاء قد اجمعوا على أن اليمن أصبحت
ملاذاً آمناً لما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وطوال ما أقرأ وأسمع على
شاشات قنوات الأخبار تصور لي مشهد أن تنظيم القاعدة أصبح يسيطر على معظم المحافظات
في الجمهورية، وأن الأسطول السابع
الأميركي أصبح تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وأن زنجبار أبين قد أعلنت أنها مقر اليمن
الأخطر للتنظيم القاعدي، وأن الحرب العالمية الثالثة قد انطلقت من اليمن ، ووجدت أن
عويل وصراخ الحكومة فعلاً في محله، وسلاح مقصور الحيلة ( وليس عبدالسلام الحيلة)
وبدا فعلاً أن اليمن احتلها تنظيم القاعدة...
كل ذلك الخيال دار حول رأسي وأنا
انتظر ساعات الصباح الأولى لأنطلق نحو عملي، لكن هول الحال كان عاملاً في بقائي
أسير الإستمرار في الخيال، فذهب بخيالي إلى أنني في ذات اليوم وفي الصباح الباكر
اتصفح صحيفة الثورة الرسمية، بينما أقلب صفحاتها وجدت..
إعلاناً تحذيرياً
حكومياً تحت توقيع اللجنة الأمنية العليا، تعلن فيه الحكومة إكتشاف 1000 خلية نائمة
للقاعدة وألفي خلية أخرى تابعة لجماعة التمرد الحوثي، كما اكتشفت الحكومة 500 خلية
نائمة أخرى مختلفة الأطوار والمذاهب تمارس عمليات التهريب والقرصنة، والسرقات
المنظمة وتهريب اللاجئين.
وتضمن الإعلان تأكيد الحكومة بأن هذه الخلايا لا
تستهدف اليمن وإنما تستهدف منطقة الجزيرة العربية والوطن العربي والعالم، كما أن
الملفت في الإعلان أن المصدر الأمني لم يستبعد أن تكون 50 خلية تابعة لتنظيم
القاعدة مهمتها التخطيط لأعمال تخريبية في سطح القمر، ومن ثم الإستيلاء على الأقمار
الصناعية التي تجوب فضاء الكرة الأرضية.
ونوه الإعلان التحذيري بأن مجلس الوزراء
قد رصد 85 مليار دولار لمكافحة هذا الخطر والتهديد الأكثر خطورة على إستقرار
المنطقة، ودعا مجلس الوزراء دول العالم والوطن العربي إلى سرعة عقد مؤتمر ما نحين-
ليس على مستوى الأرض وإنما يشمل الجهات المهتمة بسطح القمر- لإنقاذ اليمن خوفاً من
تحولها إلى دولة فاشلة، وأكدت الحكومة بأنها ستقف بالمرصاد عبر أجهزتها الأمنية
وقواتها المسلحة لإستئصال جميع بؤر الإرهاب ومصادر إنتاجه.
وقال الإعلان بأن
إستقرار اليمن هو استقرار دول المنطقة والعالم، مؤكداً بأنه على جميع دول العالم
والمنطقة أن تأخذ هذا الإعلان بإهتمام، وأن وزارة الداخلية قد أعدت بالتعاون مع
أجهزة الأمن الأوراق والمخططات الفنية والهندسية والتكلفة التقديرية لمواجهة ظاهرة
الإرهاب المتعددة الأطراف والأشكال، وأن على جميع الدول المهتمة بهذه الظاهرة والتي
ترغب بالمشاركة في مؤتمر عالمي للمانحين أن تتقدم بشراء تلك الوثائق من وزارة
الداخلية بمبلغ وقدره مليون دولار لا يرد.
واختتم إعلان الحكومة بتحديد موعد فتح
عطاءات المانحين خلال ستين يوماً من نشر هذا الإعلان، منوهة ( الحكومة) بأن أي
تعاطٍ غير مسئول مع هذه المخاطر المبينة في الوثائق المشتراة من وزارة الداخلية-
ستكون عواقبه كارثية على المنطقة برمتها وعلى السلم الإجتماعي العالمي.
وشد
انتباهي ملاحظة دونت في الإعلان تقول بأن الحكومة تحذر أحزاب اللقاء المشترك من
الإستمرار في سياسة الهروب من الحوار الجاد لإخراج البلاد من أزمتها السياسية
المنتجة للإرهاب، وأن أحزاب اللقاء المشترك تتحمل المسئولية الكاملة لتبعات تعنتها
الواضح الذي بدا اليوم يمثل دعماً مباشراً للإرهاب ويهدد السلم والأمن الدوليين)
انتهى الإعلان.
هكذا وجدت نفسي أقرأ هذا الإعلان في خيالي وأنا أرى بيانات
الحكومة وتحليلاتها السياسية وتعاملها اللامسئول في صعدة إزاء محاربة التمرد
الحوثي، وهكذا وجدت خيالي يذهب إلى هذا الجنون وأنا أسمع الدكتور المسفر يؤكد بأن
التعاطي الحكومي مع ظاهرة القاعدة لم يكن مسؤولاً وقد أضر بالنظام اليمني، وهكذا
وهكذا وهكذا أجد نفسي أتخيل أن الحكومة قد وجدت أن اكتشاف الإرهاب وبؤره هو الأقرب
والأكثر جدوى من اكتشاف آبار النفط وإعداد خطط اقتصادية وتنموية سليمة..
هكذا
وجدت الحكومة تهرول نحو الخارج هاربة من الإستحقاقات الداخلية الوطنية، وهكذا وجدت
نفسي محاصراً أبكي على وطني الذي أضحى موسوماً بالإرهاب..
وهكذا وجد نفسه كل
يمني متهماً أمام العالم بالإرهاب حتى تثبت براءته، وهكذا أصبح اليمانيون دون غيرهم
وفي مطاراتهم قبل مطارات العالم يتعرضون للتفتيش الذاتي- للمس بكرامتهم..
وهكذا
صحوت من خيالي لأجد نفسي أني أصبحت إنساناً يمنياً معدماً سلفاً حياً بلا حياة في
وضع مريب مسلوب الكرامة..
صاحب تاريخ في الماضي وفضائح في الحاضر..
وأجد نفسي
أبحث عن بقايا دولة وبقايا ضمير أناشده أن يبقي لي وطناً ببقايا كرامة..
أناشد
نفسي أن أقنع نفسي أني على خطأ وحكومتي عبقرية لأنني حين أنظر إلى السماء، يعود لي
الأمل بأن التمسك بحبل الله واللجوء إليه، والتضرع بإخلاص وإيمان بأن إرادة رب
السماء هي فوق كل شيء ، وبأن بقاء هذه الحكومة متسلطة على هذه الأمة ما هي إلا
إبتلاء منه تعالى - ندعوا الله أن يزيح بلاءها عنا وعن هذه الأمة ، وأن يرزقنا
بحكومة توافق وطني وانتخابات نزيهة ، وأعضاء برلمان اتقياء يضعون مصلحة الوطن فوق
مصلحة الحزب الحاكم، ومصلحة الوطن قبل مصلحة احزابهم..
اللهم إنا نسألك
الغوث.
السياسية- العربية والعالمية- عن أوضاع اليمن، وتصريحات مسئولي الحكومة ومستشاري
الدولة السياسيين ( النزغة) خرجت بنتيجة أن كل هؤلاء قد اجمعوا على أن اليمن أصبحت
ملاذاً آمناً لما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وطوال ما أقرأ وأسمع على
شاشات قنوات الأخبار تصور لي مشهد أن تنظيم القاعدة أصبح يسيطر على معظم المحافظات
في الجمهورية، وأن الأسطول السابع
الأميركي أصبح تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وأن زنجبار أبين قد أعلنت أنها مقر اليمن
الأخطر للتنظيم القاعدي، وأن الحرب العالمية الثالثة قد انطلقت من اليمن ، ووجدت أن
عويل وصراخ الحكومة فعلاً في محله، وسلاح مقصور الحيلة ( وليس عبدالسلام الحيلة)
وبدا فعلاً أن اليمن احتلها تنظيم القاعدة...
كل ذلك الخيال دار حول رأسي وأنا
انتظر ساعات الصباح الأولى لأنطلق نحو عملي، لكن هول الحال كان عاملاً في بقائي
أسير الإستمرار في الخيال، فذهب بخيالي إلى أنني في ذات اليوم وفي الصباح الباكر
اتصفح صحيفة الثورة الرسمية، بينما أقلب صفحاتها وجدت..
إعلاناً تحذيرياً
حكومياً تحت توقيع اللجنة الأمنية العليا، تعلن فيه الحكومة إكتشاف 1000 خلية نائمة
للقاعدة وألفي خلية أخرى تابعة لجماعة التمرد الحوثي، كما اكتشفت الحكومة 500 خلية
نائمة أخرى مختلفة الأطوار والمذاهب تمارس عمليات التهريب والقرصنة، والسرقات
المنظمة وتهريب اللاجئين.
وتضمن الإعلان تأكيد الحكومة بأن هذه الخلايا لا
تستهدف اليمن وإنما تستهدف منطقة الجزيرة العربية والوطن العربي والعالم، كما أن
الملفت في الإعلان أن المصدر الأمني لم يستبعد أن تكون 50 خلية تابعة لتنظيم
القاعدة مهمتها التخطيط لأعمال تخريبية في سطح القمر، ومن ثم الإستيلاء على الأقمار
الصناعية التي تجوب فضاء الكرة الأرضية.
ونوه الإعلان التحذيري بأن مجلس الوزراء
قد رصد 85 مليار دولار لمكافحة هذا الخطر والتهديد الأكثر خطورة على إستقرار
المنطقة، ودعا مجلس الوزراء دول العالم والوطن العربي إلى سرعة عقد مؤتمر ما نحين-
ليس على مستوى الأرض وإنما يشمل الجهات المهتمة بسطح القمر- لإنقاذ اليمن خوفاً من
تحولها إلى دولة فاشلة، وأكدت الحكومة بأنها ستقف بالمرصاد عبر أجهزتها الأمنية
وقواتها المسلحة لإستئصال جميع بؤر الإرهاب ومصادر إنتاجه.
وقال الإعلان بأن
إستقرار اليمن هو استقرار دول المنطقة والعالم، مؤكداً بأنه على جميع دول العالم
والمنطقة أن تأخذ هذا الإعلان بإهتمام، وأن وزارة الداخلية قد أعدت بالتعاون مع
أجهزة الأمن الأوراق والمخططات الفنية والهندسية والتكلفة التقديرية لمواجهة ظاهرة
الإرهاب المتعددة الأطراف والأشكال، وأن على جميع الدول المهتمة بهذه الظاهرة والتي
ترغب بالمشاركة في مؤتمر عالمي للمانحين أن تتقدم بشراء تلك الوثائق من وزارة
الداخلية بمبلغ وقدره مليون دولار لا يرد.
واختتم إعلان الحكومة بتحديد موعد فتح
عطاءات المانحين خلال ستين يوماً من نشر هذا الإعلان، منوهة ( الحكومة) بأن أي
تعاطٍ غير مسئول مع هذه المخاطر المبينة في الوثائق المشتراة من وزارة الداخلية-
ستكون عواقبه كارثية على المنطقة برمتها وعلى السلم الإجتماعي العالمي.
وشد
انتباهي ملاحظة دونت في الإعلان تقول بأن الحكومة تحذر أحزاب اللقاء المشترك من
الإستمرار في سياسة الهروب من الحوار الجاد لإخراج البلاد من أزمتها السياسية
المنتجة للإرهاب، وأن أحزاب اللقاء المشترك تتحمل المسئولية الكاملة لتبعات تعنتها
الواضح الذي بدا اليوم يمثل دعماً مباشراً للإرهاب ويهدد السلم والأمن الدوليين)
انتهى الإعلان.
هكذا وجدت نفسي أقرأ هذا الإعلان في خيالي وأنا أرى بيانات
الحكومة وتحليلاتها السياسية وتعاملها اللامسئول في صعدة إزاء محاربة التمرد
الحوثي، وهكذا وجدت خيالي يذهب إلى هذا الجنون وأنا أسمع الدكتور المسفر يؤكد بأن
التعاطي الحكومي مع ظاهرة القاعدة لم يكن مسؤولاً وقد أضر بالنظام اليمني، وهكذا
وهكذا وهكذا أجد نفسي أتخيل أن الحكومة قد وجدت أن اكتشاف الإرهاب وبؤره هو الأقرب
والأكثر جدوى من اكتشاف آبار النفط وإعداد خطط اقتصادية وتنموية سليمة..
هكذا
وجدت الحكومة تهرول نحو الخارج هاربة من الإستحقاقات الداخلية الوطنية، وهكذا وجدت
نفسي محاصراً أبكي على وطني الذي أضحى موسوماً بالإرهاب..
وهكذا وجد نفسه كل
يمني متهماً أمام العالم بالإرهاب حتى تثبت براءته، وهكذا أصبح اليمانيون دون غيرهم
وفي مطاراتهم قبل مطارات العالم يتعرضون للتفتيش الذاتي- للمس بكرامتهم..
وهكذا
صحوت من خيالي لأجد نفسي أني أصبحت إنساناً يمنياً معدماً سلفاً حياً بلا حياة في
وضع مريب مسلوب الكرامة..
صاحب تاريخ في الماضي وفضائح في الحاضر..
وأجد نفسي
أبحث عن بقايا دولة وبقايا ضمير أناشده أن يبقي لي وطناً ببقايا كرامة..
أناشد
نفسي أن أقنع نفسي أني على خطأ وحكومتي عبقرية لأنني حين أنظر إلى السماء، يعود لي
الأمل بأن التمسك بحبل الله واللجوء إليه، والتضرع بإخلاص وإيمان بأن إرادة رب
السماء هي فوق كل شيء ، وبأن بقاء هذه الحكومة متسلطة على هذه الأمة ما هي إلا
إبتلاء منه تعالى - ندعوا الله أن يزيح بلاءها عنا وعن هذه الأمة ، وأن يرزقنا
بحكومة توافق وطني وانتخابات نزيهة ، وأعضاء برلمان اتقياء يضعون مصلحة الوطن فوق
مصلحة الحزب الحاكم، ومصلحة الوطن قبل مصلحة احزابهم..
اللهم إنا نسألك
الغوث.