;

حكام وأحـــلام 981

2010-03-06 05:54:21

شهاب
عبدالجليل الحمادي


* فرعون يوسف أمون حوتب الرابع
أخناتون المهم أن نأتي على ذكر هذا الملك الذي أيقظ مضجعه ذلك الحلم المزعج وأصبح
كل همه أن يحصل على تأويل صحيح له رافضاَ التسليم بكونه حلماً عابراً كما أوله
الكهنة بإصرار عجيب أوصله إلى يوسف الصديق عليه السلام فيأتيه بالتأويل الصحيح بما
حمله من مجاعة قادمة ووضع له الحل المناسب بل ورشح نفسه أميناً على
الخزائن.
والعجيب في
الأمر أن هذا
الملك رغم حداثة عهده بيوسف إلا انه صدقه في كل ما قاله وعهد إليه بالمنصب، مؤيداً
كل مقترحاته.
* إذاً فهذا الملك ربما أحس بأن هذه الرؤيا تخفي أمراً جللاً وهذا
الأمر يرتبط بشئون حكمه فأصر على أن يصل لقناعة بتأويل صادق يوافق ما يجول بخاطره
ويمنع معاودة هذا الحلم بإعتبار أن الرسالة قد وصلت إليه.
وإعجابه بالحل ربما
أوصله إلى نتيجة حتمية مفادها أنه لن يجد من هو أجدر من يوسف الصديق ليضمن دقة الحل
وحسن تنفيذ سياسة غذائية لأربعة عشر عاماً وماذاك إلا لشعوره بالمسئولية عن تأمين
الغذاء لشعبه.
* أما فرعون موسى فيقال أن حلماً رواده على أن ناراً تأتيه من جهة
معينة تحرق مُلكه فتوصل إلى تأويل يحمل خطراً قادماً من بني إسرائيل بولادة من يقود
هذا الخطر فأمر بقتل كل مولود ذكر منهم خلال المدة التي حددها من تولى تأويل تلك
الرؤيا.
هذا القرار جاء نتيجة إدراكه بأهمية الحلم فبحث عن تأويل صحيح ولما وضحت
لديه الرسالة إتخذ تدابير إحترازية من باب الشعور بالمسئولية عن تأمين الحماية
الأمنية لملكه ولشعبه.
وكما رأينا ما تحمله هاتان الصورتان من قرارات قوية صارمة
إنبنت عليها سياسات في الصورة الأولى قيوداً تتطلب بذل جهود مضاعفة في المجال
الزراعي ومنع اللعب أو السرف في المحاصيل وتقنين الصرف.
وفي الصورة الثانية :
قتلاً لأطفال لا ذنب لهم سوى أن بينهم واحداً يشكل خطراً على الملك ومملكته، ولسنا
في سبيل المقارنة بين الصورتين بل بعرضهما بهذه الصورة كشاهد على مدى إهتمام حكّام
الفراعنة بكل ما يتعلق بأمر الدولة وإن جاء على شكل حلم، قد لا يعني لغيرهم من
العامة شيئاً ولا يستحق معاناة البحث عن تأويله، وإن عنى لهم شيئاً فليس بيدهم
القرار طبعاً كان هذا في تواريخ قديمة لحضارة قديمة عرفت نظام حكم بدائي مقوماته
بسيطة متواضعة أمام مقومات دول اليوم، إلا أن الشعور بالمسئولية لدى الحاكم هو ما
يتفوقون به، ومن هذا المنطلق كانوا يختارون وزرائهم وأعوانهم ومستشاريهم وبعناية
فائقة تكفل الأداء المطلوب والقرار الصائب، فالقائد المحنك الشجاع الحكيم لا يقود
جيشه لغير النصر ذلك انهم مؤمنون بما لديه من صفات تدفعهم لطاعته في طريق طلب
النصر، وخازن بيت المال الأمين هو الذي يبعث ثقة العامة وإتمانهم لبيت
المال.
والمستشار الثقة النزيه الصادق هو الذي يدفع الحاكم والمحكوم إلى الأخذ
بمشورته والحرص على تنفيذها طلباً للحل. .
وهكذا.
إن من يقرأ قصصاً كتلك مما
أوردها القرآن ويقول أساطير الأولين جاهل.
كمن أوّل حلم الملك بأنه من قبيل
أضغاث الأحلام ولو صدٌّقه الملك لهلك وأهلك شعباً بأسره وإذا كان القرآن بين يدي
الحاكم فلا حاجة للحلم وإن حلم فسيجد فيه الحل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد