نور
الدين اليامي
الدين اليامي
كانت الانظمة الشمولية في أوساط
القرن العشرين تفتك بمعارضيها وبمن تخشى منافستهم لها كانت الانظمة الشمولية في أوساط القرن
العشرين تفتك بمعارضيها وبمن تخشى منافستهم لها وتعدلهم المشانق والسجون وتجر
معارضيها إلى المعتقلات جماعات ووحدانا بحجج واهية ونعوت عديدة أهمها الخيانة
الوطنية والخيانة العظمى فارعبوا شعوبهم وتحت هذا المسمى تعطلت العقول وتبلدت
الأحاسيس لدى الأمم والشعوب وأصبحت فارغة من معناها مضعفة العزاء واستكان
الرجال وزاد التخلف وتردت الخدمات وأصبحت الشعوب والأمم تمجد الحكام وتسبح بحمدهم
نفاقاً ورهبة وكثر الخونة والدجالون والمتزلفون وانتشر الفساد بكل أنواعه وأشكاله
وأصبحت الأمم والشعوب في العالم الثالث حطاماً كالرماد تذروه الرياح وعلى رأسها
الأمة العربية بينما كان الأوائل عكس ذلك تماماً ولو رجعنا إلى التاريخ قليلاً
لوجدنا أن كفار قريش قاتلوا في غزوة احد ببسالة منقطعة النظير دفاعاً عن راية قريش
ويروي لنا التاريخ المشهد انه كلما سقطت الراية من يد مقاتل بعد قتله يحمل الراية
رجل آخر وهكذا حتى انهزموا في بداية المعركة وكانت الراية بالنسبة لهم تمثل الوطن
والأرض والإنسان وكذلك المسلمون الأوائل في غزوة مؤتة حمل الراية جعفر بن ابي طالب
وقطعت يده اليمنى ثم حملها بيده اليسرى ثم قطعت ايضا فحملها بعضده بعد أن قطعت يداه
حتى استشهد رضي الله عنه ثم حمل الراية زيد بن حارثة رضي الله عنه حتى استشهد وحمل
الراية بعده عبدالله بن رواحة حتى استشهد ولم يسمح المسلمون بسقوط الراية مطلقاً
بالرغم من قلة عددهم وتفوق أعدائهم فالراية تمثل رمز الأمة وهوية الوطن وسقوطها
يعني سقوط الأمة والوطن وعندما تسقط الراية او العلم بعدها تلقائياً يسقط الوطن
وينهار الشعب وتصبح الأمة لقمة سائغة ينهشها المستعمر من كل جانب وتستهين بها الأمم
وتتكالب عليها فالأمة التي لا تحرص ولا تدافع عن رايتها ورمز وجودها وتستهين به فهي
أمة ضعيفة يسهل اختراقها وتمزيقها وتجزئتها والنيل منها وهي أمة فقدت الولاء للوطن
الأم وحولت ولاءها للزعامات والمناطق والقبائل والجماعات وبدلا من أن تسعى الأنظمة
لتعميق الولاء الوطني للوطن اتجهت للسعي بكل الوسائل المتاحة من صحافة وإعلام
وغيرها لتكديس الولاء للزعامات والأنظمة حتى جمدت الأجيال بالولاء للوطن فاختلفت
الآراء وتمزقت الشعوب والأمم وكفرت الشعوب بالأنظمة والوطن معاً واستهانت برايتها
وأصبحت الأجيال لا تفرق بين راية الوطن وراية المستعمر بل إن الأجيال باتت ترحب
بالمستعمر جهاراً نهاراً وأصبح الوطن عندها لا يساوي شيئاً فتقزمت الأنظمة الحاكمة
وضعفت أمام أعدائها واستهانت هي الأخرى بكرامة مواطنيها وعزة الوطن وفقدت هيبتها
وقوتها لأنها فقدت سندها الشعبي وأصبحت تتخبط بسياساتها كالأعمى الذي لا يجد الطريق
وتزداد الفجوة بين الشعوب والحكام وتتسع رقعة الصراع ويشتعل التطرف وتتراكم الأزمات
ويزيد الجحود بكل شيء ويتنكر الابن لاباه والطالب لمدرسه والموظف لمديره والمدير
لمرؤسه والشعب لرئيسه والرئيس لشعبه وتضيع الحقوق ويغيب العدل وتعكر الحياة ويزيد
البؤس والشقاء، وهنا لابد من وقفة جادة وشجاعة للمصلحين من أبناء الوطن، لابد من
وقفة لكل لبيب وعاقل، لكل مثقف وعالم، لابد أن يقف الجميع وينهضوا من بين الركام
ليعملوا بجد وعزيمة لا تلين، ليعملوا بجهد وأمل وتعلوا أصواتهم بقوة مهما لاقوا من
صعوبات وألم فنحن في سباق مع الزمن، فالشعوب الحية قد بلغت الثريا ونحن بين الثراء
وحتى لا يصبح الصباح ونحن بلا وطن.
القرن العشرين تفتك بمعارضيها وبمن تخشى منافستهم لها كانت الانظمة الشمولية في أوساط القرن
العشرين تفتك بمعارضيها وبمن تخشى منافستهم لها وتعدلهم المشانق والسجون وتجر
معارضيها إلى المعتقلات جماعات ووحدانا بحجج واهية ونعوت عديدة أهمها الخيانة
الوطنية والخيانة العظمى فارعبوا شعوبهم وتحت هذا المسمى تعطلت العقول وتبلدت
الأحاسيس لدى الأمم والشعوب وأصبحت فارغة من معناها مضعفة العزاء واستكان
الرجال وزاد التخلف وتردت الخدمات وأصبحت الشعوب والأمم تمجد الحكام وتسبح بحمدهم
نفاقاً ورهبة وكثر الخونة والدجالون والمتزلفون وانتشر الفساد بكل أنواعه وأشكاله
وأصبحت الأمم والشعوب في العالم الثالث حطاماً كالرماد تذروه الرياح وعلى رأسها
الأمة العربية بينما كان الأوائل عكس ذلك تماماً ولو رجعنا إلى التاريخ قليلاً
لوجدنا أن كفار قريش قاتلوا في غزوة احد ببسالة منقطعة النظير دفاعاً عن راية قريش
ويروي لنا التاريخ المشهد انه كلما سقطت الراية من يد مقاتل بعد قتله يحمل الراية
رجل آخر وهكذا حتى انهزموا في بداية المعركة وكانت الراية بالنسبة لهم تمثل الوطن
والأرض والإنسان وكذلك المسلمون الأوائل في غزوة مؤتة حمل الراية جعفر بن ابي طالب
وقطعت يده اليمنى ثم حملها بيده اليسرى ثم قطعت ايضا فحملها بعضده بعد أن قطعت يداه
حتى استشهد رضي الله عنه ثم حمل الراية زيد بن حارثة رضي الله عنه حتى استشهد وحمل
الراية بعده عبدالله بن رواحة حتى استشهد ولم يسمح المسلمون بسقوط الراية مطلقاً
بالرغم من قلة عددهم وتفوق أعدائهم فالراية تمثل رمز الأمة وهوية الوطن وسقوطها
يعني سقوط الأمة والوطن وعندما تسقط الراية او العلم بعدها تلقائياً يسقط الوطن
وينهار الشعب وتصبح الأمة لقمة سائغة ينهشها المستعمر من كل جانب وتستهين بها الأمم
وتتكالب عليها فالأمة التي لا تحرص ولا تدافع عن رايتها ورمز وجودها وتستهين به فهي
أمة ضعيفة يسهل اختراقها وتمزيقها وتجزئتها والنيل منها وهي أمة فقدت الولاء للوطن
الأم وحولت ولاءها للزعامات والمناطق والقبائل والجماعات وبدلا من أن تسعى الأنظمة
لتعميق الولاء الوطني للوطن اتجهت للسعي بكل الوسائل المتاحة من صحافة وإعلام
وغيرها لتكديس الولاء للزعامات والأنظمة حتى جمدت الأجيال بالولاء للوطن فاختلفت
الآراء وتمزقت الشعوب والأمم وكفرت الشعوب بالأنظمة والوطن معاً واستهانت برايتها
وأصبحت الأجيال لا تفرق بين راية الوطن وراية المستعمر بل إن الأجيال باتت ترحب
بالمستعمر جهاراً نهاراً وأصبح الوطن عندها لا يساوي شيئاً فتقزمت الأنظمة الحاكمة
وضعفت أمام أعدائها واستهانت هي الأخرى بكرامة مواطنيها وعزة الوطن وفقدت هيبتها
وقوتها لأنها فقدت سندها الشعبي وأصبحت تتخبط بسياساتها كالأعمى الذي لا يجد الطريق
وتزداد الفجوة بين الشعوب والحكام وتتسع رقعة الصراع ويشتعل التطرف وتتراكم الأزمات
ويزيد الجحود بكل شيء ويتنكر الابن لاباه والطالب لمدرسه والموظف لمديره والمدير
لمرؤسه والشعب لرئيسه والرئيس لشعبه وتضيع الحقوق ويغيب العدل وتعكر الحياة ويزيد
البؤس والشقاء، وهنا لابد من وقفة جادة وشجاعة للمصلحين من أبناء الوطن، لابد من
وقفة لكل لبيب وعاقل، لكل مثقف وعالم، لابد أن يقف الجميع وينهضوا من بين الركام
ليعملوا بجد وعزيمة لا تلين، ليعملوا بجهد وأمل وتعلوا أصواتهم بقوة مهما لاقوا من
صعوبات وألم فنحن في سباق مع الزمن، فالشعوب الحية قد بلغت الثريا ونحن بين الثراء
وحتى لا يصبح الصباح ونحن بلا وطن.