هشام
آل سنان
آل سنان
لكل غراس جني، ولكل شجر ثمر، ولكل
زرع حصاد، والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي لكل غراس جني، ولكل شجر ثمر، ولكل زرع حصاد،
والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكداً وإن من يحرث
بمحاريث الطيش، ويبذر الفتنة، ويرويها بالعنف سوف يتجرع من ثمره إذا أثمر
ويكتوي بناره في يوم حصاده، ويقال لهم: هذا ما زرعتم، وذوقوا ما بذرتهم، وإن الذين
يتلمسون أفكار الجهل، ويتشبثون بآراء العنف، ويجمعون مقولات التطرف ويتهافتون على
فتاوى الإرهاب سيجنون عواقبها لا محالة، ويحصدون ثمارها السيئة لا مناص.
فمن ذا
الذي يرضى لنفسه العذاب، ويزرع العنف ويغرس الشقاء ويمتهن الإرهاب؟ إن الله رفع عنا
العنت، وأبعد عنا الحرج، ولم يورثنا المشقة، ولم يحملنا ما لا طاقة لنا به، وإن نصر
دينه، وعزة شريعته، لا تكون ببث الخوف، أو نشر الرعب، أو التردي في المهاوى
والمهالك أو الإفساد في الأرض، أو الإلقاء بالأنفس إلى التهلكة، أو التضحية
بالأرواح على غير بصيرة.
إن مجرد تقديم الأرواح نشر الداء ليس مراداً في الإسلام
بل إن الإسلام جاء لحفظها وصيانتها: " ولا تقتلوا أنفسكم"" ومن أحياها فكأنما أحيا
الناس جميعاً" إن المراد هو هداية البشرية، وإنقاذ الإنسانية وإذا قدمت الأرواح،
وبذلت الأموال في سبيل الحق، ورفع راية الدين، والذب عن حياضه على نور من الله،
وهداية من رسوله صلى الله عليه وسلم فذلك اقل ما يكون لنصرة الإسلام، ورتب الله
عليه أعظم الثواب، حيث اشترى هذه الأنفس من أهلها، يقول تعالى" إن الله أشترى من
المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون
وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا
ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" ولو كان المراد في الإسلام هو بالدرجة
الأولى إراقة الدماء، والتضحية وبالأرواح، دون نظر النتائج وبصر بالأمور وهداية من
الخالق لأمر الله الانقياد وأتباعهم ببذل أرواحهم والتضحية بأنفسهم منذ الوهلة
الأولى لابتعاثهم ودخول أتباعهم في الدين، ورضاهم بالعقيدة، ولكن السنن الإلهية
كانت على خلاف ذلك، حيث أمر الأنبياء عليهم السلام ببذل الجهد، والصدق في النصح،
والصبر على الأذى حتى تثمر الدعوة ويحصل المراد، وتهتدي الأمم، فإذا أغلقت السبل،
وبارت الحيل، واستنفذ الجهد، وبات الجهاد بالأنفس أمراً محتماً، وخياراً محدداً،
وتوافرت شروطه، واكتملت أسبابه، وانتفت موانعه ، وأيده الوحي، ودعى له الأئمة،
فلينطلق فيه على نور من الله لإعلان كلمته، والذب عن دينه.
ولو كانت المسألة
لمجرد التضحية بالأنفس، والمبادرة بالقتال لكان المسلمون من المهاجرين رضي الله
عنهم، الذين عاشروا حماة الكفر، وتلطخوا بالجاهلية، ثم من الله عليهم بالإسلام لكان
الأولى بهم أن يبادروا مباشرة بتقديم أرواحهم خصوصاً وهم سيجودون بها ضد أناس
كافرين متغطرسين يريدون أن يستأصلوا شأفة الإسلام، ويسكتوا صوته، ويطفئوا نوره، ولو
كان الأمر كذلك لغامروا بحياتهم، وخاطروا بدعوتهم، وانتقموا ممن يجرعهم العذاب،
ويذيقهم النكال، ويقودهم في أزقة مكة، ويلقيهم في الرمضاء، ويضع عليهم الصخور،
ويتفنن في إهانتهم، لماذا لم يهاجموهم، أو يهدموا منازلهم، أو يخطفوهم، أو يخطفوا
أحداً من أبنائهم، أو يغتالوا أحداً منهم؟ لأن الله تعالى لم يأمرهم بذلك، ولأن
القصد من الدين الإحياء وليس الإماتة، والدعوة وليس الجفوة، ولأن القوى غير
متكافئة، ولأن تلك التصرفات ستؤدي بهم وبدعوتهم، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم
يدعهم إليه، بل أمرهم بالصبر وكف الأيدي والصفح الجميل.
زرع حصاد، والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي لكل غراس جني، ولكل شجر ثمر، ولكل زرع حصاد،
والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكداً وإن من يحرث
بمحاريث الطيش، ويبذر الفتنة، ويرويها بالعنف سوف يتجرع من ثمره إذا أثمر
ويكتوي بناره في يوم حصاده، ويقال لهم: هذا ما زرعتم، وذوقوا ما بذرتهم، وإن الذين
يتلمسون أفكار الجهل، ويتشبثون بآراء العنف، ويجمعون مقولات التطرف ويتهافتون على
فتاوى الإرهاب سيجنون عواقبها لا محالة، ويحصدون ثمارها السيئة لا مناص.
فمن ذا
الذي يرضى لنفسه العذاب، ويزرع العنف ويغرس الشقاء ويمتهن الإرهاب؟ إن الله رفع عنا
العنت، وأبعد عنا الحرج، ولم يورثنا المشقة، ولم يحملنا ما لا طاقة لنا به، وإن نصر
دينه، وعزة شريعته، لا تكون ببث الخوف، أو نشر الرعب، أو التردي في المهاوى
والمهالك أو الإفساد في الأرض، أو الإلقاء بالأنفس إلى التهلكة، أو التضحية
بالأرواح على غير بصيرة.
إن مجرد تقديم الأرواح نشر الداء ليس مراداً في الإسلام
بل إن الإسلام جاء لحفظها وصيانتها: " ولا تقتلوا أنفسكم"" ومن أحياها فكأنما أحيا
الناس جميعاً" إن المراد هو هداية البشرية، وإنقاذ الإنسانية وإذا قدمت الأرواح،
وبذلت الأموال في سبيل الحق، ورفع راية الدين، والذب عن حياضه على نور من الله،
وهداية من رسوله صلى الله عليه وسلم فذلك اقل ما يكون لنصرة الإسلام، ورتب الله
عليه أعظم الثواب، حيث اشترى هذه الأنفس من أهلها، يقول تعالى" إن الله أشترى من
المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون
وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا
ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" ولو كان المراد في الإسلام هو بالدرجة
الأولى إراقة الدماء، والتضحية وبالأرواح، دون نظر النتائج وبصر بالأمور وهداية من
الخالق لأمر الله الانقياد وأتباعهم ببذل أرواحهم والتضحية بأنفسهم منذ الوهلة
الأولى لابتعاثهم ودخول أتباعهم في الدين، ورضاهم بالعقيدة، ولكن السنن الإلهية
كانت على خلاف ذلك، حيث أمر الأنبياء عليهم السلام ببذل الجهد، والصدق في النصح،
والصبر على الأذى حتى تثمر الدعوة ويحصل المراد، وتهتدي الأمم، فإذا أغلقت السبل،
وبارت الحيل، واستنفذ الجهد، وبات الجهاد بالأنفس أمراً محتماً، وخياراً محدداً،
وتوافرت شروطه، واكتملت أسبابه، وانتفت موانعه ، وأيده الوحي، ودعى له الأئمة،
فلينطلق فيه على نور من الله لإعلان كلمته، والذب عن دينه.
ولو كانت المسألة
لمجرد التضحية بالأنفس، والمبادرة بالقتال لكان المسلمون من المهاجرين رضي الله
عنهم، الذين عاشروا حماة الكفر، وتلطخوا بالجاهلية، ثم من الله عليهم بالإسلام لكان
الأولى بهم أن يبادروا مباشرة بتقديم أرواحهم خصوصاً وهم سيجودون بها ضد أناس
كافرين متغطرسين يريدون أن يستأصلوا شأفة الإسلام، ويسكتوا صوته، ويطفئوا نوره، ولو
كان الأمر كذلك لغامروا بحياتهم، وخاطروا بدعوتهم، وانتقموا ممن يجرعهم العذاب،
ويذيقهم النكال، ويقودهم في أزقة مكة، ويلقيهم في الرمضاء، ويضع عليهم الصخور،
ويتفنن في إهانتهم، لماذا لم يهاجموهم، أو يهدموا منازلهم، أو يخطفوهم، أو يخطفوا
أحداً من أبنائهم، أو يغتالوا أحداً منهم؟ لأن الله تعالى لم يأمرهم بذلك، ولأن
القصد من الدين الإحياء وليس الإماتة، والدعوة وليس الجفوة، ولأن القوى غير
متكافئة، ولأن تلك التصرفات ستؤدي بهم وبدعوتهم، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم
يدعهم إليه، بل أمرهم بالصبر وكف الأيدي والصفح الجميل.