أمين الداهية
غريباً، عصاة الوطن يعملون ليل نهار بغية النيل منه، عصاة عصاة الوطن يريدون أن يجعلوه غريباً،
عصاة الوطن يعملون ليل نهار بغية النيل منه، عصاة الوطن يعضون أناملهم حسرة وندامة
لفشل خططهم ومؤامراتهم ، عصاة الوطن أرهبوا الناس وأرعبوهم ، عصاة الوطن يتنكرون
لدماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة التي بذلت من أجل الوطن وعزة وكرامة الشعب،
عصاة الوطن ينهشون بجسده بلا هوادة وبدون أدنى رحمة، جبناء ، خونة ، متآمرون ،
كذابون ، قتلة ، إرهابيون مشعلو فتن مروجو ثقافة العنصرية والحقد والكراهية، عملاء
، سرطان في جسد الوطن يجب استئصالهم ، حكومتنا الموقرة إن لم تتدارك ضعفها وفشلها
فخيراً لها أن تعلن استقالتها ، فالوطن لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات والقصور
المستمر حتى على مستوى توفير الخدمات الأساسية للمواطن، ولا يوجد لها أي مبرر طالما
نحن نعيش القرن الواحد والعشرين وفي العام 2010م، لا نريد من هذه الحكومة أن تمنح
صلاحيات أكثر للمعارضة التي أصبحت تشكل خطراً جسيماً على الوطن قبل المواطن وبالذات
ما يسمى بأحزاب اللقاء المشترك ، هذه الأحزاب الخمسة أصبحت تستثمر مساوئ الحكومة
ليس للقيام بواجبها كمعارضة ووجه آخر للسلطة إنما للتشفي بعجز الحكومة والمواطن
الذي ما زال يعلق أملاً عليها، اللقاء المشترك منذ تكوينه إلى يومنا هذا ، وهو لا
يحقق إلا الفشل الذريع والسقوط المتسارع والأزمات المتلاحقة للوطن، أصبحت أحزاب
المشترك عاهة وطنية تخلق الفتن ،وليس لها أي موقف وطني تجاه ما يمر به الوطن من
مشاكل ومحن ، حتى وإن كان هناك قصور في الحكومة، حتى وإن كانت هناك اختلافات سياسية
بين أحزاب المشترك والحزب الحاكم ، حتى وإن غاب التوافق السياسي، إلا أنه من العيب
بل من العار أن نفتقد توافقاً سياسياً فيما يخص قضايا الوطن ومشاكله وهموم الشعب ،
إلى متى سيظل هذا الوطن عرضة للفتن والأزمات بسبب غياب الرؤية الوطنية التي سببها
غياب المسؤولية لدى الأطياف السياسية المتصارعة ، إن كان المشترك يعمل من أجل الوطن
وفي سبيل الوطن فليتبنَ ذلك ويتخلى عن الأنانية والكبر وليقبل على طاولة الحوار
المكشوفة للعالم وليبتعد عن التقرب من المخربين ودعاة التشطير، وليكون لسان حال
الشعب مطبقاً لإرادته ، نحن لا نريد حكومة ضعيفة تعجز عن توفير أبسط الخدمات
للمواطن وتوفر معارضة تعمل من أجل نفسها لا من أجل الشعب، الذرائع التي تتحجج بها
وتهولها للشعب ، حتى وإن أصبحت المعارضة وعلى وجه الخصوص أحزاب اللقاء المشترك
فاقدة للمصداقية عند أبناء الشعب إلا أنه من الواجب على الحزب الحاكم أن يكون أكثر
جدية وأن يعمل جاهداً على تجاوز كل المحن والأزمات وألا ينتظر أي بشائر خير من
أحزاب المشترك، فرؤيتها المتحجرة لا يمكن أبداً أن تكون مرنة في يوم من الأيام.