;

اليمن .. بين تقدم حضارة الماضي وتأخر ازدهار الحاضر 1643

2010-03-09 05:18:53

شكري
عبدالغني الزعيتري


إن تاريخ اليمن عريق وبأنها الأرض
التي نزل وعاش فيها سام بن نوح إذ وقد كانت اليمن في الماضي موطنا لبعض أقدم
الحضارات في العالم كما ومنها خرجت أهم الحضارات واستوطنت في دول أخري في العراق
وبلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا ومن خلال الهجرات الإنسانية القديمة
.

ولهذا يقال عن اليمنيين بأنهم
أصل العرب. .
فقامت في اليمن حضارة سبأ ، ومملكة معين ، وحضارة حضرموت ، ومملكة
حمير و مملكة أوثان و ممالك أخرى قامت في اليمن ولا يعرف عنها الكثير مثل : مملكة
هرم و مملكة كمنة و مملكة السوداء و مملكة أنابة و مملكة نشأن ومملكة كنداء وغيرها
. . .
كما وسميت اليمن منذ الماضي (بلاد اليمن السعيد ) وذلك لازدهارها في زمن
الحضارات العربية القديمة وكنتيجة لوجود سد مأرب والذي كان يسمي بسد سبأ أو سد
العرم الشهير. . .
وقد دخلها الإسلام في العام 8 للهجرة.
وحكمها الكثير من
الممالك ومنهم الرسوليون وحكمها الأئمة الزيديون لمدة 1200 سنة والخلافة العثمانية
وقد تعددت الحملات العثمانية حتي انتهت بنهاية الدولة العثمانية نفسها هذا ما كان
ماضي اليمن وحضاراته التي كانت متقدمه في الماضي و اشتهرت بها وازدهرت عن كثير من
البلدان والحضارات الإنسانية القديمة. . .
أما اليوم أين موقع اليمن من التقدم
والإزهار والنمو وتطور الدول الحديثة دول المؤسسات المدنية الفعلية مقارنة بكثير من
البلدان في العالم وخاصة البلدان التي لم يكن لها حضارات ولم تكن بالأصل موجودة في
العالم البشري القديم. .
؟ الإجابة : في آخر الصفوف ومراتب دول العالم ودول
عربية إن لم نقل الدول النامية المتقدمة والسبب سوء الإدارة وأخطاء رجال الحكم
والسياسة والصراعات السياسية والاجتماعية والانفلات الأمني وابتزاز النافذين ونهب
المال العام. .
الخ : فمثلا اليوم دول الخليج بما فيها أكبرها وهي المملكة
العربية السعودية في الماضي لم تكن بالأصل لها وجود كمملكة متقدمة ولما عليها اليوم
. .
وعلي سبيل المثال كتدليل يغني عن كل الأدلة والشواهد وباقي الدول الصغيرة
المجاورة والتي هي اليوم متقدمه عن اليمن.
إذ انه عندما تهدم سد مأرب هاجر كثير
من اليمنيون بان تركوا مأرب وتوزعوا في عدة بقاع من الأرض ومنهم كان أهل قبيلة
(جرهم) الذين رحلوا سيرا في اتجاه الشمال حتى وصلوا إلي ارض قاحلة صحراء لا عيش
فيها ولا من يسكن سوى قليل من أبناء الصحراء من نسل نبي الله إسماعيل وبعض الأعراب
البدو ممن تجمعوا حول مكة بعد بناء أبونا إبراهيم للكعبة بأمر الله تعالي
. .
وكان قليل العشب ينمو وطيور تحلق في السماء من فوقه لتشرب من ماء وتأكل من
موتى حيوانات برية ومما تحت سمائها وكان أن رأوا الرحالة قبيلة (جرهم ) اليمنيين
هذه الطيور في السماء وعن بعد فتوقعوا أن حياة قائمة تجري تحت سماء الطيور المحلقة
فواصلو السير حتى وصلوا فوجدوا (بئر زمزم) والتي كان ماءها يتفق واحدث خضيرة بنمو
الأعشاب واوجد عيش لبعض الحيوانات والطيور البرية بجوارها فجذبهم ماء بئر زمزم
بتوافره واخضرار الأرض من حولها فقرروا أن يتخذوا بجوارها سكنا ويحلوا في مكة وكان
عدد سكانها حينذاك اقل من عدد أبناء قبيلة جرهم اليمنيين الذين استوطنوا في مكة في
ذاك الزمان. .
وبعده تزايد عدد سكان مكة حتى أصبحت مدينة تعددت فيها القبائل
ومنها تفرع سكانها ليعيشوا في الأراضي المجاورة كقبائل وبدو وبمرور الزمن زاد إحياء
وشهرة مكة وخاصة بعد ظهور الإسلام إلي أن كبرت فسميت مكة وما حولها من مدن نشئت
بأرض الحجاز والي أن جاء الملك عبدالعزيز أل سعود فضم إلي حكمة عدة مناطق مجاورة
إلي جانب ارض الحجاز وكون ما يسمي به اليوم المملكة العربية السعودية وتقدمت بما
امتلكت من ثروة نفط وبحسن إدارة وسياسة رجالها وحكامها المتعاقبين علي الحكم
. .
وبالمثل تكونت التجمعات في باقي بقاع ارض شبة الجزيرة العربية (دول الخليج
الأخرى ) وفي الأرض التي لم كان يسكنها إلا جماعات بشريه قليلة من البدو وصيادي
البحر وأسرهم وكان قبائل وبدو متناثرة ولحسن إدارة وكفاءة استخدام وتسخير ثروات
معدنية وصدق تعامل مع الغير تكونت وتقدمت لتكون دول مزدهرة متطورة وتتقدم صفوف دول
العالم رقيا وتقدم اقتصادي وسياسي وبشري. .
أما الجمهورية اليمنية فقد تأخر
ازدهار الحاضر وظلت في (محلك قف ) بينما كانت قديما وحتى قبل قيام الثورة هي أكثر
الدول في شبه الجزيرة العربية تقدما وحضارة ورقي وكثافة سكانية من حضر وبدو وحتى في
الاكتفاء الذاتي الغذائي ذاتي رغم بساطته وقلة أنواع الغذاء حينها. .
وزاد من
تأخر اليمن عن ركب سير وتقدم جيرانها من دول الخليج سوء الإدارات السياسية وممارسة
رجال الحكم وتزايد الصراعات الداخلية لأجل الحكم والسلطة والذي هو مستمرا حتى اليوم
.
وهذا ما جعلنا متأخرين كيمنيين عن التقدم مقارنه بغيرنا وعليه مازلنا باقين
كيمن دون ازدهار يحدث أو نمو بفعل ( قيادات سياسية وعسكرية وقبلية ) ومنذ ما بعد
قيام ثورتي سبتمبر 1962م وأكتوبر1963م وحتى اليوم. . .
وردنا علي من قد يري بان
المال هو سبب التطور لأي دولة وشعبها نقول له : والمال من يأتي به ويرشد استخدامه
هم الرجال.
وليس كل من تقدم ببلده سببه توافر المال الوافر كما يقول البعض بل
سببه البشر وحسن إدارتهم وصدق عملهم :( فمثلا) إن كان وفرة المال هو سبب التقدم
فتلك نيجيريا الدولة الإفريقية والتي تعتبر رابع دولة في العالم مصدرة للنفط وثاني
اكبر دوله افريقية مساحة وفيها غناء لا مثيل له بامتلاك ثرواتها المعدنية ولكنها
تهدر ولم تتقدم رغم الغنى إذ أن شعبها اليوم يعاني من الفقر والجوع والتخلف وتدني
ولدي البعض من مدنها وقراها انعدام الخدمات بسبب سوء إدارة قياداتها ورجال ساستها
. . .
( ومثال ) آخر مقابل : وإن كان قلة المال هو سبب تأخر دولة ما فمثلا تلك هي
دولة سنغافورا ودولة ماليزيا ودولة بانكوك وغيرها ليست هي هن بدول غنية بأنهم لا
يمتلكون ثروات نفطية ومعدنية أو مصادر طبيعية للثروة ولم يكن قبل تقدمهن وازدهارهن
كدول حديثه بان لديهن وفرة المال وقوة الاقتصاد فتقدمت وازدهرت وتقدموا بها
قياداتها وأصبحوا في الصفوف الأولي في قائمة البلدان المتقدمة من دول العالم
النامي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد