الشرجبي
والعدوانية وصور القتل والأشلاء وحرب العصابات والرعب، وجبة يومية اعتمدتها القنوات
الفضائية في كل وقت تبث مثل هذه الأفلام التي تعتمد على العنف والعشوائية وتربط
المشاهد بتلك المشاهد حتى تصبح جزءاً طبيعياً في حياتنا.
إن مثل تلك الأفلام وأثناء
مشاهدتها يومياً تكسبنا بلادة في الإحساس "عفواً" لكن بالفعل نحن نعتاد مشاهدتها
حتى تفقد وحشيتها بالنسبة إلينا فلا تعود قيمتها بوصفها خالية من الإنسانية والرحمة
والشفقة الآن أصبحت سلوكاً طبيعياً بتكرار المشاهدة.
وإذا كان البعض يرى
في مشاهد العنف تفريغاً لشحنات العنف والقهر وتنفيساً لمشاعر الغضب فأنا أرى أن هذه
النوعية من الأفلام تعد تنشيطاَ للسلوكيات العدوانية الكامنة وتحريضاً لها على
الظهور فإذا لاحظت عزيزي القارئ هناك أيضاً أفلام تعرف من لا يعرف كيفية القيام
بالتخطيط للأعمال الغير مشروعة.
تخيل ما تفعله هذه الأفلام في الإنسان البالغ
فكيف هو الحال مع الأطفال فإذا لاحظت عزيزي القارئ أن نصيب الأطفال من وجبة العنف
وتأثيرها فيهم أكثر بكثير فهي تمثل للأطفال ذخيرة ذهنية يخزنونها في عقولهم
ويتفاعلون معها بوصفها حقائق مطلقة تشكل سلوكياتهم وتؤثر في شخصياتهم فأنا أرى ذلك
جلياً أمام عيني يومياً من خلال أبناء أختي فهم لا يتحدثون إلا عن كيفية التحول إلى
هيئات شريرة ويتحاربون فيما بينهم فذاك يدعى ميجامان وذاك يدعى "بن 10".
فإن
القائمين على قنوات الأطفال لا يشعرون بالمسؤولية تجاه الأطفال فأطفالنا مستهدفون
بكم هائل من أفلام الصغار التي تتضمن العنف والعدوانية بجميع أشكالها
وأنماطها.
أعلم بأن العديد منكم سيقول بأن هناك بعض القنوات كطيور الجنة وكراميش
وإلى آخرها فهذه محطات جميلة وتثقيفية ولكن الأعظم أنها أصبحت عبئاً على الكثير من
الأسر إذ يتم عرض إعلانات عن بضائع لعديد من الأدوات وهذا الشيء يوقع العديد من
الأسر في مشاكل مع أطفالهم لعدم تمكنهم من اقتناء ما يعرض في الإعلانات.
ولذلك
أصبحت قنوات الأطفال تشكل عبئاً على الأهالي مضافاً إليه العنف والعدوانية اللذان
يكتسبونها من هذه القنوات، ولا أقول إلا "كان الله في عون الآباء
والأمهات".